العمل والاستقلالية المادية للنساء سبيل لمحاربة كل أشكال الاستغلال ضدهن
أكدت المتحدثات في الندوة، على قيمة العمل لتحقيق الاستقلالية المادية للنساء، واعتبرن أن ذلك سيساهم في محاربة العنف والتهميش وكافة أشكال الاستغلال ضدهن.
زهور المشرقي
موريتانيا ـ على هامش مهرجان استقلال المرأة الذي تحتضنه العاصمة الموريتانية نواكشوط ابتداءً من الأول من مارس/آذار لغاية الثامن من نفس الشهر، والذي تنظمه منظمة "السلام عليكم"، نُظمت أمس الاثنين ندوة تحدثت فيها المتدخلات عن أهمية العمل والاستقلالية الاقتصادية للنساء، وتطرقن إلى ضرورة توفير الظروف المناسبة لدعم نشاطهن ومحاربة البطالة في صفوفهن، معتبرات أن ذلك سيكون باباً لمناهضة العنف والتمييز بشتى أشكاله.
أفادت المتحدثات بأن النساء وحدهن قادرات على تجاوز العراقيل التي تقف وراء حرمانهن من العمل، واعتبرن أن المهرجان الذي يخلد انتصارات الموريتانيات والأفريقيات عموماً ويحاول عرض مشاغلهن للعلن لتكثيف وسائل النضال وتحسين الوضع، بات فرصة مهمة لتبادل التجارب النسائية المختلفة بين الدول.
وذكرن أن الثامن من آذار هو عنوان لذكرى مأساوية عاشتها النساء في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب الظلم والتهميش والعمل الهش والاستغلال وليس احتفاءً بمعناه الايجابي خاصة في ظل ظرف دولي قاهر للنساء.
ولم تنسى المتحدثات أن تحي الأفريقيات ونضالاتهن ضد الحروب والنزاعات القبلية والأهلية والكفاح ضد الأنظمة الرأسمالية والأبوية والإمبريالية العالمية التي تستغل ثروات القارة السمراء وتنكل بالنساء عبر سياسة العمل الهش برواتب زهيدة في مصانع ومؤسسات دولية في أفريقيا.
وقالت الناشطة المدنية هوسا ممادو دجاي لوكالتنا، إن تحرير المرأة لن يكون إلا بتحقيق استقلاليتها المادية وتوفير مواطن العمل لها أو إقدامها بنفسها على إنشاء مشاريع صغيرة ولو بإمكانيات قليلة، مشيرةً إلى أن الحديث عن امرأة حرة وغير معنفة وقادرة على التعويل على نفسها يكون بالاستقلالية الاقتصادية لا غير.
ولفتت إلى أن النساء هن أقوى الفئات وقادرات على تغيير واقعهن مهما كانت العراقيل، فمن نجحت في إعالة أسرتها وتربية أبنائها وإدارة بيتها لن يصعب عليها تقوية نفسها والخروج للعمل والاستقلال بنفسها حتى لا تكون في تبعية لا لزوجها ولا لوالدها، وفق قولها.
وأكدت أن تحرير المرأة ودعمها لتحقيق ذاتها هو مستقبل البلد، لاعتبار دورها في تحقيق التنمية، مضيفةً "المرأة الموريتانية لديها القدرة على إثبات ذاتها، لكنها بحاجة للمساعدة والدعم بكل طرقه مادياً ولوجستياً، لذلك يجب أن يستمر النضال من أجل ذلك، والكفاح يكون بالعمل والمثابرة والتمسك بالطموح مهما كانت صعوبة".
وشددت هوسا ممادو دجاي على أهمية العمل للنساء لاعتباره الملجأ الوحيد لهن لتفريغ طاقتهن وإثبات كفاءتهن وقدراتهن، علاوة على قيمة العمل بالنسبة لهن حتى لا يكن فئة هشة من السهل تعنيفها أو تهميشها.
وعلى هامش المهرجان والندوة، قالت الشابة فطيمة امحمد، إنها تشارك في المهرجان للتعريف بمنتجها للعامة وهو عبارة عن حلويات الذي بدأته منذ عام 2020، لمحاربة البطالة ونجحت في تحقيق الاكتفاء المادي الذي كانت تحتاجه.
ولفتت إلى أن الصعوبات التي واجهتها ممثلة ككل الشابات في التمويل لكنها تجاوزت ذلك بعزيمة ولم تستسلم للفشل برغم كل الظروف، وتحث الشابات على إنشاء مشروع في مجال يمثلهن، داعية إلى تكثيف المعارض المجانية للنساء لعرض منتجاتهن في إطار دعمهن.