النضال النسوي مستمر للوصول إلى عالم خال من العنف

تحت شعار "عالم خال من العنف" ستنطلق النساء في آمد بشمال كردستان، بتنظيم فعالياتهن المختلفة ضمن برنامج حملتهن التي ستبدأ تزامناً مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.

مدينة مامد أوغلو

آمد ـ خاضت الأخوات ميرابال "باتريا ومنيرفا وماريا تيريزا" نضالاً كبيراً ضد رافائيل تروخيو الذي حكم جمهورية الدومينيكان لمدة 30 عاماً، هؤلاء النساء الثلاث اللواتي سُجلت أسماؤهن في التاريخ، قتلن في عام ١٩٦١ من قبل الذهنية الذكورية التي ناضلن ضدها.

تخليداً لذكرى الأخوات ميرابال تم الإعلان عن ٢٥ تشرين الثاني/نوفمبر يوماً عالمياً لمناهضة العنف ضد المرأة، ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا تخرج النساء إلى الساحات والميادين في العديد من أنحاء العالم في يوم ٢٥ تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام وتجددن عهدهن على مواصلة النضال من أجل الوصول إلى عالمٍ خال من العنف، هذا النضال التاريخي مستمر بإصرار وعزم كبيرين، حيث بدأت النساء في مدينة آمد بشمال كردستان، بالتحضير لمجموعة من الفعاليات والأنشطة.

إن نساء آمد اللواتي اجتمعن تحت سقف منصة دجلة آمد النسائية (DAKAP)، ستنظمن فعالياتهن ابتداءً من ٢٠ تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، مع إعداد برنامج مشترك، كما إن النساء اللواتي سوف تقمن بتنفيذ الأنشطة ميدانياً لمدة أسبوع متواصل، سوف تنظمن مسيرة في يوم مناهضة العنف ضد المرأة الذي يصادف ٢٥ تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.

وأوضحت عضوة منصة دجلة آمد النسائية أزكي سلا دمير، أن الأسبوع القادم سيكون حافلاً بالفعاليات، وذكرت إن بداية الأنشطة ستكون بإرسال بطاقات إلى النساء المعتقلات، وستختتم بمسيرة كما هو الحال في كل عام، وبالإضافة إلى البرنامج المشترك للمنصة سيكون لكل مؤسسة برامجها الخاصة "سنعلن جميعنا عن انطلاقة أنشطتنا معاً ببيان صحفي في يوم ٢٠ تشرين الثاني، سنتواجد في الاجتماعات النسائية والاجتماعات التي ستعقد في الأحياء طوال أيام الأسبوع، سنتحدث مع النساء ونقوم بأنشطة توعوية حول العنف ضد المرأة، وبعد الانتهاء من تنفيذ هذا البرنامج الذي يستمر لمدة أسبوع، سنعلن بشكل مشترك عن تقرير العنف في آمد مع النساء في يوم مناهضة العنف ضد المرأة كما سيتم عرض أفلام وتوزيع الكتيبات".

 

"المقاومة مستمرة"

وأشارت إلى أن نضال المرأة وتنديدها بالعنف، يستمر دون انقطاع منذ عهد الأخوات ميرابال "إن يوم ٢٥ تشرين الثاني يوم مهم جداً بالنسبة لنا نحن النساء، لقد تعرضت الأخوات ميرابال للقتل بسبب موقفهن المعارض وهويتهن الأنثوية، وعلى الرغم من أن العنف القائم منذ ذلك الحين قد تغيرت أشكاله، إلا أن جميع الآليات التي تقف ضد المرأة لا تزال تعمل بنفس الطريقة، ولكن النضال ضدها وصل ليومنا هذا وهو أقوى وأشد عزماً، يحمل بين طياته سنوات طوال من الخبرة وثقافة النضال، وبشكل خاص في منطقتنا حيث يتجلى هذا النضال في كافة المجالات، رغم  كافة المحاولات والضغوط الهادفة لإسكاته، يظل هذا النضال مستمر بشكل فعال ونشط".

