المؤتمر النسوي الإقليمي... دعوات لتظافر الجهود النسوية لتحرير الإيزيديات الأسيرات
أكدت مشاركات في المؤتمر النسوي الإقليمي على أن الإيزيديات استطعن الانبعاث من تحت الرماد والصمود والتصدي لمرتزقة داعش والاستمرار في النضال لتحرير الأسيرات.
سوزان أبو سعيد
بيروت ـ شددت الإيزيديات اللواتي شاركن في المؤتمر النسوي الإقليمي، على ضرورة تقديم الدعم النسوي لهن للحصول على حقوقهن والاعتراف بالإبادة الجماعية التي تعرضن لها.
تناول المؤتمر النسوي الإقليمي "تجارب الحركات النسائية في الخروج من أزمات المنطقة" الذي عقد مطلع الأسبوع الجاري في العاصمة اللبنانية بيروت، تجربة نساء شنكال في الانبعاث مجدداً.
وعن ذلك قالت ممثلة لجنة العلاقات الخارجية في حركة حرية المرأة الإيزيدية "TAJÊ" سهام شنكالي، لقد سلطنا الضوء من خلال المؤتمر على الإبادة التي تعرضت لها الإيزيديات في شنكال في الثالث من آب/أغسطس عام 2014، مشيرةً إلى أن المرأة كانت أكبر ضحايا الإبادة، حيث تم اغتصاب وسبي وبيع النساء، ولا زال مصير الآلاف منهن مجهولاً.
وحول مقاومة نساء شنكال لمرتزقة داعش، أوضحت أن الإيزيديات عملن على تنظيم أنفسهن وتأسيس حركتهن وقوتهن الدفاعية عام 2015، بهدف حماية المنطقة والمرأة بشكل خاص، مشيرةً إلى قوة وإرادة النساء اللواتي بقين في الجبل وقاومن رغم كل الظروف الصعبة وصمدن ولم تتركن أرضهن.
لقد أثبتت الإيزيديات من خلال "حركة حرية المرأة الإيزيدية" قدرتها على المشاركة في كافة المجالات وخاصة السياسي والعسكري، ولاسيما الدبلوماسي كما أكدت سهام شنكالي، لافتةً إلى أنهن شاركن في المؤتمر لطلب الدعم النسوي العالمي "إن ألمنا كنساء واحد، لنضع أيدينا في أيدي البعض لتحرير النساء اللواتي لا زلن أسيرات لدى المرتزقة، مضيفةً "النساء الإيزيديات بحاجة للدعم النفسي، والاعتراف بالإبادة الجماعية عالمياً".
من جانبها أوضحت الناشطة الإيزيدية فريدة سعدو أن مرتزقة داعش وزع الأسيرات الإيزيديات على عدة دول من بينها سوريا واليمن "لا يمكننا معرفة مصير النساء اللواتي تم اختطافهن، فهناك المئات اللواتي قتلن، كما أن الأطفال تعرضوا لشتى أنواع الانتهاكات، وقتل البعض منهم وتم إطعام لحومهم لأمهاتهم في صورة لا يتقبله أي منطق إنساني".
وأشارت إلى أنه تم ترحيل بعض هؤلاء الأطفال من أفراد داعش الأجانب إلى روسيا وفرنسا والشيشان، ولا يزال هناك أكثر من 100 طفل يتواجدون في مخيمات اللجوء بشمال وشرق سوريا.
وأضافت "لقد سعدت جداً بمشاركتي في هكذا مؤتمر جمع النساء من مختلف الدول تحت شعار واحد، لقد تطرقنا خلال المؤتمر إلى قضية الأطفال الذين ولدوا بعد عمليات اغتصاب النساء الإيزيديات الأسيرات من قبل داعش"، مشيرةً إلى أن المجتمع الإيزيدي لا يتقبلهم لأنه يخاف من احتضان هؤلاء الأطفال، كونهم يحملون فكر داعش، ولربما سيقومون بنشره في مناطقهم وضمن المجتمع الإيزيدي، خاصة أن البعض منهم بلغوا مستوى يدركون فيه ما يحصل حولهم.
ولفتت إلى أن العديد من الأمهات قررن الاحتفاظ بأبنائهن وعدم التخلي عنهم وهم الآن يقطنون مخيمات اللجوء التابعة للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، حيث يتم تقديم الدعم النفسي لهم وإعادة تأهيلهم.