المياه تغمر ولاية بغلان والأهالي لم يحصلوا على أي مساعدة

يقول ضحايا الفيضانات في ولاية بغلان "الفيضانات دمرت حياتنا كلها، وانهالت علينا المياه من كل جانب، بقينا في المياه لساعات، لم نحصل على أي مساعدة".

بهاران لهيب
بغلان ـ
تواجه ولاية بغلان في أفغانستان الفيضانات بالإضافة إلى عدم كفاءة حكومة طالبان، وكان عام 2023 عاماً جافاً وشحيحاً في المياه، ولم يكن لدى الأهالي في بعض المحافظات حتى مياه الشرب واضطروا إلى مغادرة مناطقهم، ومع بداية فصل الشتاء، وردت أنباء عن تساقط الثلوج والأمطار. 
رغم الجفاف الذي شهده العام الماضي إلا إنه خلال الشهرين الماضيين، تعرضت جميع أنحاء أفغانستان لأمطار غزيرة. وخلال الأسبوعين الماضيين شهدت عدة مقاطعات في أفغانستان فيضانات، بالإضافة إلى فقدان حياة العشرات، وكانت النساء والأطفال هم الأكثر معاناة. 
فقد الناس أحبائهم وملجأهم، كما توجه مسؤولون رفيعو المستوى من طالبان إلى المناطق المتضررة، واكتفوا بالتقاط صور شخصية ونشرها على شبكات التواصل الاجتماعي.
ولمعرفة المزيد عن حالة المصابين التقت وكالتنا بهم، وبعد مرورها بمدينة بل خمري عاصمة مقاطعة بغلان، دخلت منطقة نهرين الأولى، وكانت هناك العديد من القرى التي دمرها الفيضان، وهرع أهل الخير والمؤسسات الإنسانية والدولية لمساعدة الناجين/ات. 
في حين سيطرت حركة طالبان على كل المساعدات، ففي بداية منطقة بورك الشرقية، قاموا بإنشاء محطة التفتيش وقاموا ببناء مستودع لأنفسهم، وصادروا كافة ممتلكات المؤسسات باسم "المداهمة العادلة"، حتى أنه تم جمع الطعام المطهو وأرسلوا وفداً إلى المناطق المتضررة قالوا إنه من أجل العائلات المحتاجة. 
وقال الناس بغضب شديد "يمكن رؤية الدمار في مناطقنا من بعيد. ليس لدينا طعام نأكله، ولا ماء نشربه، ولا مكان ننام فيه، ولا ملابس نرتديها، ولا مأوى نقضي فيه الليل والنهار، ولكن هل تقلق حكومة طالبان بشأننا؟".
عندما دخلت وكالتنا المكان لم يكن هناك طريق ولا مياه للشرب ولا مأوى ولا أراضي زراعية ولا مواشي، كان الجميع في حالة حداد وحزن، كان من الممكن رؤية ألم خسارة حياتهم كلها بسبب هذا الوضع. كل منهم لديه قصص مؤلمة.
وقالت نثا قيوم، التي لديها أطفال يبلغ عمر أكبرهم 10 سنوات ونصف "لقد دمر الفيضان حياتنا كلها، وانهالت المياه من كل جانب وبقينا في المياه لساعات، ولم نتلق أي مساعدة، على الرغم من تقديم الكثير من المساعدات للمنطقة". 
وعن مساعدة الجرحى بينت أنه "تمكن بعض الجرحى من الانتقال إلى المدينة، لكن بعضهم بقي في المنازل، كان لدينا مبنى عيادة ولكن جرفته المياه أيضاً"، لافتةً إلى أنه "ممتنة لأنني لم أفقد شخصاً عزيزاً في عائلتي، ولكن أصبح منزلي خراباً وبقيت جميع ممتلكاتنا تحت الأنقاض". 
فيما قالت تازكل سينج محمد "كنا جميعاً في منازلنا عندما غمرت السيول مناطقنا عند الساعة الثالثة عصراً وحولت بيوتنا إلى أنقاض، وقد تمكنت العائلات من انتشال ذويها ولا تزال جثث بعض أقاربنا تحت الأنقاض، وقد قُتل ما بين عشرة إلى أحد عشر شخصاً حول منزلنا". 
وأضافت "أصيب حفيدي بجرح في ساقه أثناء الفيضان، وقمنا بنقله إلى المستشفى الحكومي بمركز بغلان. لكنه لم يتلقى العلاج اللازم وقال لنا الأطباء يجب نقله إلى مقاطعة قندوز المجاورة لنا، وفد دفعنا جميع النفقات بأنفسنا، كما أنه لا توجد مرافق في المستشفيات الحكومية".
وأشارت إلى أنه "في كل يوم يأتي وفد من حكومة طالبان للمسح، ويعاملوننا بطريقة لا إنسانية، خلال هذه الفترة لم نتلق أي مساعدة، على الرغم من أن العديد من المواد تم جمعها باسمنا، إلا أن الأقوياء يأخذونها جميعاً".  
وقالت شاهبيري واصل، إحدى نساء المنطقة والدموع في عينيها "في قريتنا، قُتل ستة أشخاص، طفلان وأربع نساء، لكن آلاف الأشخاص ماتوا في وديان أخرى في منطقتنا، وما يعلنونه ليس دقيقاً". 
من جانبها قالت ناز عبدل التي كان الألم واضحاً في عينيها إنه "عندما وصل الفيضان إلى منطقتنا، لم يأت أحد من حكومة طالبان لمساعدتنا. وأثناء الفيضان، كانت السماء تمطر بغزارة، وكنا نركض من مكان إلى آخر لأكثر من ثلاث ساعات، وبغض النظر عن مقدار طلبنا المساعدة من مركز منطقتنا، لم يسمعنا أحد. عندما انحسرت المياه، بدأ جميع شباب منطقتنا العمل لمساعدة الأحياء التي كان الناس فيها تحت الأنقاض، ولأن التبرعات التي تم جمعها لم يتم توزيعها بشكل عادل جاء الأهالي إلى المكان واحتجوا".