الجوع يهدد آلاف العائدين من النزاع المستمر في السودان
لايزال النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مستمر منذ أكثر من ستة أشهر، ويواجه الآلاف من السكان الفارين من النزاع والعائدين إلى بلدهم خطر الجوع الطارئ.
مركز الأخبار ـ أدى النزاع في السودان إلى فرار الآلاف من السكان إلى داخل وخارج البلاد، ويعيشون ظروف انسانية صعبة، حيث يعاني قرابة 20% من الأطفال دون سن الخامسة من سوء التغذية.
حذرت منظمة الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء 3 تشرين الأول/أكتوبر من أن مئات الآلاف من اللاجئين من جنوب السودان، العائدين إلى بلدهم هرباً من الحرب في السودان، يواجهون "الجوع الطارئ"، مع بقاء 90% من الأسر لأيام من دون طعام.
ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة أن الحرب التي اندلعت في السودان في الخامس عشر من نيسان/أبريل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أجبرت قرابة ثلاثة آلاف من جنوب السودان على العودة إلى ديارهم في الأشهر الخمسة الماضية، لافتةً إلى أن الأزمة أثر بشكل خاص على الأطفال، حيث يعاني قرابة20% من الأطفال دون سن الخامسة من سوء التغذية.
وأفادت مديرة برنامج الأغذية العالمي في جوبا، ماري ـ إيلين مكغرورتي "نرى عائلات تنتقل من كارثة إلى أخرى أثناء فرارها من الخطر في السودان، لتجد اليأس في جنوب السودان"، مشيراً إلى أن مواطني جنوب السودان الذين يشكلون تقريباً جميع اللاجئين الذين يصلون إلى بلدهم، يعودون إلى دولة تواجه أصلا حاجات إنسانية غير مسبوقة.
ولفت إلى أن "الأشخاص الذين يصلون اليوم هم في ظروف أخطر من ظروف العائلات التي فرت في الأسابيع الأولى من الصراع"، مضيفاً أن الأمطار الغزيرة التي ألحقت أضرارا بالمخيمات المزدحمة والمعابر الحدودية، أدت إلى تدهور الظروف المعيشية وتفاقم انتشار الأمراض.
وكشفت إحصائيات لمنظمة "أكليد" الغير حكومية أنه منذ بدأ النزاع في السودان، قتل أكثر من سبعة الآف شخص، كما وفشلت اتفاقات الهدنة المتعددة في إنهاء العنف الذي دفع عشرات الآلاف إلى الفرار داخل وخارج البلاد مما يثير مخاوف من حدوث أزمة إنسانية تجتاح المنطقة.
والجدير بالذكر أنه في عام 2011، أصبح جنوب السودان الدولة الأحدث عهداً في العالم باستقلاله عن السودان، لكنها غارقة من ذلك الوقت في مشاكل وحروب أهلية دامت لمدة خمسة أعوام أسفرت عن مقتل قرابة 400 ألف شخص إلى أن تم توقيع اتفاق سلام في عام 2018.
ولا يزال جنوب السودان الذي يضم أكثر من 60 مجموعة إثنية و12 مليون نسمة، يواجه أعمال عنف مميتة وكوارث طبيعية واقتتال سياسي.