'الحرية التي كتبتها على جدران ذهني منذ أعوام أكتبها اليوم على جدران المدينة'
تقول نشميل. م إن بكتابة الشعارات على جدران المدينة، تستطيع أن تبقي الانتقام مشتعلاً إلى الأبد، رغم أن الحكومة تعتقد أن بمحو الشعارات ستنطفئ هذه النار المتقدة.
آكرين حسيني
ديواندره ـ لقد عانت الأجيال السابقة من نوع مختلف من الاضطهاد سواء في الأسرة أو في المجتمع، مما جعل لديهم فكرة مختلفة عن كيفية التعامل مع الاضطهاد، فإن الاختلاف بين القيم الذهنية لهذا الجيل والعالم الذي يعيش فيه هو أحد الأسباب الرئيسية لغضبه وتمرده.
نشميل. م فتاة تبلغ من العمر 16 عاماً، تكتب الشعارات على جدران المدينة بكل شجاعة وحرية، وتقول "لا توجد لغة مشتركة بيننا نحن بنات الجيل الجديد وبين هؤلاء القتلة، لا نريد أن نستسلم لسيطرتهم وإجبارنا على العيش بأعرافهم، نحن ضد الحجاب الإلزامي والحكم الدكتاتوري".
وعن كتابة الشعارات على جدران المدينة، أشارت إلى أنه "ربما بكتابة الشعارات على جدران المدينة، أستطيع أن أبقي هذا الانتقام مشتعلاً إلى الأبد، وأبقي ذكرى ضحايا الانتفاضة في المدينة، ورغم أن الحكومة تعتقد أن بمحو الشعارات ستنطفئ هذه النار المتقدة، إلا أنها شعارات الحرية وأنا أكتبها على جدران ذهني منذ أعوام، والوحيدون الذين سيحترقون بهذه النار هم الطغاة الذين حولوا حياتنا إلى رماد".
وأضافت "الفقر يصيب المجتمع في كل جوانبه، من الفقر الاقتصادي إلى الثقافي، في هذه البلدة الصغيرة لا يوجد عمل لنا نحن الفتيات، لدينا أقل وأدنى الأجور في أماكن العمل، كما أنه في كل يوم نسمع أخبار عن قتل النساء، ولا يوجد في مدينتنا مركز لمساعدة وتوعية الأسر والمراهقين/ات، لا مستقبل لنا ولا عمل، فما الجريمة التي يجب أن ندفع ثمنها؟، لذلك كانت هذه الحرب غير متكافئة بالنسبة لنا منذ البداية وعلينا أن نعوضها. نحن نحترق في منتصف هذه الحياة وليس لدينا أمل في المستقبل، لكننا نريد النضال وأظهر الشجاعة للعالم".
إن انتفاضة النساء في إيران وشرق كردستان لها إنجازات تاريخية وفريدة من نوعها لأنها متجذرة في قلب المجتمع والديمقراطية. لقد واجهت المزايا الأساسية لهذه الانتفاضة الحكومة بتحدي عميق.
وهاجمت قوات الأمن المحتجين/ات منذ الأيام الأولى من الانتفاضة، بالهراوات والصاعق الكهربائي وإطلاق الرصاص، وتم نشر مئات مقاطع الفيديو من القتلى والجرحى الذين سقطوا على الأرض في الشارع أو من تم نقلهم إلى المشافي والمراكز الطبية.
ومع حلول الذكرى السنوية الأولى لانتفاضة الشعب، تواصل الفتيات والشباب في مدن شرق كردستان كتابة شعاراتهم على الجدران رغم الضغوط والتهديدات التي يتلقونها من قبل الحكومة، وأكثر الشعارات التي تمت كتابتها على الجدران والمحور الأساسي للانتفاضة هو شعار "Jin jiyan azadî".