المهرجان الدولي لفيلم المرأة يناقش "صورة المرأة في السينما العربية"

يصدر مهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة تقريره السنوي كل عام، والذي يرصد وضع المرأة في سينما البلدان العربية، ويصدر أرقام عن نسبة ولوج النساء لمجال السينما وحضورهن في المجال.

رجاء خيرات

المغرب ـ في إطار فعاليات الدورة الـ15 للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، وخلال ندوة صحفية نظمت على هامش المهرجان، تمت مناقشة الإصدار الثالث لمهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة حول "صورة المرأة في السينما العربية".

حول الإصدار الذي تمت مناقشته أمس الأربعاء 28أيلول/سبتمبر، قالت الناشطة الحقوقية في قضايا المرأة ومديرة "منتدى نوت"، شارك في تأليف الإصدار 16 ناقداً وناقدة من مختلف الدول العربية، وهو يعد الإصدار الثالث للمهرجان الدولي لسينما المرأة بأسوان الذي وصل دورته السابعة، كما يتضمن تقريراً باللغة العربية والإنكليزية.

وأضافت أن مهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة دأب على إصدار تقرير سنوي يرصد وضع المرأة في سينما البلدان العربية، سواء كصانعات أفلام أو ممثلات أو عاملات خلف الكاميرا، كما أنه يعطي، من خلال الأرقام التي يقدمها، صورة عن نسبة ولوج النساء لمجال السينما وحضورهن في المجال، ليس في مصر فحسب وإنما في كل الأقطار العربية.

وعن دور الفن السابع في تغيير الصور النمطية عن المرأة، أوضحت أن السينما ليست نقداً مباشراً للواقع وإنما هي إبداع ينبغي أن يكون مهتماً بقضايا المجتمع وعلى رأسها قضايا النساء، خاصة وأننا خلال العشر سنوات الأخيرة أصبحنا أمام قضية مهمة تعاني منها النساء وهي العنف الموجه ضدهن، وبالتالي فإن الدور الذي يمكن أن تلعبه السينما ضروري للحد من هذه الظواهر، والحد من هيمنة الثقافة الرجعية التي تكرس الصور النمطية للمرأة، وهذا لا يعني أن هذه الثقافة يحملها أشخاص رجال، بل حتى النساء أحياناً فهن حاملات لهذه الثقافة ويكرسنها بشكل واضح.

وأكدت أنه مهما اختلفت الثقافات بين الدول العربية في أشكالها التعبيرية، فإن النساء لازلن تعانين في هذه الدول من الحيف والعنف والإقصاء، معتبرة أن هذه القضايا تعد مادة خصبة للنقاد والمتخصصين في علم الاجتماع وعلم النفس للنظر فيما يقدمه صناع وصانعات الأفلام وموقفهم في هذه القضايا.

كما بينت أن صورة المرأة في السينما العربية تعكس ما تعيشه النساء في المجتمع، حيث الأدوار التقليدية التي تقوم بها، من أعباء البيت وغيرها، وهي أعمال، رغم أن بعضها يمتهنه الرجال كالطبخ وتصميم الأزياء، تعد حكراً على النساء إلا أن الرجال يرفضون القيام بها داخل البيوت لأنها أعمال بدون أج في حين يمتهنونها في فضاءات أخرى.

وأشارت إلى أن الفكرة التي تفرض نفسها هي من يحتكر ويسيطر على المجال، وبالتالي فهو يراكم تجربة وخبرة على مر السنين تجعله أكثر قدرة على القيام ببعض الأعمال التي لا تجد لها المرأة طريقاً أو تكون حديثة الالتحاق بها، مما يجعلها قليلة الخبرة.

وبحسب المشرفة على الإصدار الناقدة انتصار درديري فإن هذا الإصدار الذي قدم خلال الندوة في نسخته الثالثة يعد واحدة من الإصدارات المهمة التي يوليها مهرجان أسوان لأفلام المرأة اهتماما كبيراً، حيث يقدم تحليلاً وتوثيقاً لوضع السينما في البلدان العربية، من حيث حجم الإنتاج ونوعيته ومدى الدعم الذي تلاقيه، وتوافر البنية التحتية من دور العرض واستديوهات وصالات المونتاج ومدارس ومعاهد معنية بالفن السابع لتخريج أجيال جديدة، والمشاركة في المهرجانات، وكذا حجم تواجد المرأة بإبداعاتها في مجال صناعة السينما، كتابة وإخراجاً وتمثيلاً وإنتاجاً وغيرها.