الجزائر بصدد إطلاق برنامج لحماية النساء من العنف

تستعد وزارة التضامن والأسرة وقضايا المرأة في الجزائر لإطلاق تطبيق الاستشارات الأسرية "سندكم SanedCom"، لتعزيز آليات التكفل بالنساء ضحايا العنف وتقديم استشارات لهن، ولاستقبال اللواتي تكن في وضع صعب.

الجزائر ـ تعاني النساء في ريف الجزائر من العنف بكافة أشكاله خاصة العنف المنزلي وعلى الرغم من تعرضهن للعنف، إلا أنهن ترفضن التبليغ وتبحثن عن حلول لحماية أطفالهن.

تتجه الجزائر بخطى ثابتة نحو تعزيز آليات التضامن الوطني والتكفل الأمثل بفئة النساء ضحايا العنف واللاتي في وضع صعب وحرج.

وتحضر وزارة التضامن والأسرة وقضايا المرأة في الجزائر، لإطلاق تطبيق الاستشارات الأسرية "سندكم"Saned" Com" وتفعيل عمل منصة "التضامن يصغي"، ووضعها تحت تصرف الأسر والنساء والفتيات اللواتي تعشن أوضاعاً صعبة من أجل التكفل بهن وتقديم  الاستشارات والخدمات عن قرب.

وأشرفت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي، على إطلاق دورة تكوينية وطنية عن طريق تقنية التحاضر المرئي، لفائدة مؤطري فضاءات الاستقبال والتوجيه ومرافقة ورؤساء المصالح المشرفين عليها على مستوى المديريات المحلية، إضافة إلى أعضاء الخلايا المكلفة بتقديم الاستشارات الأسرية عن طريق المنصات الإلكترونية، والفرق البيداغوجية التي تعمل على مستوى المراكز الوطنية لاستقبال النساء والفتيات اللاتي تكن في وضع صعب.

ووصفت ناشطات نسويات هذه الخطوة بـ "الإيجابية" لكن تبقى غير كافية، لافتةً إلى أن المطلوب في الوقت الحاضر هو تشكيل لجان خاصة تسند لها مهام التكفل بهذه الفئة حتى تستطيع المرأة التخلص من هاجس "العادات المجتمعية"، والخوف الدائم الذي يلازمها من انتقام الأزواج أو الأخوة.

وتقول المستشارة في شؤون الأسرة سمية غزولي، إن "هناك إرادة نحو التغيير الإيجابي، حيث أننا نلمس إرادة سياسية قوية للحد من كافة أشكال العنف الممارس ضد المرأة، وقد تُرجمت هذه الإرادة بمجموعة من القرارات كإنشاء وإطلاق الرقم الأخضر للتبليغ".

وتبقى تلك الخطوات "غير كافية ومنقوصة"، لأن المسعى الذي يجب تسليط الضوء عليه هو الوصول إلى المعنفات في الريف ومناطق الظل (المناطق التي تعيش على هامش التنمية) ولا سيما داخل العائلات الجزائرية التقليدية، حيث وصلت ممارسة العنف لمراحل الحياة الأسرية فالإناث تعاني منه سواءً كانت بنتاً أو أختاً أو زوجة فإنها كأم تكتسب تلك الثقافة الأبوية الحاضنة للعنف وتعيد تداولها.

وشددت سمية غزولي على ضرورة تشكيل لجان على مستوى المدن كبرى والبلديات، تتكون من نفسانيين تربويين ونفسانيين عيادين ومساعدين اجتماعيين وحتى من مصالح الأمن، تسند لهم مهام تفقد النساء المُعنفات في تلك المناطق  والتكفل بهن، مشيرةً إلا أنها تتلقى يومياً اتصالات هاتفية من "النساء ممن تعرضن للعنف المنزلي من الرجال وترفضن التبليغ وتبحثن عن حلول لمشاكلهن وكيفية حماية أطفالهن من تداعيات العنف".