تداعيات تأجيل الانتخابات البلدية على المجتمع محور ندوة في لبنان

نظمت جمعية مدنيات ندوة عامة تناولت دور المواطن بالقرار المحلي، لاسيما في مجال الانتخابات البلدية وتداعيات تأجيلها على المجتمع، وخصوصاً على تمثيل الشباب والنساء.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ تعنى جمعية "مدنيات" غير الحكومية في لبنان بتشجيع ودعم النساء والفئات الشابة للانخراط بالشأن العام والسياسي من خلال القيام بفعاليات وندوات لتعريف المرأة بدورها وحقوقها في المجتمع.

أقامت جمعية مدنيات ضمن مشروع "بلديتي هويتي" ندوة في العاصمة اللبنانية بيروت للإضاءة على دور اللبنانيين/ات الأساسي في المجتمع المحلي وزيادة المشاركة والمساءلة في العملية الانتخابية، فضلاً عن تداعيات تأجيل الانتخابات البلدية على تمثيل المواطنين/ات على التنمية المحلية ولا سيما على الشباب والنساء.

وعلى هامش الفعالية قالت رئيسة جمعية "مدنيات" ندى عنيد، إن هذه الندوة جاءت ضمن سلسلة ندوات تقام لتسليط الضوء على دور البلديات والمواطنين/ات بالمراقبة والسعي لمساعدة بلدياتهم، وأثر تأجيل الانتخابات على حياتهم اليومية، مشيرةً إلى أن هناك يوماً تدريبياً سيتم تنظيمه في شهر تموز مخصص للنساء ودورهن في المجتمع المحلي، سواء كمرشحات أو كمواكبة للانتخابات والعمل البلدي أو كمقترعات.

 

 

عرض تاريخي

وتم الإضاءة على دور البلدية المحوري في حياة المواطنين/ات ومسؤولياتها، وعن قيام المواطن بدوره الأساسي في تقويم عمل الحكومة المحلية التي تمس حياتهم، كما تم عرض تاريخي لنشأة البلديات، وضعف تمثيل النساء فيها حيث لا يتجاوز عددهم 600 من أصل 12 ألف عضو/ـة في المجالس البلدية، بينما تشكلن ما نسبته 25% من المقترعين.

ولم يصبح دور المرأة فعالاً إلا في انتخابات البلدية عام 1952 حيث انضمت 3 نساء إلى المجلس البلدي لمدينة بيروت، علماً أنهن لم تحصلن على حقهن بالتصويت والترشح في عام 1953، والتي تم تأجيلها لثلاثة مرات وقد أكد التأجيل المتكرر للانتخابات البلدية وجود أزمة حوكمة ومس بالديمقراطية.

وتم التطرق إلى أهمية المجالس المحلية والنيابية، كونها السلطة المنتخبة من الشعب، بالمقارنة مع منصب رئاسة الجمهورية والحكومة التي يتم تعيينها من قبل مجلس النواب المنتخب من الشعب، ولكن البلدية تبقى في محور اهتمام المجتمع كونها تمس احتياجاته بشكل مباشر، لذا فإن أهمية صوت المواطن ولا سيما النساء تشكل دوراً محورياً في تأسيس مجتمعات تلبي طموحات واحتياجات الجميع.

وأشارت ندى عنيد إلى أن جمعية "مدنيات" تعنى بتشجيع النساء والشباب للانخراط بالشأن العام والسياسي، مضيفةً أن "المحاضرة التي أقيمت هي في صلب عملنا، وضمن برنامج متكامل يتضمن سلسلة محاضرات في المناطق من أجل تشجيع الفئات الشابة للانخراط بالشأن العام على مستوى السلطة المحلية، أي البلديات".

وأكدت على أنه "يجب عدم الشعور بالإحباط حتى وإن تأجلت الانتخابات وأن نبقى حاضرين دائماً ونكمل في مجال اهتمامنا بالسلطة المحلية، لذلك على النساء أن تكنَّ داخل المجالس البلدية وأن تواكبن العمل ضمن البلدية، لأن الفساد وسوء الإدارة يقعان عندما لا يكون هناك من يراقب".

وأضافت "بالنسبة إلى النساء فهن تقترعن، ولا مشكلة في هذا المجال، وهذا ما تبينه الإحصاءات، لكن الإشكالية في عدم الترشح فأعداد من تترشحن غير كافية، إن كان على مستوى البلديات أو المجلس النيابي، والمطلوب أن نهتم أكثر في الشأن السياسي، وأن تواكب النساء الحياة السياسية في بلدنا، وأن تترشحن وأن تراقبن وتواكبن النقاش السياسي في البلد، ونكون كنساء في صلب هذا النقاش".

بدورها قالت المرشحة لعضوية بلدية الغبيري زينب الخنساء "كمرشحة أطمح بالوصول إلى رئاسة البلدية، لذلك يهمني كثيراً دخول النساء إليها، لأننا جزء من ثقافة وحضارة عامة تشمل كل لبنان، وإذا كان هناك نساء ستترشحن إلى الانتخابات فأنا أول من يقترع لهن".

 

 

وقالت الخبيرة في العلاج الفيزيائي والمشاركة في الندوة دنيز ضو "على النساء أن تكن منخرطات في المجتمع كما الرجل، لأن المساواة مطلوبة لذلك علينا أن ننخرط في العمل العام، وبالنسبة لي أرى أنه عندما أقترع أو أترشح فإنني بذلك أكون قد ساهمت في زيادة عدد النساء على مستوى البلديات".

 

 

من جهتها قالت المشاركة آمال إسحق من سكان بلدة برج حمود أنها لا تستطيع الاقتراع في بلدتها لأن قيدها في الأشرفية وتقوم بعملية الاقتراع فيها، على الرغم من أنها تدفع الضرائب في برج حمود، مشيرةً إلى أنهم من أكثر المتضررين من المشاكل في برج حمود مثل النفايات وغيرها "نطالب بأن يقترع الناس في أماكن سكنهم، ليساهموا في إحداث تغيير في المنطقة التي يقطنون فيها".

وأكدت أنها ستقوم بدعم النساء للدخول إلى البلديات والانخراط في العمل البلدي، لأن دورهن مهم في المجتمع، خصوصاً في الوقت الراهن لأن المرأة لديها القدرة على أن تكون حاضرة في المجالات والمواقع.

 

 

وقالت المرشحة للانتخابات البلدية من بلدة القصر في قضاء الهرمل خديجة إسكندر "في كل جلسة نشارك فيها حول تشجيع النساء للترشح إلى المجالس البلدية أو النيابية، يصبح لدي حافزاً أكبر وكذلك تزيد معلوماتي من خلال تبادل الخبرات مع المرشحات أو اللواتي لديهن تجارب على مستوى انتخابات البلدية، أو لديهن دور فاعل في البلديات، فضلاً عن أنني أتقدم باقتراحات إلى زميلاتي، لنكتسب معلومات من المحاضرين والمدربين".

وبينت أن "كل التجارب أكدت أنه مع المرأة يكون هناك فساد أقل، حتى بعض مسؤولي الأحزاب بدأوا بترشيح النساء، ولكن يقولون بأنهم يريدون ترشيح زوجاتهم، فماذا استفدنا؟ عدنا إلى حيث كنا ولم نستفد شيئا، نحن نريد تشجيع النساء للترشح وليس بالضرورة أن تكن منتميات لأحزاب سياسية، وذلك في سياق تشجيع الجيل الجديد، وتزويدهم بالمعلومات الكافية".