المنتدى الاقتصادي التونسي الأفريقي يرتكز على تشريك النساء

ترتكز أغلب مشاريع المشاركات في المنتدى الاقتصادي الأفريقي التونسي على تشريك النساء وإيجاد فرص عمل لهن برغم الصعوبات التي تواجهها مشاريعهن.

زهور المشرقي

تونس ـ شاركت عشرات النساء في أعمال الدورة السابعة للمنتدى الدولي لـ ''فيتا 2024" الذي عقد بمبادرة من مجلس الأعمال التونسي الأفريقي بحضور عدد من الفاعلين/ات الاقتصاديين/ات من أفريقيا والعالم.

عرضت النساء مشاريعهن، في إطار مساعي التشبيك وتوسيع فرص أعمالهن، وحول هذا الموضوع قالت سامية ذياب المختصة في صناعة الحلويات التونسية، إنها تشارك في المنتدى الأفريقي التونسي للتعريف بمنتجاتها والتعرف على نساء من تونس وأفريقيا في مجال الأعمال، مؤكدة أنها موجودة في السوق منذ 1987 حين كان المجتمع يرفض فكرة امرأة تدير مشروع لكنها تحدت تلك الذهنية وثبتت على حلمها وطموحها الذي بات حقيقة.

ولفتت إلى أنها فتحت مصنعها الخاص بإمكانيات ضعيفة، وبدأت بشغف التوغل في عالم صناعة الحلويات وأصبحت ملجأ الماركات التجارية الكبرى، وكان عام 2010 بداية تحقق الحلم الأكبر بتأسيس علامة تجارية خاصة بها، وشاركت في العديد من المعارض الدولية وباتت تصدر للعديد من الدول.

وارتكزت في عملها على تشغيل العنصر النسائي حوالي 5 آلاف عاملة بعد أن تعلمن المهنة، معتبرة أن الارتكاز عليهن كان أول أسباب النجاح، مشيرة إلى أن بعض ممن تدربن على يدها فتحن شركاتهن الخاصة في نفس المجال.

ودعت النساء إلى المغامرة ودخول عالم الأعمال، معتبرة أن العثرات هي من تقويهن وتكون الحافز الأول للعمل،" كل العثرات زادتني قوة، وجعلتني ما أنا عليه اليوم، كنت في تحدي أمام نفسي والمجتمع، بالعمل يمكن أن نصل إلى كل الطرق التي نريدها".

وعن التحديات، قالت سامية ذياب "لا يخفى على أحد أنانية المجتمع الذكوري، الزوج لا يريد نجاح زوجته ولديه عقلية مفادها بأنه لابد أن تكون أقل منه رتبة، لكن كنساء قادرات على تحدي تلك النظرة بالعمل والتوفيق بين أسرنا وطموحاتنا وحياتنا المهنية، من المهم تعليم أطفالنا المساواة في توزيع المهام بيننا في المنزل حتى نتقاسم الأدوار ولا ترمى كل المهام على الأم، كلها تحديات تعرقل المرأة تبدأ من الأسرة وعلينا مقاومتها مع التمسك بقيمنا الأخلاقية".

 

 

بدورها ترى ذهبية حسناوي، وهي مختصة في صناعة "الشاشية التونسية والأفريقية"، أن المؤسسة التي تعمل بها تعول على النساء فقط في هذا المجال، لافتةً إلى أنه "نعمل فقط مع النساء ومع نهاية 2024 سيصل عدد العاملات إلى 500، ونحن من ندربهن عبر دورة تدوم 21 يوماً ومن ثم نوفر لهن المواد الأولية".

وأضافت "نعمل على التمكين الاقتصادي للتونسيات عبر التدريب وتوفير العمل من البيت، إضافة إلى أننا نركز على المهمشات في الأرياف حيث وجدت مبادرتنا الترحيب منهن".

وأكدت أن الطريقة التقليدية تتقنها النساء ولاقت عرضاً كبيراً من السوق الأفريقية، مرجعة ذلك إلى نجاح العاملات من مختلف أنحاء الجمهورية، مشيرةً إلى أن النساء تتعلمن بسرعة هذه الحرفة التي تحافظ على تراث البلاد وتوحد السوق التونسية والأفريقية وتخلق فرصاً لهن للعمل من بيوتهن دون عناء التنقل.

 

 

أما إيناس الأحول، وهي شابة صاحبة مشروع تقليدي، تقول إن مشروعها عبارة عن أدوات ديكور مصنوعة من الخشب. وشاركت في معارض دولية وعرفت بمؤسستها وباتت تصدر منتجاتها لأستراليا وأمريكا وفرنسا ودول أخرى، معولة على اقتحام السوق الأفريقية في إطار التعريف بالمنتجات التونسية والتسويق لعملها.

ودعت الشابات إلى اقتحام مجال الأعمال والتعويل على إمكانياتهن وعدم الخوف من الفشل، لاعتبارها باب النجاح "ثقن بأفكاركن وستنجحن"، وفق تعبيرها.

 

 

أما الشابة شيماء التليلي، فشاركت في المنتدى بغية التعرف على قصص نسائية ناجحة وسماع مساراتهن في تأسيس مؤسساتهن الخاصة بإمكانيات ضعيفة وأحياناً منعدمة، مؤكدة على اهتمامها بالاستثمار النسائي في تونس وأفريقيا برغم كل العراقيل وغياب التمويل.