المرأة في مهرجان الدوحة... ذاكرة تُستعاد وواقع يُوثّق

للمرأة حضور لافت في مهرجان الدوحة السينمائي، من خلال أفلام لمخرجات بارزات مثل كوثر بن هنية، إضافة إلى حضور ممثلات عربيات وعالميات على السجادة الحمراء.

مركز الأخبار ـ في النسخة الأولى لمهرجان "الدوحة السينمائي" في العاصمة القطرية الدوحة، يسلط الضوء على أفلام تتناول موضوعات متنوعة في مقدمتها القضايا الإنسانية بالسودان، وفلسطين، يضم 97 فيلماً من 62 بلداً.

في النسخة الأولى من مهرجان الدوحة السينمائي الذي انطلق في 20 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري ويستمر لغاية 28 من الشهر ذاته، يبرز حضور المرأة عبر أفلام من صنعها أو تتناول قضاياها، حيث افتتح المهرجان بعرض فيلم "صوت هند رجب" للمخرجة التونسية كوثر بن هنيّة الذي صوّر مأساة طفلة فلسطينية فقدت حياتها برصاص القوات الإسرائيلية، إلى جانب عرض بطولات المسعفين والمسعفات في مواجهة آلة القتل، إلى جانب أدوار بارزة لنساء يعملن في مركز الطوارئ التابع للهلال الأحمر الفلسطيني في رام الله. النص يختزل حضور المرأة في الإخراج والتمثيل، ويؤكد على قوة قصصها في مواجهة العنف والظلم.

وفي فيلم "حوا" (2024) للمخرجة الأفغانية نجيبة نوري، بمشاركة راسول نوري، يوثق حياة نساء أفغانيات خلال مرحلة حساسة تمتد من اتفاق السلام بين الولايات المتحدة وحركة طالبان عام 2020 حتى الأشهر الأولى لعودة الأخيرة إلى الحكم في كابول. عبر تصوير والدتها منذ 2019 وحتى ما بعد سقوط الحكومة في آب/أغسطس 2021، يقدم الفيلم شهادة شخصية وسياسية عن واقع المرأة الأفغانية في ظل التحولات الكبرى.

كما شارك في المهرجان، فيلم "بابا والقذافي" (2025) للمخرجة جيهان ك. (فرنسية من أصل ليبي)، الذي عُرض خارج المسابقة الرسمية في مهرجان فينيسيا بدورته الـ 82. وهو عمل وثائقي شخصي يستند إلى شهادات زوجة الدبلوماسي الليبي المنفي منصور الكيخيا، وأصدقاء ومعارف، إضافة إلى أرشيف وصور وتسجيلات، في محاولة من المخرجة للبحث عن والدها الذي اختُطف وهي طفلة. يقدّم الفيلم الحكاية من منظور الأم، مدعومة بأقوال مقربين، ليكشف أثر الغياب على علاقة الابنة بوالدها، ويحوّل المادة المتاحة إلى نص سينمائي إنساني يتجاوز السرد السياسي المباشر.

ويستند فيلم "مملكة القصب" وهو أول عمل روائي طويل لمخرجه، إلى وقائع عراقية معروفة كالعقوبات الدولية وأجواء الفقر والخوف تحت سلطة صدام حسين. تدور حبكته حول الطفلة لميعة (بنين أحمد نايف)، المكلفة بصنع كعكة عيد ميلاد الرئيس، فتخوض مع أحد أصدقائها في دهاليز المدينة بحثاً عن مكوناتها، لتكشف عبرها واقعاً اجتماعياً قاسياً مليئاً بالتسلط والعلاقات المتشابكة والمصالح المتضاربة.