"الحلم" مفتاح الرواية العربية ومجال للتحرر من القيود

أكدت الكاتبات المشاركات في ملتقى تونس للرواية العربية، أن الحلم نوع من الانعتاق يتحرر فيه الفرد من كل قيوده، وهو مفتاح تستخدمه الكاتبة لفهم أعمق لما سترويه من أحداث.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ اعتمد ملتقى تونس للرواية العربية موضوع "الحلم" ليكون محوراً مركزياً في دورته الثالثة، ليس بوصفه مجرد تقنية سردية عابرة، بل باعتباره أفقاً دلالياً خصباً يفتح المجال أمام قراءة معمقة للرواية العربية الحديثة.

انطلقت أمس الخميس 11 كانون الأول/ديسمبر، فعاليات الدورة الثالثة لملتقى تونس للرواية العربية بدار الكتب الوطنية بالعاصمة التونسية، تحت شعار "الحلم في الرواية العربية"، حيث ناقش العديد من الكتاب والكاتبات من تونس وبلدان أخرى موضوع العمق في الرواية العربية.

 

الحلم مفتاح الرواية

واكبت مراسلة وكالتنا الملتقى في يومه الأول والتقت بعدد من الكاتبات، منهن الكاتبة نجاح عبد العزيز، التي أكدت أن الكتابة في جوهرها حلم وتجسيد للأحلام، فكل من يخط شعراً أو قصة أو رواية إنما يسعى لإثبات وجوده. فالكتابة، كما ترى، تشبه الحلم؛ فهي مساحة للانعتاق والتحرر من القيود، وقد تكون وسيلة للشفاء، إذ لا يمكن للإنسان أن يعيش بلا حلم، فيما يستطيع الكاتب أن يفتح أمام الآخرين أبواباً لتحقيق أحلامهم. 

وأوضحت أن المرأة أكثر قدرة من الرجل على التعبير عن قضاياها، غير أنها تركت للرجل زمناً طويلاً مهمة للكتابة عنها، إما بدافع الخجل أو نتيجة الهيمنة الذكورية التي سيطرت على هذا المجال. لكنها ترى أن المرأة بدأت تتحرر تدريجياً من تلك الهيمنة، لتكتب بنفسها، مؤكدة أن مسيرتها في الكتابة لن تتوقف. 

 

 

وأعربت الروائية والإعلامية اللبنانية نجوى بركات عن سعادتها بالمشاركة في تونس، حيث ستقدم مداخلة بعنوان "على تخوم الوعي واللاوعي"، مشيرةً إلى أن الرواية غالباً ما تنطلق من الحلم، إذ يمنح الحلم الكاتب أو الروائي مساحة ليقول ما قد يعجز عن التصريح به في الواقع. وترى أن الحلم يشكل أداة سردية بالغة الأهمية ينبغي تثمينها داخل النص الروائي، لأنه يزود القارئ بمفاتيح تساعده على التعمق في فهم الأحداث والحوار والشخصيات.

وأوضحت أن الحلم يمثل إطاراً يتيح حرية لا تتوفر عادة للمواطن العربي، فهو وسيلة للتعبير عن الرغبات والمكنونات المكبوتة، كما يمنح الأمل بوجود مستقبل وإمكانية لتطور الأوضاع نحو ما يحرر الإنسان من الضيق والتحجيم، ومن الأسئلة ذات الطابع الأخلاقي القمعي التي كثيراً ما تفرض عليه. 

 

 

الصبر وحلم المرأة بالانعتاق

قالت الدكتورة والروائية المصرية سهير المصادفة أن الحلم كان موجوداً في الرواية العربية بشكل أسطوري ومميز للغاية، وقد تكون الأحلام هي المادة الأساسية والجوهرية للروائيين العرب وكذلك الخيال الواسع، حيث تضيق الحدود على الروائيات بسبب حالة الاستعمار التي تعيشها البعض من الشعوب ما يجعلهن تملن إلى الأحلام والأساطير وإلى أن يتحقق العدل والحق في العالم.

وأشارت إلى أن ما قد يميز كتاباتها أكثر هو حلم المرأة العربية بالانعتاق سواء الحلم بمعناه الاصطلاحي الموجود في المخيلة الإبداعية أو الحلم الذي قد يكون رمزاً لما تريده المرأة العربية والشرق الأوسط. 

وأضافت "أحياناً تثور الكاتبات الشابات خلال ندواتي ومحاضراتي وتقلن هذه الأوضاع ليست جيدة للمرأة الكاتبة فأقول لهن صبراً لقد حققنا الكثير في هذه الفترة التي كان يصول ويجول فيها الرجال، صبراً لقد أصبحت اسماؤنا أكثر حضوراً في المشهد العالمي وفي الترجمة إلى لغات عدة وفي الجوائز كقاصة وكروائية".