العمل الصحفي في اليمن... تهديدات وانتهاكات لا تنجو منها الصحفيات

التهديدات والمخاطر تطال الصحفيات أكثر من غيرهن في اليمن في ظل ما تعيشه البلاد من حرب وأزمة على مختلف الأصعدة.

رانيا عبد الله

اليمن ـ أصدر مرصد الحريات الإعلامية في اليمن أمس الخميس 4 نيسان/أبريل تقريراً حقوقياً حول الحريات الإعلامية في اليمن، كشف الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيين/ات في اليمن والممارسات التعسفية ضد حرية التعبير لجميع أطراف النزاع.  

يحمل العمل الصحفي في اليمن الكثير من المخاطر على الصحفيين وخصوصاً الصحفيات فالتهديدات والمخاطر التي تطالهن تتضاعف بشكل أكبر في ظل الوضع الذي يعيشه اليمن منذ اندلاع الحرب.

تتنوع المخاطر والانتهاكات ضد الصحفيات منها القيود المفروضة في التنقل، والتهديد والتحريض والابتزاز والتنمر.

وأظهر تقرير صادر عن مرصد الحريات الإعلامية أن إجمالي الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيين/ات في اليمن بلغت 54 حالة انتهاك خلال العام الماضي وبذلك تتجاوز الانتهاكات التي مورست على الصحفيين/ات أكثر من 2500 انتهاك خلال سنوات الحرب التسعة التي تشهدها اليمن منها مقتل 54 صحفي/ـة.

أحلام المقالح صحفية مستقلة، تحاول الابتعاد عن العمل الصحفي حتى لا تقع بمخاطر منها التهديدات وعدم حرية التنقل، تقول لوكالتنا "تواجه الصحفيات اليمنيات العديد من المخاطر، تطور بعضها ووصل لانتهاكات، إضافة إلى أن الصحفيات تمارسن عملهن في مناطق الصراع وتتعرضن للعديد من المخاطر ومن ضمنها، المخاطر الأمنية والتي تحتم على بعضهن قيود من التنقل والبعض منهن يرتدين النقاب والبعض يتنكرن هرباً من هذه الملاحقات وأيضاً الحملات الشرسة التي تطالهن في مواقع التواصل الاجتماعي، بعضهن يتعرضن إلى ضغوط نفسية وصدمات".

وأضافت "جراء هذه المخاطر الكثير من الصحفيات أصبحن تتهربن من هذه المهنة، أو أنهن يتخفين بأسماء مستعارة أو أن تتوقفن عن العمل الصحفي كلياً والتوجه إلى أعمال أخرى".

وترى أنه بشكل عام "الوضع ينذر بمؤشر خطير للانتهاكات التي تتعرض لها الصحفيات خاصة في مناطق الصراع وهذا ما يوجه أنظار المدافعين عن حقوق الإنسان إلى الالتفات إلى هذه الشريحة من النساء كونهن أكثر تعرضاً للمخاطر".

وتشير إلى أن الأرقام التي أعلن عنها مرصد الحقوق والحريات "مرصدك" صادمة جداً ما أعطى صورة واضحة لما يحصل، وشددت على أهمية الإجراءات التي ينفذها مرصد الحقوق والحريات والدعم الذي يقدمه سواءً دعم قانوني أو دعم نفسي، "كنت أنا احدى المستفيدات من الخدمات التي يقدمها المرصد بالدعم النفسي، وبعض الزميلات استفدن من الاستشارات القانونية التي يقدمها المرصد، هذه الخدمات والدعم المقدمة تساعد الصحفيات على مواصلة مسيرتهن".

 

 

تنمر واعتداءات أخرى

فيما أوضحت هيفاء العديني وهي راصدة في مرصد الحريات الإعلامية أهمية المؤتمر الصحفي في إطلاق التقرير السنوي الذي يعده مرصد الحريات الإعلامية التابع لمركز الدراسات والإعلام الاقتصادي لتسليط الضوء حول الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيين/ات في اليمن والممارسات التعسفية ضد حريات التعبير لجميع أطراف النزاع، وتقول، "وصل عدد الانتهاكات إلى 54 انتهاك سواءً للصحفيين أو الصحفيات أو وسائل الإعلام وأشار التقرير المعنون بـ "الواقع الإعلامي مشهد ملغوم بمخاطر" إلى أن هذه الانتهاكات ساهمت بشكل كبير بتدمير مقومات الحريات الإعلامية، ووصل عدد الانتهاكات خلال التسع السنوات الماضية إلى أكثر من 2000 انتهاك، وقد وصلت حالات القتل إلى 54 حالة قتل ضد الصحفيين ومن بينهم صحفيتان وجميع مرتكبي هذه الانتهاكات افلتوا من العقاب".

وأضافت "هناك مخاطر كثيرة تواجه الصحفيون عموماً في ظل الأوضاع الراهنة من اعتقالات واغتيالات وإخفاء قسري وغيرها من الانتهاكات، أيضاً تواجه الصحفيات خصوصاً حيث أنهن يعملن في بيئة صعبة للغاية في ظل استهداف ممنهج للصحفيين/ات بمختلف الأساليب والطرق ومن هذه الانتهاكات التي تتعرض لها الصحفيات الاعتقال، والاعتداء سواءً كان لفظي أو جسدي إلى جانب الابتزاز والتنمر الإلكتروني وتشويه سمعتهن عبر المنصات إلكترونية المتنوعة مما يجعل الصحفية وأسرتها في وضع نفسي واجتماعي صعب، فالنظرة القاصرة من قبل المجتمع للمرأة أو ما يسمى بالعادات والتقاليد الرافضة لممارسة عملهن الصحفي بكل حرية أعاق عملهن، بحيث أنهن تتوقفن عن عملهن أو يلتزمن الصمت مما قد يجعل الأطراف تتمادي في التجاوزات والإساءة في حق الصحفي/ـة دون خوف من العواقب".

 

 

من جهتها قالت الإعلامية نعائم خالد أن المؤتمر كشف المخاطر التي يتعرض لها الإعلاميين/ات بشكل عام في عموم اليمن وما يتعرض له الصحفيين/ات من انتهاكات التي جعلت من قول الحقيقة يعني الموت، "هذا ما شهدناه عند استشهاد الكثير أثناء اداء عملهم الصحفي، وهذا التقرير يدل على أن هناك انتهاكات يتعرض لها الصحفيون/ات، قد تكون غير ظاهرة بسبب الخوف من الإبلاغ".

وأضافت "تتضاعف هذه المخاطر ضد الصحفيات، منها ثقافة العيب والنظرة للمرأة التي تعمل في مجال الإعلام وربطها بالدين وغيرها من المضايقات والمخاطر التي تواجهنا أثناء العمل الصحفي".