المرأة الحياة الحرية: قضية كوباني في مرآة النضال النسوي
يعد كتاب "المرأة، الحياة، الحرية: قضية كوباني" شهادة سياسية ونضالية من منظور نسوي تحرري، يكشف كيف تحولت قضية كوباني إلى ساحة لاستهداف الحراك الديمقراطي ونضال النساء من أجل الحرية.

مركز الأخبار ـ في لحظة فارقة من التاريخ السياسي والنضالي، صدر عن دار نشر "ديب نوت" في حزيران/يونيو الماضي كتاب يحمل عنوان "قضية كوباني: ""Jin Jiyan Azadî.
هذا الكتاب ليس مجرد تجميع لمرافعات قانونية، بل هو شهادة حية على نضال نسوي وسياسي، تتجسد في كلمات صباحات تونجل، الرئيسة المشتركة السابقة لحزب الشعوب الديمقراطي، التي أصبحت رمزاً لمقاومة النساء في وجه القمع.
الكتاب الذي يتألف من 280 صفحة، يضم مرافعات صباحات تونجل التي ألقتها خلال جلسات محاكمتها في قضية كوباني، ويعرضها ضمن سياقها السياسي والتاريخي، وقد أشرفت على تحريره بيرجان يورولماز، المعتقلة على خلفية القضية نفسها، مما يضفي على العمل طابعاً جماعياً نضالياً يعكس روح التضامن والمقاومة.
من خلال سرد صباحات تونجل، يتضح أن القضية لم تكن محاكمة شخصية، بل كانت محاولة لتقويض السياسة الديمقراطية، وكبح جماح نضال النساء من أجل الحرية، وإسكات تطلعات الشعوب نحو العيش المشترك، تقول في بعض مرافعاتها "بالنسبة لنا كنساء Jin Jiyan Azadî ليس مجرد شعار، بل هو جوهر حياتنا"، "من يُحاكم اليوم ليس نحن، بل هو مطلب النساء في الحرية وسعي الشعوب نحو السلام والمساواة"، "لم يستطع أي نظام عبر التاريخ أن يوقف مسيرة حرية النساء ولن يستطيع اليوم أيضاً".
لا يكتفي الكتاب بعرض المرافعات، بل يغوص في عمق الأحداث التي شكلت خلفية القضية، مثل عملية السلام، أحداث كوباني، وسياسات الدولة تجاه الحركة الكردية، وكل ذلك من منظور نسوي تحرري يسلط الضوء على دور المرأة كمحرك أساسي للتغيير الاجتماعي والسياسي.
في الغلاف الخلفي، يُنتقد الطابع السياسي للمحاكمة، مشيراً إلى أن إدراج مؤسسات الدولة كمشتكين في القضية ألقى بظلاله على استقلالية القضاء في تركيا، مما يعكس مدى التسييس الذي شاب الإجراءات القانونية.