المهرجان الدولي للمونودراما يختتم بمسرحية "زغاريد الموت"
"زغاريد الموت" مسرحية مونودرامية نجحت فيه الممثلة عفاف ازطوطي في تجسيد عدة شخصيات معاً، بهدف إبراز دور المرأة المغربية في المقاومة ومشاركتها في النضال والتحرير.
حنان حارت
المغرب ـ أسدل الستار على فعاليات المهرجان "بصمات" الدولي للمونودراما بعرض مسرحية "زغاريد الموت" التي حاولت الممثلة عفاف ازطوطي من خلالها تجسيد علاقة النساء بالمقاومة المغربية.
اختتم فعاليات المهرجان الدولي بصمات للمونودراما الذي خصص دورته السابعة للمرأة والمونودراما، في البحث عن الهوية والحرية، أمس الجمعة 8 كانون الأول/ديسمبر.
وقد شهد عرض مسرحية "زغاريد الموت" التي جسدت فيها عفاف ازطوطي أولاً شخصية الغالية التي تبنتها الشامخة بعد إعدام والدتها، والتي تكلفت بتربيتها داخل أحد حانات المستعمرين لتنشأ داخل فضاء مشحون بالاضطرابات والمشاكل، لكن برغم الظروف التي واكبتها، ظلت تأمل في العيش بحرية، وهكذا انخرطت في النضال والمقاومة من أجل تخليص بلادها من يد المستعمر.
حاولت الممثلة من خلال عرضها إظهار الدور الذي أدته المرأة المغربية في صفوف حركة المقاومة الوطنية ومشاركتها بكل ما أوتيت من قوة في النضال لتحرير بلدها المغرب من الاستعمار والاستقلال، لتترك بصمتها في مسيرة النضال الذي ظل التاريخ يذكره.
وتطرقت المسرحية لسنوات الرصاص وزمن الجمر، خلال فترة الستينات والثمانينات إلى بداية التسعينيات القرن العشرين.
وأوضحت الممثلة عفاف ازطوطي أن "زغاريد الموت" يمثل نظرة قوية عن فترة الاستعمار الفرنسي والمقاومة المغربية؛ حيث استحضر العرض أحداثاً عن جبروت المستعمر وكيف قاومه المغاربة بقوة وشجاعة حتى فترة الاستقلال، مشيرةً إلى أن المسرحية تبين من خلالها دور المرأة ومساهمتها إلى جانب الرجل في تحرير البلاد، لافتةً إلى أن هذا العرض المسرحي يعد من العروض المهمة والأكثر تحدياً لها وذلك لتعدد الشخصيات وتغيرها من مشهد لآخر.
وعن سبب اختيارها لهذا النوع من الفنون المسرحية أوضحت "هو كباقي الفنون ولكن قوته تتجلى في أن الممثل/ة يكون حضوره فوق خشبة المسرح مميزاً، لكونه الوحيد الذي يشخص أدواراً متعددة"، موضحةً أن المونودراما تبقى من أصعب أنواع العروض سواء على مستوى الكتابة أو التمثيل والإخراج لكونه يحتاج لقدرات هائلة على خشبة المسرح.
وعن تجربتها قالت إنها بدأت منذ سنة 2010 في المهرجان الوطني للشباب الذي كان ينظم في مدينة الرباط "لقد استطعنا كشابات كسب الرهان ونقول للجميع إن للفئة الشابة طاقة كبيرة وما يحتاجونه فقط هو التشجيع وإتاحة الفرصة لهم".
وأكدت على أنها سعيدة بهذه التجربة والمغامرة، ومشاركتها في فعاليات مهرجان "بصمات" الدولي للمونودراما، وعن حضور المرأة في الأعمال المسرحية قالت "الممثلات متواجدات في المسرح والسينما كذلك، وهذا الحضور أصبحنا نلمسه من خلال هذه الفعاليات التي باتت تولي أهمية للإبداع النسائية، من أجل إيصال رسالة أن المرأة قادرة على تشخيص كل الأدوار كيفما كانت وأنها فاعلة في المجتمع".