 

"سنخلق وعياً في الشوارع ضد العنف"

ولفتت إلى أنهم ستنفذن أنشطتهن من خلال توسيع نطاق النضال ضد كافة أشكال العنف المتزايدة "إن العنف في يومنا هذا له أشكال وأنواع عديدة وفئات مختلفة، حيث تتعرض النساء للعنف الجسدي والنفسي والرقمي، كما تعاني النساء والأطفال من أشد الصعوبات الناجمة عن العنف الاقتصادي، يتوجب علينا القيام بالمزيد من الأنشطة ورفع مستوى الوعي، وهذا واجب يقع على عاتقنا كنساء، ومن خلال الأعمال التي ننفذها في المنصات التي نتواجد فيها سوف نفضح هذا العنف في كافة المجالات".

 

"تتعرض النساء لأشكال عدة من العنف في الأماكن العامة"

من جانبها أوضحت الرئيسة المشتركة لاتحاد عمال التعليم والعلوم الفرع الثاني دويكو أوزباي، أنهم سيتواجدون في الساحة ضمن نطاق برامج المنصة وبرامجهم الخاصة، بصفتهم اتحاد نقابات العمال العامة، وأنهم سيتوجهون ببرنامج حافل بالفعاليات نحو المسيرة التي ستنظم في الختام، مشيرةً إلى أن التواريخ التي تحمل في صفحاتها معان عميقة قد خلقت قوة ووعياً أكبر للنضال القائم "إن السلطة السياسية التي تعمل على إضفاء الطابع المؤسسي على انعدام المساواة بين الجنسين، تحاول تدمير مكاسب المرأة، وبإمكاننا رؤية ذلك في انسحابهم من اتفاقية اسطنبول وعدم التنفيذ الفعال للقانون رقم ٦٢٨٤، وهذه السياسات قد تسببت في مقتل ٣٤٠ امرأة على يد الرجال في عام ٢٠٢٢، ومن خلال سياسات الإفلات من العقاب وترك الجناة بلا عقوبات رادعة ازدادت هذه المجازر بشكل مضاعف، إن يوم ٢٥ تشرين الثاني هو في الواقع يوم ذو معنى كبير بالنسبة للنساء للنضال معاً في مواجهة كل هذه السياسات ذات النزعات العسكرية والفردية والمتحيزة جنسياً، لأنه في هذه الفترة التي يتغير فيها أشكال العنف من المهم جداً بالنسبة لنضال المرأة أن تجتمعن وتخلقن معاً كلمة قوية".

 

"النضال ضد الذهنية الذكورية مستمر منذ آلاف السنين"

وأشارت دويكو أوزباي إلى أن النساء تتعرضن لأشكال مختلفة من العنف في الأماكن العامة اليوم، لافتةً إلى أنهن ستواصلن النضال لاستعادة المكاسب التي حققنها، وأكدت على أن إصرارهم وتصميمهم على هذه القضية أصبح أكبر من أي وقت مضى "سنكون دوماً في تضامن ضد السياسات التي تتجاهل وجودنا، بداية كانت اتفاقية إسطنبول التي أثبتت أن العنف ينبع من عدم المساواة بين الجنسين، مكسباً كبيراً للنساء، لن نقبل هذا الانسحاب أبداً، ويجب وضع السياسات القانونية التي تعمل على حماية المرأة موضع التنفيذ في أسرع وقت ممكن، نحن نعلم أن القوة السياسية التي فازت في الانتخابات اليوم، من خلال اجتماعهم معاً على محور معاداة النساء فازوا في هذه الانتخابات، في الواقع إن هذا نضال تاريخي، فنحن نواجه ثقافة ذكورية يعود عمرها لخمسة آلاف عام، ليس هذا فحسب، النضال ضد الذهنية الذكورية مستمر منذ آلاف السنين".