المعارك والاشتباكات جنوب السودان تحول دون إيصال المساعدات الإنسانية

تحول المعارك العنيفة في جنوب السودان منذ قرابة الشهر دون إيصال المواد الغذائية التي يحتاج اليها 60 ألف طفل يعانون سوء التغذية.

مركز الأخبار ـ أكدت شبكة أطباء السودان، أن استمرار استهداف قوات الدعم السريع للمناطق المأهولة بالسكان، في أم درمان، وعدد من الولايات الأخرى تسبب بمقتل عشرات المدنيين يومياً بينهم أطفال.

قالت الأمم المتحدة أمس الخميس الثامن من أيار/مايو، أن المعارك العنيفة والاشتباكات منذ قرابة الشهر تحول دون إيصال المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية التي يحتاجها 60 ألف طفل يعانون من سوء التغذية.

ويعاني السودان أساسا من الفقر وانعدام الأمن وعدم الاستقرار السياسي منذ سنوات، لكن المعارك الأخيرة في ولاية أعالي النيل أثار قلق المراقبين.

وكان كل من برنامج الاغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" قد أصدرا بياناً قالا فيه إن المساعدات الإنسانية لم تدخل إلى المنطقة منذ قرابة الشهر، نتيجة اشتداد القتال العنيف على طول نهر النيل الأبيض الذي يعد وسيلة نقل رئيسية، مشيراً إلى أن هذه المنطقة الواقعة شمال البلاد تضم أكثر من 300 ألف طفل يعانون من سوء التغذية المعتدل والشديد منذ العام الما   ضي، ووصلت إلى نقطة الانهيار.

وأفادت ممثلة برنامج الأغذية العالمي ماري إلين ماكغروارتي أن كل يوم حاسم بالنسبة لطفل يعاني من سوء التغذية ويحتاج إلى علاج منقذ للحياة.

 

مقتل مدنيين

وعلى الصعيد الميداني ومع دخول النزاع عامه الثالث، قتل خمسة مدنيين أمس برصاص قوات الدعم السريع خلال اقتحامها مساكن المدنيين في حارة 26 دار السلام غرب أم درمان، التي تعرّضت أيضاً لقصف بطائرات مسيّرة راح ضحيتها ثلاثة أطفال، وأصيب أربعة آخرون.

وأفاد عضو في غرفة طوارئ أمبدة، أن قوات الدعم السريع ترتكب انتهاكات واسعة ضد المدنيين العالقين في حارة دار السلام، ومنطقة المويلح أقصى غرب أم درمان، مشيراً إلى أن المناطق التي تتواجد فيها قوات الدعم السريع تواجه أزمة إنسانية بالغة التعقيد نتيجة الصعوبات في الحصول على مياه الشرب النقية وندرة الغذاء، فضلاً عن اقتحامات المنازل.

وأدانت شبكة أطباء السودان، استمرار استهداف قوات الدعم السريع للمناطق المأهولة بالسكان، في أم درمان، وعدد من الولايات الأخرى، مما تسبب بمقتل عشرات المدنيين العزل بينهم نساء وأطفال، معتبراً ذلك انتهاكاً لكل قوانين الحرب والقوانين الدولية.

ودعت شبكة المجتمع الدولي بالضغط على قوات الدعم السريع وقياداته لوقف الانتهاكات وفتح مسارات آمنة للمناطق المحاصرة في كل من كردفان ودارفور، ووقف استهدافها للمرافق المدنية بصورة متعمدة.

واندلع النزاع بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع منذ الخامس عشر من نيسان/أبريل 2023 أسفرت عن مقتل أكثر من 20ألف شخص، ونزوح الملايين إلى مناطق أكثر أماناً، فضلاً عن كارثة إنسانية وانتشار المجاعة، وتدمير للبنى التحتية.