النساء في قلب الأزمة... فيضانات السودان تتسبب في أزمة نزوح كبيرة

فاقمت الفيضانات التي اجتاحت السودان وتسببت في نزوح مئات الأسر من مدينة بحري، أوضاع النازحات وسط النقص الكبير في المستلزمات الأساسية والمياه النظيفة والرعاية الصحية.

مركز الأخبار ـ في ظل استمرار موجة الفيضانات التي تجتاح مناطق واسعة من السودان، أعلنت منظمة الهجرة الدولية عن نزوح أكثر من 1200 أسرة من مدينة بحري شمالي العاصمة الخرطوم، نتيجة ارتفاع منسوب نهر النيل وتدفق المياه إلى الأحياء السكنية، خاصة في مناطق الفكي هاشم، الجعليين، الخليلة، ودرملي.

أوضحت منظمة الهجرة الدولية أن الفيضانات أدت إلى تدمير خمس منازل بالكامل، فيما تعرض عدد كبير من المنازل لأضرار جزئية، مما دفع الأسر إلى مغادرة مساكنها واللجوء إلى المجتمعات المضيفة في المناطق المجاورة، كما غادرت أسر أخرى المنطقة تحسباً لأضرار محتملة، وسط تحذيرات من وزارة الري السودانية بشأن ارتفاع قياسي في منسوب مياه سد جبل أولياء على النيل الأبيض.

 

نقص المستلزمات يفاقم معاناة النازحات

وسط هذا النزوح الجماعي، تواجه النساء تحديات مضاعفة، إذ تتحمل الكثير منهن مسؤولية رعاية الأطفال وكبار السن في ظروف غير مستقرة، دون توفر خدمات صحية أو دعم نفسي كافٍ، وتشير تقارير محلية إلى أن النازحات تعانين من نقص في المستلزمات الأساسية، بما في ذلك المياه النظيفة، مستلزمات النظافة الشخصية، والرعاية الصحية الإنجابية.

كما أن غياب الخصوصية في أماكن الإيواء المؤقتة يزيد من مخاطر التعرض للعنف القائم على النوع الاجتماعي، في ظل ضعف الحماية القانونية والرقابة المجتمعية.

 

أزمة متكررة وتحديات مستمرة

تأتي هذه الفيضانات ضمن نمط سنوي من الكوارث الطبيعية التي يشهدها السودان خلال موسم الأمطار الممتد من حزيران/يونيو وحتى تشرين الأول/أكتوبر، حيث تضررت حتى الآن أكثر من 24 ألف و992 أسرة، أي ما يعادل و125 ألف و56 شخصاً، وفقاً لآخر الإحصاءات الحكومية.

وفي ظل استمرار الجدل حول تأثير سد النهضة الإثيوبي على تدفق المياه، تتصاعد المخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية، خاصة في المناطق الهشة التي تفتقر إلى بنية تحتية قادرة على مواجهة الكوارث.

وفي هذا الإطار، دعت منظمات المجتمع المدني والجهات الإنسانية إلى تدخل عاجل لتوفير الدعم للنساء والأطفال النازحين، وضمان وصول المساعدات إلى المناطق المتضررة، مع التركيز على توفير بيئة آمنة ومستجيبة لاحتياجات النساء في حالات الطوارئ.