المغرب... اتحاد العمل النسائي يحيي ذكرى المناضلة رحمة نظيف
رحلت رحمة نظيف رائدة النشاط النقابي والسياسي والحقوقي في المغرب، عن عمر يناهز الـ 77 عاماً، تاركةً خلفها العديد من الإنجازات حققتها خلال مسيرة حافلة بالنضال من أجل النساء والفتيات.
حنان حارت
المغرب ـ احيا اتحاد العمل النسائي المغربي أربعينية المناضلة رحمة نظيف التي ناضلت لعقود من أجل النساء وحقوقهن.
نظم اتحاد العمل النسائي مساء أمس السبت 9حزيران/يونيو في مدينة الدار البيضاء بالمغرب، حفل تأبين ذكرى أربعينية المناضلة رحمة نظيف.
وأثنت النسويات اللواتي عاصرن على مسيرة رحمة نظيف النضالية التي كرستها من أجل ترسيخ قيم المساواة والحرية والعدالة الاجتماعية.
وأجمعن على أن رحمة نظيف كانت من النساء الأوائل اللواتي رسمن مسار المستقبل في المغرب، فقد ناصرت العمال والعاملات والفقراء والمهمشين والمسحوقين من خلال عملها النقابي، وكانت متمردة على المجتمع الأبوي والذكوري، وتحدت العادات والتقاليد البالية والموروثات الاجتماعية.
وتقلدت رحمة نظيف مسؤوليات كثيرة منذ أواخر الستينات والسبعينات، بحيث انخرطت في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وأيضا المنظمة السرية 23 مارس، ثم انخرطت في منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، ثم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وبعدها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ثم دخلت دواليب النقابة فكانت من النساء الأوائل التي تحملت المسؤولية في المجلس الإداري للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، كما أدت ضريبة النضال في مواجهة الاستبداد، وعانت الشيء الكثير خلال ما يعرف بسنوات "الجمر والرصاص".
وقالت الناشطة الحقوقية زهرة الوردي عضو المكتب التنفيذي لاتحاد العمل النسائي "عرفتها رائدة في النضال كانت من أوائل المنخرطات في النضال السياسي والنقابي والحقوقي، في وقت كانت فيه النساء مستنكفات عن الانخراط في هذه الجبهات، كانت دائماً تنحاز للحق وتتصدى لكل من يضطهد النساء وتقف إلى جانب المعنفات، وأي امرأة في وضعية صعبة تعاني القهر".
وعن مواجهة رحمة نظيف المجتمع المحافظ الذي كانت تعيش فيه تقول زهرة الوردي "برغم أن المجتمع كان يتحفظ من وجود النساء في مقدمة النضال وانضمامهن للحركات والنقابات والأحزاب، وينظر إلى كل من لديها هذه الجرأة بنوع من الدونية، إلا أن رحمة نظيف لم تكن تعبأ بنظرة المجتمع".
وأضافت "ما وصلنا له اليوم من حقوق ومكتسبات وتغير في وضعية النساء المغربيات كان لرحمة دور فيه، لقد ساهمت في التأسيس لهذا الفكر وهذه الثقافة الحقوقية".
ومن جهتها تذكرت أمينة خوتام محطات النضال التي جمعتها برحمة نظيف على مدى 37 سنة، وتقول "كانت نموذجاً ملهماً، كانت تعمل في صمت وخلف الأضواء، كانت تحيي الثقة والأمل في نفس كل من يعرفها، لم تتوقف يوماً عن المثابرة والكفاح، عندما التحقت بمؤسسة صلاح الدين الأيوبي سنة 1986؛ أضفى وجودها الإنساني والنقابي والسياسي والحقوقي صبغة على المدرسة، كانت تدافع بشكل مستميث عن حقوق الطالبات".
وأشارت إلى أن حضور رحمة نظيف كان قوياً في ظل الزخم السياسي والصراعات التي كان يعرفها المغرب خلال فترة الثمانينيات "كانت تدافع عن حقوق الطالبات، كانت تسعى دائماً إلى رفع الظلم عن الفتيات، لقد كانت ضد العقليات الرجعية المتخلفة التي كانت ترى مكان الفتيات والنساء هو المطبخ، وتنادي دائماً بضرورة استقلالية النساء مادياً، وتحفز الطالبات على متابعة دراستهن لتحصلن على شهادات عليا حتى تأخذن المكانة التي تستحققنها في المجتمع وتتمتعن بكافة الحقوق الإنسانية".
والجدير بالذكر أن رحمة نظيف كانت قد أصيبت في عام 2008 بمرض الزهايمر، وغابت عن الساحة السياسية والنقابية والحقوقية منذ عام 2015 بعدما نال منها المرض، حيث عاشت فترات صعبة إلى أن وافتها المنية في نسيان/أبريل الماضي.