المعهد الصحي يساهم في مساندة الشعب وتقديم يد العون

يهدف المعهد الصحي الأول على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا في مقاطعة عفرين والشهباء لتزويد المشافي والنقاط الطبية بعدد من الكوادر ذات كفاءة وخبرة للنهوض بواقع المجتمع الصحي وتقديم العون له.

فيدان عبد الله

الشهباء ـ بعد تهجير أهالي مدينة عفرين قسراً لمدينة الشهباء في إقليم شمال وشرق سوريا، سعت الإدارة الذاتية الديمقراطية في المنطقة وبجهود دؤوبة لإعادة تأسيس واستمرارية المرحلة التعليمية كونها تحدد مصير الأجيال.

افتتحت هيئة التربية والتعليم في مدينة الشهباء في مقاطعة عفرين والشهباء إلى جانب المدارس في المراحل الابتدائية، والإعدادية، والثانوية، عدة معاهد منها معهد الشهيدة فيان آمارا، ومعهد العلوم، ومعهد الفيزياء والكيمياء، ومعهد الرياضيات، وآخرها المعهد الصحي عام 2021 بالتعاون مع هيئة الصحة في المنطقة.

وبالاستناد إلى الشهادة الثانوية سجل في المعهد الصحي أكثر من 35 طالب/ة، وبعد خضوعهم لفحص القبول انتقل 32 منهم إلى الدراسة في المعهد، وبعد عامين تخرج 17 طالب/ة على مستوى المنطقة بعد إعدادهم لمشروع التخرج في 10 كانون الثاني/يناير 2024.

وعن أهداف المعهد وضرورته في مدينة الشهباء المحاصرة تقول الإدارية في المعهد الصحي في مقاطعة عفرين والشهباء بريفان كلوشو أن الدراسة تستمر لعاميين متتالين، يتلقى من خلالها الطلبة دروساً نظرية، من أساسيات التمريض، التشريح والأدوية، كيفية التعامل والتصرف في جميع الحالات الطارئة إلى جانب مواد أخرى كالرياضيات، والكيمياء، واللغات الكردية، والعربية والإنكليزية.

وأضافت "ليتأقلم الطلبة على أجواء المستشفيات والمرضى التحقوا للعمل بجانب الأطباء في مشفى "آفرين" و "تل رفعت" في الشهباء، بالإضافة إلى الدوام في النقاط الطبية للهلال الأحمر الكردي في الشهباء وناحية شيراوا بعفرين".

وشددت على أن سوريا عموماً ومقاطعة الشهباء في إقليم شمال وشرق سوريا على وجه الخصوص، وبسبب ما تمر به من أزمات وحروب تعاني كثيراً من الجانب الصحي ونقص الكوادر الطبية والأطباء المختصين، وللمساهمة في مساندة الشعب وتقديم يد العون من الجانب الصحي لهم وتخفيف الضغط على المشفى ونقاط الهلال تم ضم طلبة المعهد للعمل في المراكز والنقاط الطبية.

تقول نارين أحمد إحدى المتخرجات "الطب مهنة إنسانية بعيداً عن الكسب المادي وفي مناطقنا التي تشهد حروب مستمرة لا بد من دعم الجانب الصحي".

وأكدت أنه "دون شك مهنة الطب وعمل الممرضات أمراً ليس بالهين ومن هذا المبدأ فأننا واجهنا الكثير من المصاعب والعوائق خلال فترة الدراسة خاصةً أنها تزامنت مع وقوع الزلازل الذي كان السبب في إغلاق المعهد لأسابيع والهجمات التي تتعرض لها المنطقة بشكل متواصل، بالإضافة لضغوطات يخلقها حصار حكومة دمشق على الشهباء".

وشددت على أنهم اتخذوا من الإرادة القوية والإصرار سبيلاً لمواجهة جميع المواقف والمصاعب التي مروا بها، وتمسكوا بحلمهم إلى أن حققوه وتخرجوا كدفعةٍ أولى للمعهد الصحي في الشهباء على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا رغماً عما مروا به.

وأكدت هيفيار كيفو أنهم اختاروا مهنة الطب والعمل في هذا المجال بعدما رأوا ما يواجه الشعب في مقاطعة عفرين والشهباء من معاناة وصعوبات من الجانب الصحي، جراء حصار حكومة دمشق على المنطقة واستمرار الهجمات.

وأوضحت أنها ستضع جميع قوتها وإرادتها في سبيل خدمة المشفى والنقاط الطبية في المنطقة وبروح المسؤولية والاهتمام بصحة الشعب ستواصل درب العمل في المجال الصحي وتطور ما تملكه من قدرات وطاقة.

وناشدت الفئة الشابة والأجيال الصاعدة على الاستمرار في تعليمهم وتنمية قدراتهم ومواهبهم وعدم الانجرار وراء الحرب الخاصة، وأن يكونوا ضمان لمستقبلهم ومستقبل وطنهم وشعوبهم والنهوض بها نحو الأفضل.

يذكر أنه خلال العامان الفائتان يواصل المعهد الصحي استقبال الطلبة ويسعى بإمكانياته تقديم الدعم للطلاب بالإضافة لتطوير مجالاته وسبل التعليم.