المرأة الأفغانية تكافح من أجل التعلم

"يجب ألا نستسلم لقوانين طالبان، لذلك سنواصل تعليمنا على الرغم من القرارات الذي يصدرها كل يوم"، بهذه الكلمات أكدت عدد من الطالبات في ولاية ننكرهار أنهن ستواصلن معركتهن ضد أفكار طالبان من خلال تعليم الفتيات اللواتي تركن مدراسهن.

بهران لهيب

ننكرهار ـ تواصل حركة طالبان حرمان النساء من حقوقهن الأساسية والتمييز بحقهن وممارسة سياسة الاضطهاد والفصل والإقصاء وخاصة من التعليم، الأمر الذي يترك الفتيات تواجهن مستقبلاً مجهولاً.

في كانون الأول/ديسمبر من عام 2022، أعلنت وزارة التعليم العالي في حركة طالبان أن أبواب الجامعات ستغلق أمام الفتيات حتى إشعار آخر، وبعد يوم أو يومين من الإعلان دخلوا الجامعات ولم يسمحوا للفتيات بمواصلة الامتحان، الأمر الذي واجه ردة فعل غاضبة من طلاب وأساتذة الجامعات.

ولم تكن النساء وحدهن في هذا النضال كما كان من قبل، فقد شارك جميع الطلاب والأساتذة الذكور في الاحتجاجات، واستقال العديد من الأساتذة، وتوقف الطلاب عن أداء الامتحان، لكن كل الاحتجاجات التي كانت دفاعاً عن الطالبات تم قمعها وتم اعتقال بعض الطلاب ونقلهم إلى السجن تعرضوا هناك للتعذيب على يد عناصر طالبان.

ولكن لا بد من القول إن بعض الفتيات لم تتعاملن مع الوضع وحاولن الانتحار، وخلال تلك الفترة انتحرت إحدى طالبات الطب في ننكرهار تدعى روزما، وحول ما جرى معها تحدثت إحدى زميلاتها تدعى نورية وحيدي التي وصفت أحداث ذلك اليوم قائلة "كنا قد دخلنا للتو إلى فصولنا لإجراء امتحان المادة الأخيرة، دخلت مجموعة من عناصر طالبان إلى صفنا وطلبوا من الفتيات الخروج من الفصل لكن لم يستمع إليهم أحد، لقد أخذوا أوراق الامتحان من أيدينا بالقوة".

وتابعت "كانت روزما إحدى زميلاتنا في الصف، كانت قد اجتازت تعليمها بالكامل بدرجات عالية ذات مرة، أخذ أحد عناصر طالبان ورقة امتحانها بالقوة، ولكنها لم تسمح لهم بأخذ الورقة منها، لكنهم أخذو الورقة ومزقوها".

وأشارت إلى أن روزما لم تتحمل هذا الوضع وانتحرت بعد يوم أو يومين من إغلاق الجامعات، لقد صدمت حادثة انتحارها كل شعب أفغانستان. لكن حركة طالبان وأتباعها روجوا أن سبب انتحارها ليس إغلاق أبواب الجامعة، بل العنف الأسري، ولكن مهما حاولوا تضليل الناس بهذه الأكاذيب إلا أنهم لن ينجوا لأن شعب أفغانستان يعرف حقيقية لطالبان ومواقفهم المناهضة للمرأة.

من جانبها قالت الطالبة راضية فالي "صحيح أنهم أغلقوا الجامعات، لكن على حركة طالبان أن تعرف أننا لن نستسلم بسهولة، ولذلك بدأت التدريس في المنزل للفتيات اللواتي تركن المدرسة، أعرف أن عملي هو بمثابة قطرة ماء في حياة الفتيات اللاتي توقفن عن الدراسة، ولكن حتى مع ذلك فإنني أساعد النساء الأخريات بقدر ما أستطيع".

وأكدت أنه "يجب ألا نستسلم لهؤلاء لأن رغبتهم هي هزيمة النساء، إذا قام كل واحد منا بتعليم فتاة أو فتاتين في مناطقنا كل يوم، فأنا متأكد من أن عدداً كبيراً من النساء ستتعلمن القراءة والكتابة، وفي رأيي هذه أيضاً معركة ضد أفكار طالبان".