المرأة السورية ركيزة السلم الأهلي جوهر جلسة حوارية في السويداء
عقد مجلس المرأة السورية جلسة حوارية في مدينة السويداء، تميزت بأجواء من الحوار البناء والانفتاح على الآخر، حيث أكدت المشاركات على الدور الفاعل للمرأة في بناء جسور التكاتف وتعزيز العدالة والمساواة.

روشيل جونيور
السويداء ـ في ظل التحديات السياسية والاجتماعية التي تمر بها سوريا، شهدت مدينة السويداء السورية جلسة حوارية نظّمها مجلس المرأة السورية، سلطت الضوء على الدور المحوري للمرأة في اتخاذ القرارات وتعزيز مشاركتها الفاعلة في مختلف جوانب الحياة العامة.
عقدت الجلسة تحت عنوان " دور المرأة في نشر الوعي والمشاركة السياسية والثقافية والاجتماعية لبناء مجتمع راقي قادر على تجاوز الأزمات".
شاركت في الجلسة عدد من الناشطات والفاعلات في المجتمع المدني، حيث ناقشن بعمق أثر المرأة في العمليات السياسية والاجتماعية، وكيف يمكن أن تكون الركيزة الأساسية في تحقيق السلم الأهلي وتعزيز العدالة والمساواة داخل المجتمع.
تطرقت المشاركات في الجلسة الحوارية التي نظمها مجلس المرأة السورية أمس السبت 11 تشرين الأول/أكتوبر إلى أهمية الدور الذي تلعبه المرأة في تحقيق السلم الأهلي، انطلاقاً من قدرتها على بناء الجسور بين مكونات المجتمع المختلفة، ونشر ثقافة الحوار والمحبة والتعاون.
وأكدت المداخلات أن صفات السلم الأهلي لا تقتصر على غياب النزاع فحسب، بل تقوم على ثلاثة محاور رئيسية هي السلام الاجتماعي، العدل، المساواة، التي تشكل معاً قاعدة متينة لتطوير رأي المجتمع وإرساء الاستقرار فيه.
حيث قالت رانيا زهر الدين إحدى المشاركات، عن أهمية الحوار وتقبل الرأي الآخر، إنه خطوة أساسية نحو تجاوز ما شهدته مدينة السويداء من أحداث مؤلمة، مؤكدة أن "المرأة قادرة على أن تكون صوت العقل والسلام في المجتمع، وأن تعمل على تقريب وجهات النظر للوصول إلى حلول تنبع من المحبة والتعاون".
وأضافت "نحن اليوم بحاجة إلى أن نتكاتف معاً، نساء ورجالاً، لتتجاوز مدينتها الأحداث الدامية التي شهدتها، ولنكون نموذجاً في التفاهم والوحدة".
من جانبها، عبرت بسمة قرعونة متطوعة في فريق "معاً لأجل سوريا"، عن تقديرها لأهمية هذه اللقاءات، واصفةً الجلسة بأنها ملهمة ومليئة بالتجارب والوعي المكتسب من مختلف الفئات المشاركة "نحن بحاجة لدعم دور المرأة أكثر في مجتمعنا، ومنحها الصلاحيات والإمكانيات التي تستحقها، لأن تمكين المرأة هو تمكين للمجتمع بأكمله، يجب أن ندعم بعضنا كنساء، وننطلق من مبدأ المحبة والتعاون، فبذلك فقط نستطيع أن نحدث تغييراً حقيقياً في واقعنا".
أما غصينة صلاح الناشطة المدنية وعضو رابطة المرأة للتوعية والتمكين، فأشارت إلى أن اللقاء كان فرصة لتبادل الخبرات والمعرفة، معتبرةً أن تمكين المرأة يبدأ من الأسرة ويمتد حتى مواقع صنع القرار.
وقالت "ناقشنا كيفية إدارة النزاعات ضمن المجتمع، ودور المرأة في اتخاذ القرارات الصائبة بدءاً من بيتها وصولاً إلى المؤسسات الاجتماعية والسياسية العليا، فالمرأة القادرة على التفكير الواعي والتصرف المسؤول تستطيع أن تكون نموذجاً يحتذى به".
وأضافت "الكلمة والسلوك كلاهما وسيلتان لإيصال رسالة مؤثرة إلى المجتمع، وعلى المرأة أن تقدم نموذجاً إيجابياً يغير المفاهيم الخاطئة التي تسيء لدورها، علينا أن نسلط الضوء على المفاهيم الصحيحة ونبني وعياً جديداً يمكن المرأة من أن تكون من صناع القرار الحقيقيين".
في ختام الجلسة، أجمعت المشاركات على ضرورة توحيد الصف النسوي وتعزيز التضامن بين النساء، مؤكدات أهمية أن تنال المرأة كامل حقوقها السياسية والاجتماعية، وأن تتبوأ المناصب القيادية بما يتناسب مع كفاءتها ودورها المحوري في المجتمع.
كما شددن على أهمية استمرار عقد مثل هذه اللقاءات التي تفتح آفاق الحوار، وتدعم قيم السلم الأهلي والعدالة والمساواة كأساس لبناء مجتمع قادر على النهوض والتعافي.