الجمعة الأخيرة من عام ٢٠٢٣... نساء السويداء تواصلن حراكهن الشعبي
أكد أهالي السويداء في الجمعة الأخيرة من عام 2023، على ثبات موقفهم المطالب بالخلاص من النظام، وإحداث تغيير على الساحة السياسية والوصول بسوريا وأبنائها إلى بر الأمان.
روشيل جونيور
السويداء ـ شددت نساء السويداء اللواتي لا تزلن تواصلن الاحتجاج في يومه الـ 134، على أنهن لن تتراجعن عن مطالبهن والحصول على حريتهن وحقوقهن.
تجمع آلاف المحتجين في ساحة الكرامة بمدينة السويداء أمس الجمعة 29 كانون الأول/ديسمبر، لمواصلة ما بدأوا فيه منذ خمسة أشهر مطالبين بتنفيذ القرار الأممي ٢٢٥٤ والتغيير السياسي في البلاد التي مزقتها الحرب.
وعلى هامش الاحتجاج قالت لبنى عبد الدين أن الذخائر التي استخدمتها حكومة دمشق لإبادة الشعب السوري كانت حررت بها الأندلس وليس الجولان، مشيرةً إلى أنهم منذ خمسين عاماً وحقوقهم مهضومة "لم نستطيع نطق أي كلمة ضد الحكومة، كنا نلتزم الصمت حيال حقوقنا المهضومة، الخوف سيطر علينا نحن السوريين، فمن تجرأ على قول كلمة الحق تم اعتقاله، فبينما يتم اعتقال المطالبين بحقوقهم يتجول المجرمون في الطرقات وكأنهم لم يفعلوا شيئاً".
وأكدت أنه حان الوقت للخروج عن صمتهم والمطالبة بما هو حق لهم "نعيش في ظل الذل والظلم منذ عهد حافظ الأسد، خمسون عاماً والجيش في خدمة عائلة الأسد ومسخر لحمايتهم، أليس الجيش لحماية الشعب، ولكن هنا في سوريا على العكس من ذلك"، مشيرةً إلى أن "الرئيس السوري يصدر مراسيم العفو عن المجرمين لينشروا الخراب في البلاد من سرقة وخطف وتجارة المخدرات، بينما المتظاهرون السلميون يقبعون في المعتقلات منذ عشرات السنوات، هذا هو نهج عائلة الأسد من الأب حتى ابنه".
وحول دور المرأة في الحراك الشعبي تقول "تشارك النساء منذ اليوم الأول للاحتجاجات، وتتجمعن أيام الجمعة للمطالبة بحقوقهن وحقوق عائلاتهن، نساء السويداء فخورات بأنفسهن".
من جانبها قالت سهام أبو بحصاص أن سوء الأوضاع التي يعيشونها هي التي دفعتهم للخروج في هذه الاحتجاجات "لم نكن قادرين على التعبير عن آرائنا، نحن محرومون من جميع حقوقنا، إننا نعاني من واقع أليم، باتت المخدرات منتشرة في كافة أنحاء البلاد، إنهم يقتلون جيل المستقبل، يجب القضاء على هذه الآفة، بإمكاننا تحمل الجوع والفقر، ولكن لن نتحمل رؤية أبنائنا وهم يموتون أمام أعيننا يوماً بعد آخر".
وأوضحت أنهم يسعون للقضاء على هذه الظاهرة وسيبقون في الساحات ولن يتراجعوا "إن الدور الأكبر يقع على عاتق المرأة فهي من ستحدث التغيير على أرض الواقع".
بدورها تقول هدى بحصاص التي جاءت من إحدى القرى المتواجدة عند الحدود الجنوبية السورية للمشاركة في الاحتجاجات، أن مشاركتها كانت تعبيراً عن تضامنها مع الأمهات اللواتي تم اعتقال أبنائهن وبناتهن، مشيرةً إلى أنهم يعانون من الظلم والاستبداد والإقصاء.
وشددت على ضرورة مواصلة الاحتجاج للحصول على حقهم في الوجود والكرامة "إن الحكومة شوهتنا نفسياً وانتهك قيمنا الأصيلة، وهو يعتبر الأشد عنفاَ، إن المرأة أثبتت وجودها عبر هذا الحراك الشعبي، ونتمنى في الجمعة الأخيرة من عام 2023 أن يحصل الجميع على حقوقهم".