الهوية واللغة والثقافة الكردية في مرمى نيران تركيا وبارزاني

طالب ليان شيندا الشعب الكردي للانضمام إلى الحملة الحرية من أجل القائد عبد الله أوجلان، مؤكدةً أنه عليهم توسيع رقعة النضال لتحقيق المساواة والديمقراطية.

رونيدا حاجي

مركز الأخبار ـ دعت عضو لجنة التدريب في منظومة المرأة الحرة في شرق كردستان "KJAR" ليان شيندا، الشعب الكردي في مختلف أنحاء كردستان إلى توحيد الصفوف ضد الاحتلال، واعتبرتها مسؤولية إنسانية للجميع.

نظراً لحساسية الفترة الحالية التي تمر بها كردستان قالت عضو لجنة التدريب في منظومة المرأة الحرة في شرق كردستان "KJAR" ليان شيندا إن "هذه المرحلة مهمة للشعب الكردي وكردستان، ويمكن القول إنها مستقبل الشعوب المضطهدة ضد الإمبريالية التي تواصل هجماتها".

وأشارت إلى بداية حملة 'الحرية للقائد عبد الله أوجلان، الحل السياسي للقضية الكردية" التي بدأت منذ نحو 10 أشهر، "هذه الحملة دخلت مرحلة جديدة ويشارك فيها الناس من كل أنحاء العالم، من كُتاب إلى فلاسفة ومحامين/ات وأديبين/ات، الشعب المحب للحرية يعتبر فكر وفلسفة القائد أوجلان مستقبلهم ويرون نظام حياتهم الخاص، ضد نظام الاحتلال والرأسمالية، فهم بذلك يحمون هذا الفكر والفلسفة".

وحول الفعاليات المستمرة في كردستان، أوضحت ليان شيندا "قامت النساء والشباب وجميع الشعوب المحبة للديمقراطية والحرية في جميع أنحاء كردستان بنشاطات مختلفة، خاصة بالنسبة لأهلنا في شرق كردستان، تمت الحماية إلى حد ما، لكنها ليست كافية، ولأن القائد أوجلان يعني الحياة بالنسبة لنا نحن النساء، فإن حريته هي إعادة تعريف لحياتنا وهويتنا".

 

ضرورة التضامن بين الشعبين الإيراني والكردي

دعت ليان شيندا شعوب إيران إلى مواصلة النضال والاتحاد مع الشعب الكردي وتوسيع الأنشطة من أجل تحقيق الحرية للقائد أوجلان، "ما لم يتم ضمان حرية الشعب الكردي، فلن تتمكن الشعوب الأخرى من التمتع بنظام ديمقراطي والعيش في سلام، ولهذا السبب فإن حرية القائد أوجلان ليست واجب على الشعب الكردي فحسب، بل واجب على جميع شعوب الشرق الأوسط".

وأضافت "على الرغم من أنه معزول منذ ستة وعشرين عاماً عن المؤمنين/ات بفكره، إلا أن له مقاومة منقطعة النظير، هذه المقاومة أعطتنا الحياة، ولن تستمر حياتنا على أراضينا، حتى تكون لنا هويتنا الخاصة، والآن لم يعد القائد أوجلان أمل المرأة الكردية وشعوب الشرق الأوسط الأخرى فحسب، بل أصبح أمل جميع نساء وشعوب العالم، وقد وصلنا إلى مراحل يصبح فيها هذا القرن حقاً قرن الحرية للنساء والشعوب المضطهدة".

وذّكرت بالتواجد الدائم لشعب شرق كردستان في ساحة النضال، "في جميع المراحل المهمة كان شعبها متواجداً في ساحة المعركة، وخاصة أثناء اعتقال القائد أوجلان، وقامت نضالات وانتفاضات كبيرة ودفعوا الثمن بدمائهم وانضموا إلى المناضلين من أجل الحرية، وحتى اليوم، فإن حياة القائد أوجلان تعني استمرار حياتنا، وعلينا أن نعتني بحياتنا ونضع حياتنا وموتنا جانباً ونبحث عن كيف يمكننا مواصلة صراعاتنا مع هذه الفلسفة".

