جمعيات مغربية تدعو إلى حماية الأطفال والنساء جراء الزلزال المدمر

يعتبر الأطفال والنساء اللواتي فقدن منازلهن وسبل العيش، الفئة الأكثر عرضة لخطر الاتجار بالبشر، بعد حدوث الكوارث الطبيعية.

المغرب ـ تزيد تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب واقعها على الأطفال والنساء لأنهم الفئة الهشة الأكثر تضرراً مما يفاقم معاناتهم، حيث يعمد بعض الأهالي إلى تزويج القاصرات، فيما يصبح الأطفال أكثر عرضة للاعتداءات الجنسية.

تفاعلت مجموعة من الجمعيات النسائية مع بعض صور ومقاطع الفيديوهات التي يحاول مروجوها استغلال الوضع الهش الذي باتت تعيشها النساء والأطفال بعدما ضرب الزلزال مجموعة من المناطق الجبلية في المغرب، وذلك لتضمنها أفعالاً وعبارات تندرج تحت إطار التحرش أو الاستغلال الجنسي والاتجار بالبشر.

وعمد بعض الأشخاص إلى نشر صور وفيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تبين استغلالهم لوضع الأطفال والتحرش بهم، والدعوة للزواج بالفتيات القاصرات بهدف "كسب الأجر وسترهن"، كما وتم تسجيل بعض المحاولات لأشخاص وضعوا أطفالاً يتامى للتبني بطرق غير قانونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأصدرت مجموعة من جمعيات المجتمع المدني التي تعمل في مجال الدفاع عن حقوق النساء والأطفال بيانات تندد من خلالها ممارسات وسلوكيات وصفتها بـ "الشاذة"، داعية في هذا الصدد إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تصوير الأطفال وتوفير حماية خاصة لهم، مع تبليغ الجهات المختصة عن الحالات المتعلقة بالتحرش والإتجار بالبشر، مشيرةً إلى أن الجمعيات باشرت بتوثيق حالات الاتجار بالبشر المحتملة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لمنعها.

وفي هذا الصدد طالبت الجمعية المغربية لحقوق الضحايا رئاسة النيابة العامة وكل السلطات المعنية بالتدخل، ومتابعة كل فعل أو محاولة للاعتداءات الجنسية خاصةً على الفئات الهشة من أطفال ونساء.

وأدانت الجمعية في بيان لها، أن "أي سلوك أو عمل يشكل اعتداء جنسياً على هذه الفئة، والأشخاص في وضعية إعاقة"، داعية الحكومة للعمل على توفير الإمكانيات اللوجستيكية، وتوفير الإيواء لكل من فقدوا أو تأثرت منازلهم بشكل يحميهم من كل أشكال العنف، لافتةً إلى أن الجمعية وضعت أرقام الهواتف الخاصة بها للتبليغ على أي محاولة استغلال أو تحرش، أو اعتداء جنسي.

ومن جانبها دعت جمعية "كيف ماما كيف بابا" إلى ضرورة إنشاء مراكز للدعم الخاص بالأطفال من أجل توفير الحماية والدعم النفسي والصحي، ووجهت نداءها للحكومة المغربية من أجل التفاعل المستعجل لوقف الترخيص للزواج بالقاصرات، داعيةً إلى اصدار مرسوم قانون يهدف إلى تجريم تزويج القاصرات والمعاقبة بالسجن كل من تزوج بشكل عرفي بقاصر أو ساهم في تسهيلها.

وأشارت الجمعية إلى أن الظاهرة ستزيد من معاناة أطفال القرى وجعلهم أكثر عرضة للزواج المبكر والاعتداءات الجنسية. 

وكانت اللجنة الوطنية لتنسيق إجراءات مكافحة الإتجار بالبشر والوقاية منه، قد رصدت مجموعة من المنشورات والرسائل والصور والمحادثات المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تتضمن رسائل مسيئة للأطفال والقاصرات من الضحايا الذين فقدوا عائلاتهم.

وألقت عناصر المصلحة الجهوية للشرطة القضائية بمدينة الرشيدية، القبض مساء أمس الخميس الرابع عشر من أيلول/سبتمبر على طالب في أحد المعاهد الجامعية، يبلغ من العمر عشرين عاماً للاشتباه في تورطه بنشر محتوى تحريضي يزعم فيه أنه سيتوجه إلى إحدى المناطق المنكوبة آثر الزلزال بغرض ارتكاب اعتداءات جنسية بحق قاصرات؛ وهو ما استدعى فتح بحث قضائي أسفر عن تشخيص هوية المشتبه وتوقيفه.