الكتب مصدر هام للمعرفة والوعي
أكدت هاستي شرفاتي أن المرأة تحتاج إلى تجديد وعيها وزيادة معارفها من خلال القراءة "القراءة تجعل المرأة واعية، ووعي المرأة ضروري للتقدم في عالم تقع فيه ضحية للعنف المنزلي والقمع كل يوم".
هوجين شيخي
ديواندره - على كل شخص مهما كان مستواه التعليمي والمعرفي وفي أي موقف وزمان أن يفكر في توسيع ثقافة القراءة في نفسه ومحيطه، لأن تفكير الإنسان بحاجة لرعاية واتقان وتوسع ثقافة القراءة يعني توسع التفكير والاتجاهات لدى الإنسان، ومثل هذه الممارسة تؤدي إلى تحسين سلوك الإنسان وتصرفاته وتطور الحضارات على مستوى المجتمع، وتعتبر قراءة الكتب ودرجة الميل للدراسة من مؤشرات التطور اليوم.
"القراءة هي شكل من أشكال الرعاية الذاتية"
هاستي شرفاتي، إحدى النساء اللواتي لديهن شغف بقراءة الكتب لفتت إلى كلام الكاتب البيروفي ماريو فارغاس يوسا مؤلف كتب مهمة وحاصل على جائزة نوبل للآدب بأن "الأدب هو العدو الطبيعي لكل الديكتاتوريات". وأن الأدب ينمي السخط في العالم تجاه السلطة والقراءة تخلق شعوراً بالأمل والرغبة في مجتمع أفضل لدى المواطنين؛ وأنها مكان حيث يمكن للناس متابعة أحلامهم بحرية.
وترى أنه "عندما يقرأ الإنسان يجد مقاربة نقدية لتقريب الواقع من عالم الكتب والأدب يوقظ الرغبة الداخلية في التغيير والوقوف في وجه الهيمنة التي تحاول السيطرة علينا من المهد إلى اللحد". وأن القراءة كعملية سحرية تسمح لها بالعيش عدة مرات "بالنسبة للأشخاص الحساسين للغاية، فإن قراءة كتاب هي أكثر من مجرد قراءة قصة جيدة فالكتاب ملجأ بالنسبة لي، القراءة هي وسيلة للعناية بنفسي ولا أشعر بالوحدة على الإطلاق".
وأكدت أنه مهما أنغمسنا في عصر البيانات والاتصالات، فإن الكتب لا تزال مصدراً مهماً للمعرفة والوعي وشعور قراءة كتاب لا يضاهى. أثناء قراءة الكتاب، تتعرف على عوالم جديدة إما شبه حقيقية أو خيالية تماماً. ستتعرف على شخصيات القصة وترى العالم من وجهة نظر هذه الشخصيات".
وأضافت "لقد اهتممت بالكتب منذ أن كنت طفلة، وأصبحت عضو في المكتبة عندما ذهبنا لزيارة المكتبة في المدرسة الإعدادية فالحس الداخلي والفضول وكذلك الاهتمام بالتعلم والمعرفة جعلني مهتمة بقراءة الكتب، فقراءة الكتب تعني فتح الأبواب أمام عوالم أخرى، وقراءة الكتب يمكن أن تغير وجهة نظر الناس تجاه العالم من حولهم وتتوسع وكما يقول المثل الشهير "حدود الناس خيالهم".
"القراءة تجعل المرأة واعية"
وبينت أن "ثقافة قراءة الكتب ونسبة القراءة للفرد ليس لها مكان مناسب، وهو أمر مهم باعتباره أحد عوامل التنمية التي تتطلب إيجاد الجذور وتعزيز حل هذه المشكلة. قراءة الكتب، خاصة للنساء، تجعلهن واعيات، ووعي المرأة ضروري للتقدم في عالم يقعن فيه ضحايا للعنف المنزلي والقمع كل يوم. تحتاج المرأة إلى تجديد وعيها وزيادة معارفها من خلال الدراسة وباستخدام أنظمة الإعارة التلقائية، يمكن للمكتبات أن تلعب دوراً في التنمية الثقافية للمرأة وزيادة القراءة لديها فأنا شخصياً شكلت مجموعة لقراءة الكتب مع بعض أصدقائي وكل أسبوع نعرض الكتب، نحن حوالي 20 شخصاً وبعد الانتهاء من الكتاب نجتمع في مكان ونتحدث عنه ونراجعه لقد شجعنا أكثر فأكثر على قراءة الكتب لزيادة الوعي والمعرفة لنا نحن النساء".
"القارئ يشعر بآلام الناس والمجتمع جيداً"
وأكدت أنه "لقد تحول الناس إلى طرق أسهل لقراءة الكتب والوصول إليها. وبهذا النهج، يلعب الهاتف المحمول دور الغرفة الشخصية بالنسبة لهم لأنه في فضائه كلاهما يدرسان ويسجلان ملاحظاتهما الشخصية ويحفظانها. النظرة العالمية تعني تحليل وموقف الشخص تجاه الحياة وقوانين الوجود التي تحدد خطوات الإنسان في الحياة".
وعن القراءة في إيران وشرق كردستان قالت "في مجتمعنا، لا تعتبر القراءة جزءاً من ثقافتنا الداخلية. أعتقد أنه علينا مأسسة هذه الثقافة منذ الطفولة فبدلاً من إعطاء الكتب للأطفال في سن مبكرة، تقوم العديد من الأسر بتعليمهم بالهواتف المحمولة والفضاء الإلكتروني وهذا العامل يجعلهم لا يحصلون على أجوبة لمشاكلهم واحتياجاتهم من خلال القراءة والمعرفة، بل على العكس يحصلون عليها من الفضاء الافتراضي، ورغم أن التحكم في استخدامه يمكن أن يكون مثمراً، إلا أن قراءة الكتب شيء أبعد من ذلك".
واختتمت حديثها بالقول "الكتب تجعل الإنسان محبوباً ومفكراً، لأن قراء الكتب يراجعون حياة وأفكار العظماء مراراً وتكراراً. القراء هم أشخاص أكثر ذكاءً بسبب مفرداتهم الواسعة ومهاراتهم في الذاكرة. بالمقارنة مع الأشخاص العاديين الذين لا يقرؤون الكتب، فإن عقولهم أكثر حساسية وقدرة على الفهم؛ ونتيجة لذلك، فهم ممثلون جيدون في القضايا الاجتماعية ومستجيبون نشطون للشذوذات الاجتماعية والسياسات الخاطئة أحياناً لرجال الدولة. يشعر القراء بألم الفرد والمجتمع جيداً، من حدود الدائرة الصغيرة؛ يتم تحرير الجنس والعرق والجنسية والدين وما إلى ذلك، ويحددون خدمة الإنسانية على أنها أهم أهدافهم".