 

هزيمة إمبراطور الخوف

وأكدت ليان شيندا أنه لا بد من هزيمة إمبراطور الخوف، "خوفنا الأكبر يجب أن يكون من تدمير هويتنا ولغتنا وثقافتنا".

وفي إشارة إلى ضرورة وأهمية النضالات بطرق مختلفة، لفتت إلى أن "نضالاتنا لا ينبغي أن توحد شعبنا فحسب، بل تجعلنا أيضاً رواد للشعوب الأخرى، ولن تكون هذه النضالات ممكنة إلا بحماية القائد أوجلان، بفلسفته وحريته سنكون قادرين على خلق المساواة والديمقراطية في الشرق الأوسط والعالم، لأن استمرار النظام الحالي غير ممكن".

وعن الاضطهاد الذي يتعرض له النساء والشباب والناس قالت "دعونا نستخدم كل قوتنا من أجل حرية القائد أوجلان، لا تقل إننا لا نستطيع فعل أي شيء"، مشيرةً إلى أنه لا يمكن قمع الاحتجاجات بحضور عشرات الآلاف، "إذا نزل الآلاف بدلاً من 10 أشخاص إلى الساحات للمطالبة بحريتنا، فلن يتمكن النظام من قمعنا، ولن يستطيع أن يبث الخوف فينا بالاعتقال والقتل والإعدام".

وأكدت ليان شيندا على أن الحكومات سحقت الحقوق لسنوات، "رسالتنا للنساء والشباب وجميع أهلنا في شرق كردستان، وخاصة شعب إيران الذي يواجه الآن مشكلة خطيرة، أنهم يعانون الاضطهاد من قبل السلطات، وحتى يتمكنوا من العيش معاً في سلام، كما شهدوا في تاريخهم، يجب عليهم أن يجعلوا أفكارهم وفلسفتهم أساس حياتهم وأن يتمتعوا بحياة متساوية معاً".

وأشارت إلى أن القضية الآن ليست القضية الكردية فقط، بل قضية المرأة والشعوب والاقتصاد والدفاع المشروع، وعلى الجميع مواصلة نضالاتهم، على الجميع أن يعتبروا ذلك أمراً مهماً باعتباره مسؤوليتهم الأخلاقية والإنسانية والسياسية، ولهذا فإن حماية فكر وفلسفة القيادة هي حماية لتاريخنا وثقافتنا ولغتنا وهويتنا في المرحلة الثانية من هذه الحملة".

 

"حماية الهوية مسؤولية الجميع"

في إشارة إلى الحرب التي طالت منطقة الشرق الأوسط برمتها منذ 15 عاماً، وخاصة النساء، قالت ليان شيندا "اليوم، بالتعاون بين عائلة بارزاني والحكومة التركية، إلى جانب الناتو والقوات الدولية وقوى الهيمنة، تم تنفيذ عملية عميقة وواسعة النطاق، بدأت بالهجمات على الشعب الكردي وخاصة إقليم كردستان الذي يعاني حصاراً، وبالنظر إلى التاريخ، ندرك أن هذا العمل له جذور تاريخية وأن الشعب الكردي يواجه مثل هذا القمع منذ مئات السنين، ولكن هذا العام، وبالتعاون مع الحزب الديمقراطي الكردستاني أصبحت هذه الهجمات أكثر انتشاراً وازداد الحصار".

وأشارت إلى أن القضية ليست حزب العمال الكردستاني، بل قضية الشعب الكردي وهوية وحرية وأرض الكرد، "لا ينبغي لأحد أن يبرر لنفسه أن هذه الهجمات هي ضد حزب العمال الكردستاني، أنها ضد الهوية والحرية والثقافة واللغة كردية، وعلى شعبنا في إقليم كردستان أن يعي هذه القضية أيضاً وبالتالي حماية هويته وكسر صمته".

