الحوثيون يعقدون الجلسة الثانية للناشطة فاطمة العرولي

طالبت ناشطات وحقوقيات بضرورة الضغط على الحوثيين للإفراج عن كافة الناشطات والمدافعات عن الحقوق دون قيد أو شرط، مؤكدات على أن التهم الموجهة لهؤلاء النساء "كيدية وغير قانونية".

نور سريب

عدن ـ استنكرت مدافعات عن حقوق الإنسان استمرار اعتقال الناشطة الحقوقية فاطمة العرولي، ومحاكمتها الصورية الغير قانونية من قبل جماعة الحوثيين.

عقدت المحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة بصنعاء الجلسة الثانية لمحاكمة الناشطة الحقوقية فاطمة العرولي رئيس منظمة الموئل للتنمية الحقوقية، أمس الثلاثاء 31 تشرين الأول/أكتوبر، وشهدت المحاكمة توجيه عدد من الاتهامات إلى المعتقلة بينها "الخيانة والجاسوسية وإعانة العدو الإماراتي".

وبحسب ما كتبه شقيق فاطمة العرولي على صفحته الخاصة عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، فإن وضعها الصحي مأساوي بسبب التعذيب النفسي والجسدي الذي تعرضت له في سجون المخابرات الحوثية بصنعاء "بعد حضورها جلسة المحكمة الجزائية اليوم، حيث انني ركزت أنها ليست على ما يرام وأنها تعاني من أمراض نفسية وعقلية من شدة الضغط النفسي الممارس عليها من قبل جهاز الأمن والمخابرات في صنعاء ولفت انتباهي أن رائحتها بالكامل أدوية قوية أو إبرة قوية المفعول".

وفي تصريح خاص لوكالتنا قالت المدافعة ورئيسة اتحاد نساء من أجل السلام نورا الجروي التي تتابع قضية المعتقلة فاطمة العرولي "كل التهم التي وجهها الحوثيون مستخدمين القضاء والنيابة بشكل غير قانوني، تهم باطلة وسياسية وأبرزها التخابر مع الإمارات، ما يجب التنويه إليه أن فاطمة من مواليد دولة الإمارات تحديداً الشارقة، وجاءت إلى اليمن بعد أن تزوجت عام 2008، بينما لا تزال عائلتها تقيم هناك، وهي تذهب لزيارة والدتها كل شهري".

وأشارت إلى أن فاطمة العرولي اعتقلت من قبل الحوثيين في الثالث عشر من آب/أغسطس عام 2022، أثناء عودتها من زيارة عائلتها التي تقيم في الإمارات، ليتم إحالتها للنيابة الجزائية المتخصصة بصنعاء في الرابع عشر من شباط/فبراير الماضي "الجميع يدرك أنه تم اعتقال فاطمة العرولي بسبب موقفها المعارض لانتهاكات الحوثيين"، مشددةً على ضرورة الضغط على الحوثيين حتى يتم إطلاق سراح المعتقلات دون قيد أو شرط.

من جانبها قالت رئيسة مؤسسة أكون للحقوق والحريات لينا الحسني "كل التهم التي يتم إلصاقها بالناشطات والمدافعات والمعارضات لميليشيات الحوثي تهم كيدية وغير قانونية، يستغل الحوثيون الحرب لتصفية كل الأصوات المعارضة، والمؤسف هو خوف الأسر من العار فيتركون بناتهن وأخواتهن وأمهاتهن يواجهن مصير مجهول، لهذا يعد حضور شقيق فاطمة العرولي لقاعة المحكمة خطوة جيدة، يجب على كل أسرة أن تفتخر بكل امرأة واجهت الظلم، كما أن اعتقال النساء عار على من يرتكبه وشرف ووسام نضال لكل امرأة عانت ولازالت تعاني من الظلم في معتقلات الحوثي".

مجريات الجلسة

وأفادت مصادر لوكالتنا أن المحكمة بعد عرض التهم الموجهة للمعتقلة فاطمة العرولي اتاحت لها الفرصة للرد، حيث رفضت كل التهم الموجهة إليها، في الوقت الذي أصرت فيه النيابة التابعة للحوثيين أنها قد اعترفت بكل التهم أثناء التحقيق معها في سجون الاستخبارات.

وأوضح رئيس مؤسسة الراصد لحقوق الإنسان أنيس الشريك أن "يتم تعذيب المعتقلات جسدياً ونفسياً وتتعرضن للإذلال بشكل غير إنساني وأملاً في الخلاص من التعذيب في سجون المخابرات والأمن السياسي سيئة الصيت، تقدم المعتقلات على الاعتراف قسراً بتهم ملفقة لا صلة لهن بها وهذا ما حدث مع فاطمة العرولي وأسماء العميسي وانتصار الحمادي وحنان الشاحذي وغيرهن من النساء المعتقلات لدى الحوثيين".

والجدير ذكره أن أولى جلسات محاكمة الناشطة اليمنية فاطمة العرولي قد عقدت بعد عام على اعتقالها، وقد لاقت المحاكمة الصورية وتعرضها للتعذيب وسوء المعاملة إدانة كبيرة من قبل المدافعات عن حقوق المرأة.