'الحماية الذاتية للمرأة ضرورة وجودية في ظل التحديات الراهنة'

في سياق المؤتمر الرابع لقوى الأمن الداخلي ـ المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، أكدت القيادية مهدية هلال أن الحماية الذاتية تمثل حجر الأساس في بناء مجتمع واعٍ وآمن، مشددةً على أهمية تمكين النساء من تعزيز قدراتهن الدفاعية.

رونيدا حاجي

الحسكة ـ في ظل التحديات الأمنية والاجتماعية التي تواجه المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، برزت الحماية الذاتية كضرورة وجودية لضمان الأمن والكرامة والحرية، لمواجهة كافة التحديات والتهديدات المحدقة بالنساء.

في إطار تعزيز خط الدفاع الذاتي، نظمت قوى الأمن الداخلي ـ المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا مؤتمرها الرابع في الخامس والعشرين من أيلول/سبتمبر الجاري، تحت شعار "بفلسفة المرأة، الحياة، الحرية، سنحقق الحرية الجسدية للقائد آبو"، شددت المشاركات خلالها على أهمية تمكين النساء من تقوية قدراتهن الدفاعية الذاتية.

وعلى هامش المؤتمر قالت القيادية في قوى الأمن الداخلي ـ المرأة مهدية هلال، أن هذه القوات تكرس جهودها لحماية النساء والمجتمع من التهديدات الداخلية والخارجية، مشيرة إلى ضرورة أن يتحلى المجتمع بالوعي وأن يمتلك أدوات الدفاع الذاتي، بما في ذلك حمل السلاح، لضمان أمنه واستقراره "يجب على المرأة أن تعزز خط الدفاع الذاتي الخاص بها".

 

"من المهم أن يتحلى المجتمع بالوعي لحماية نفسه"

وأوضحت أن المرأة عانت على مدى آلاف السنين من أشكال متعددة من العنف، بما في ذلك التعذيب والاغتصاب، والانتهاكات النفسية، وصولاً إلى القتل تحت ذرائع الشرف، مشيرةً إلى أن قوات الحماية تبذل جهوداً متواصلة لمواجهة هذه الممارسات.

وأكدت على أن حماية النساء تمثل جوهر مهمتها، لافتةً إلى أن التصدي للعنف ضد المرأة يتم عبر وسائل متعددة، من بينها التعاون مع مؤسسات الإدارة الذاتية ومنظمات المرأة، وتنظيم الندوات وتوزيع المنشورات التي تهدف إلى نشر الوعي الذاتي داخل المجتمع، مشددةً على ضرورة أن يؤسس المجتمع خط دفاعه الذاتي بالوعي، وأن ينظم نفسه على أساس الحماية الذاتية.

 

"الحماية والتنظيم والمعرفة ركائز الحياة"

وأكدت مهدية هلال على أن قوى الأمن الداخلي ـ المرأة كان لها تأثير بالغ في مسار ثورة روج آفا، مشيرة إلى أن النساء اللواتي شاركن في تلك المرحلة تولين مهاماً حيوية في مراكز المراقبة، ومكاتب الحماية، والتنظيم، بهدف حماية النساء والمجتمع.

وأضافت أن فلسفة "المرأة، الحياة، الحرية" مكنت النساء من إدراك أن الحماية والتنظيم والمعرفة تشكل الأسس الجوهرية لحياة حرة وديمقراطية، وقد ساهمت ريادة النساء في مجال الحماية الذاتية في تحقيق إنجازات ملموسة خلال الثورة.

وتابعت "بصفتنا مقاتلات في قوى الأمن الداخلي ـ المرأة، تقع على عاتقنا مسؤولية الدفاع عن النساء في المجتمع ضد أي اعتداء أو عنف، قواتنا تواصل عملها بلا توقف، ليلاً ونهاراً في ظروف البرد والحر، لضمان أمن واستقرار مناطقنا".

 

"تمكين النساء في مواقع التنظيم هو الهدف الأساسي"

وتطرقت إلى أهمية المؤتمر الرابع لقوى الأمن الداخلي ـ المرأة، مشيرة إلى أنه يهدف بالدرجة الأولى إلى تعزيز إرادة النساء وتمكينهن في مواقع اتخاذ القرار والتنظيم "لدينا العديد من الخطط والمبادرات المجتمعية، وقد اجتمعنا اليوم لبحث سبل التصدي للتحديات كقوة نسائية موحدة. من أبرز النقاط التي ناقشناها تقوية إرادة النساء، تمكينهن في المكاتب التنظيمية، ومواجهة ظاهرة انتشار المواد المخدرة، إلى جانب تعزيز البنية التنظيمية للمؤسسات النسائية".

 

"الحماية أساس الحياة الحرة والكريمة"

وفي ختام حديثها، شددت مهدية هلال على أن الحماية الذاتية تمثل حقاً أساسياً لكل فرد، مؤكدة أن العيش بحرية وكرامة لا يمكن أن يتحقق دون حماية "في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها سوريا، من الضروري أن تعمل جميع النساء على تقوية قوى الأمن الداخلي ـ المرأة، نحن نوجه نداءً إلى كل امرأة سورية بأن تؤمن بقوتها الجوهرية وتدافع عن نفسها، لأن الحماية الذاتية هي الأساس الذي يُبنى عليه كل شيء".