وأضافت "لقد دفع الشعب ثمناً باهظاً وخاض نضالات كبيرة، مات الآلاف من المقاتلين/ات، وتم إخلاء الآلاف من قراهم، وما زالت 60 ألف امرأة مفقودة وتباع في الأسواق، فكيف يسلمون كل هذه التضحيات وكل هذه الإنجازات التي قدموها بدمائهم لعائلة البارزاني؟".

 

"ندعو أهالي إقليم كردستان وشرقه إلى مواصلة النضال"

في إشارة إلى الهجمات التي نفذتها الدولة التركية على إقليم كردستان في السنوات القليلة الماضية وصمت أهله حيال هذا الأمر، قالت "لو لم يكن الصمت مسموحاً في الماضي، لما تم محاصرة الإقليم الآن، بعض الكتاب والمثقفين/ات والأكاديميين/ات يظهرون احتجاجاتهم من خلال قراءة البيانات، لكن هذا وحده لا يكفي لأن هذه ليست مشكلتهم فقط، هذه مشكلة الشعب الكردي بأكمله، إنها مسألة الثقافة والتاريخ الكردي، إذا احتلوا الأرض اليوم وصمتم، ولم تكن لديكم وحدة، ولم توسعوا نضالاتكم، فغداً سيحتلون منزلك ويختطفون أطفالك ويعتدون عليك".

وأضافت "بدأوا هجماتهم ضد النساء والشباب، في الواقع، لقد بدأوا حرباً نفسية خاصة"، لافتةً إلى أنه "عندما بدأ حزب العمال الكردستاني أنشطته الأولية في إقليم كردستان، خاض صراعات واسعة، الآن لا ينبغي أن يسمحوا لعائلة بارزاني وعليهم تقديم الإنجازات التي تحققت بدماء الشعب إلى الاحتلال العثماني وحفيده التركي، اللذين أخضعا الكرد لكل ظلم في التاريخ".

وأشارت إلى أن "هذه الأرض ليست الأرض الوحيدة للبرزانيين، فقد بنوا لأنفسهم القصور والفلل في كل مكان في العالم، وعندما يواجهون مواقف صعبة سيذهبون إلى هناك، ومن سيواجه الإبادة الجماعية والدمار سيكون النساء والأطفال الكرد، إذا لم نفكر في أنفسنا ونفكر في مستقبل الأطفال، فكيف يمكننا أن نسلم مصير أطفالنا؟، الذين لم يرى معظمهم عائلاتهم، أباً أو أم، في أيدي مصاصي الدماء هؤلاء، وإذا لم يكن عهد صدام حسين قد زرع الخوف في قلوب أهلنا في إقليم كردستان، فما الذي يخشونه الآن؟ والآن باع البارزاني كردستان ولا يبالي بمعاناة أهلها".

وشددت ليان شيندا على أنها "أريد من جميع الأشخاص الذين يؤمنون بالإنسانية والسلام والمصالحة ويريدون حياة بلا سفك الدماء يعيش فيها الناس من كل لون وعرق معاً، أن يقفوا ضد هذا النظام المحتل ويقاتلوا بوحدة ضده، ليتحد شعبنا في إقليم كردستان وشرقه، اليوم الاحتلال ضد الإقليم، وغداً سيكون دور شرقه".

وفي ختام حديثها قالت "على شعبنا أن يوسع نطاق نضالاته ويتحد ضد الاحتلال وخاصة عبودية آل بارزاني، ويكونوا رواد شعوب الشرق الأوسط، ويخلقوا المساواة والديمقراطية في المنطقة، ويوسعوا حملة الحرية للقائد أوجلان، ونحن نؤمن بأن النجاح حليفنا، ومقاومتنا لها تاريخ يمتد إلى 50 عاماً، وهجماتهم بالقنابل والمواد الكيميائية لن تتمكن من تدميرنا، نحن نؤمن فقط بإرادة شعبنا، فإذا اتحد شعبنا معنا سندمر هذه الخيانة وهذا النظام، وستتحقق المساواة والديمقراطية في المنطقة".