المرأة الريفية... التحديات المعاصرة وتراث الأجيال
تلتقي التقاليد العريقة مع التحديات المعاصرة، وتظل المرأة الريفية رمزاً للصمود والقوة، فهي تحارب من أجل تأمين مستقبل أفضل لأسرتها ومجتمعها.
هالة الحاشدي
اليمن ـ تسليط الضوء على الدور الحيوي الذي تلعبه المرأة في المجتمعات الزراعية والريفية.في 15 تشرين الأول/أكتوبر من كل عام، يُحتفل باليوم العالمي للمرأة الريفية، ليتم
تعمل النساء في القرى والمزارع بلا كلل، حيث توازنن بين الواجبات المنزلية والأعمال الزراعية، وتظهرن قدرة استثنائية على التكيف مع الظروف الصعبة، مما تجعلهن ركيزة للاقتصاد المحلي، وتجاربهن اليومية تعكس الإرادة والعزيمة، مما يحفز الأجيال القادمة على الاعتزاز بتراثهن والسعي لتحقيق تطلعات جديدة.
حيث قالت أسماء الصامت في اليوم العالمي للمرأة الريفية إن النساء تستيقظن من الصباح الباكر لتعدن الفطور، ثم تذهبن إلى الحقول لحصد وجني وجمع المحاصيل الزراعية من ذرة وحلبة وقمح، ومن مختلف أنواع المزارع، مشيرةً إلى أنها تقوم بجمع الحطب وترعى المواشي، إلى جانب قيامها بالأعمال المنزلية.
وأوضحت أنه في بعض الأحيان، إذا لم تستطع المرأة الريفية إنهاء العمل في الصباح، تعود قبل غروب الشمس لتكمل ما بدأت به.
وأكدت أنهن تقمن بزراعة المحاصيل في مواسم الأمطار لكي تنبت بشكل جيد، وعندما تزداد المسؤوليات على المرأة الريفية تزداد همومها والصعوبات التي تواجهها، إذاً في الغالب تتوجه المرأة إلى الأعمال المنزلية، فتبذل جهدها في الأرض والأعمال، لأن المرأة الريفية غالباً ما تكون الملجأ الأساسي لعائلتها، والمنفذ الذي تلجأ إليه من الضغوطات هو العمل في الأرض والاهتمام بالأعمال المنزلية وتربية أطفالها.
وقالت أسماء الصامت إن المرأة الريفية تحتفل بيومها كل عام، مؤكدةً أن أكبر احتفال لها وأهم إنجاز لها نجاح المحاصيل الزراعية، ورؤية ثمار جهدها، بالإضافة إلى تربية أطفالها من خلال الأعمال التي قامت بها، موضحةً أنها تفضل أن تحتفل مع عائلتها بتناول القهوة والشاي والكعك في الحقول، حيث يجتمع الجميع هناك.
وبينت أن النساء تحتفلن باليوم العالمي للمرأة الريفية يستمر حتى صباح اليوم التالي، وتستمتعن بالأجواء الاحتفالية الممزوجة بالأغاني الشعبية، مضيفةً كما تجتمعن لتناول وجبة الغداء معاً وتبقين سوياً حتى غروب الشمس.
وذكرت هبة علي إن المرأة الريفية أساس تربية الأجيال، مؤكدةً أنه منذ الساعة الخامسة صباحاً إلى السادسة مساءً تكون المرأة الريفية منشغلة في الحقول، فقد تعلمت جميع النساء مهناً مثل الحصاد وتربية المواشي، "يمكن القول إن المرأة الريفية تمثل رمزاً للمرأة القوية التي تتحمل المسؤولية داخل بيتها وخارجه".
كما أوضحت أن الأسرة تعتمد بشكل كبير على المرأة الريفية في بناء كيانها وتربية أطفالها ورعاية سبل عيش عائلتها خاصة في غياب الزوج، على الرغم مما تتعرض له من إهمال مجتمعي أو أسري وغياب الفرص.
بدورها قالت خولة مهيوب إن المرأة الريفية تحتفل بيومها بطريقتها الخاصة، مثلاً قد تقوم بحصاد المزروعات وتخزينها في أماكن مختلفة من المنزل تحضيراً لأيام الشتاء، حيث ستحتاج إلى ذلك أكثر من أيام الصيف، مؤكدةً أيضاً أنها قد تقوم ببناء بعض المنازل الريفية.
في ختام حديثها حثت خولة مهيوب المرأة الريفية للحفاظ على الطقوس الريفية التي تمارسها خلال يومها، فهي أثناء عملها في الزراعة تستمع إلى الأغاني التراثية مثل سمية السنيدار كما أنها تبدأ يومها بالاستماع إلى الراديو، هذه الأنشطة تمنحها الشعور بالسعادة الغامرة لأنها تمثل جزءاً من تراثها، فالأغاني الشعبية عنصراً يحفز مشاعرها ويساعدها على التعبير عن فرحتها.
كما ذكرت سمية سيف أن الريفيات تحتفلن على شكل تجمعات نسوية، حيث تقمن بتأدية بعض الرقصات الشعبية، موضحةً أن المرأة تقضي بقية يومها في الحقول، وتصنع الطعام من المحاصيل التي تقوم بزراعتها مثل الذرة، المعروفة باسم الجحيش، وأيضاً القمح وصناعة السمن البلدي، كل هذه الأمور تجعل منها إنسانة قوية ذات إرادة، وتمنحها القدرة على الاعتماد على نفسها دون الحاجة إلى الآخرين.