'الهلال الذهبي يمثل مزيج من الثقافات ويواجه كافة أشكال الإبادة'

تميز الكونفرانس الثالث للهلال الذهبي لثقافة المرأة بامتزاج المكونات ووحدة الإرادة لمواجهة الحرب الخاصة بثقافة المرأة.

سيلفا الإبراهيم

الطبقة ـ أكدت الفنانات في حركة الهلال الذهبي أن الحركة تأسست وفق التنوع الذي يحمله مشروع الأمة الديمقراطية، وأن الفن سبيلهن للتصدي لسياسة الإبادة الثقافية التي تتعرض لها المنطقة.

عقدت حركة هلال الذهبي لثقافة المرأة بمشاركة نحو 250 عضو من كافة مناطق شمال وشرق سوريا كونفرانسها الثالث في مدينة الطبقة يومي الجمعة والسبت (11-12تشرين الثاني/نوفمبر) الجاري بعنوان "بثقافة الثورة والحياة الحرة وبحرب الشعب الثوري سننتصر".

 

"أظهرت المرأة لونها وثقافتها"

وعلى هامش الكونفرانس قالت لوكالتنا عضو اللجنة التحضيرية شيرين رشيد عن التحضيرات "قبل شهر ونصف تم عقد اجتماعات سنوية في كافة المناطق، ولكافة أقسام الثقافة والفن لفرق الرقص الشعبي والغناء والموسيقى والمسرح والفلكلور"، مؤكدةً أن "الكونفرانس رد على الحرب والحصار المفروض على شمال وشرق سوريا"، مشيرةً إلى أنه "رغم قلة الإمكانيات إلا أن حركة الهلال الذهبي تمكنت من إعداد الكوادر الفنية".

وبينت أن المرأة في حركة الهلال الذهبي التي تأسست في عام 2015، وتمثل جميع النساء في المجال الفني والثقافي أظهرت لونها وثقافتها من خلال المجالات الفنية والثقافية التي فتحت أمامها بفضل ثورة شمال وشرق سوريا.

 

"ارتباط المرأة بثقافتها انتصار ورادع لأساليب الحرب الخاصة"

سناء عبد عباس وهي عضو في حركة الهلال الذهبي من مدينة الرقة أكدت على حديث سابقتها، مبينةً أن الشعار يعكس الهدف من الكونفرانس "اخترنا هذا الشعار لأن المرأة هي الحامية للثقافة وارتباطها بأرضها يمثل الثقافة بعينها، فمن خلال الفن نستطيع إيصال رسائل للمجتمع فالفن ينضوي تحت سقف حرب الشعب الثورية". مشيرةً إلى أن المنطقة تتعرض لحرب خاصة يستخدم فيها الفن ضد شعوب المنطقة.

 

"حركة الهلال الذهبي مؤسسة وفق رؤية مشروع الأمة الديمقراطية"

من جهتها بينت الفنانة وعضو حركة الهلال الذهبي نسرين بوطان أن حركة الهلال الذهبي مؤسسة بلون الأمة الديمقراطية، مشيرةً إلى التنوع في الثقافات الذي شهده الكونفرانس. مضيفةً "هدفنا هو تعبيد طريق الحرية أمام كل امرأة، وخاصةً النساء السوريات فما وصلنا إليه هو انتصار لجميعهن".

 

"المرأة حافظت على ثقافة الشعب الكردي"

فيما أوضحت الفنانة نوروز سليمان من مدينة عفرين المحتلة أن "حركة الهلال الذهبي تمثل كافة النساء في المجال الثقافي والفني على مستوى شمال وشرق سوريا"، لافتةً إلى الصهر الثقافي الذي يتعرض له الشعب الكردي "هناك مساعيٍ دائمة لصهر ثقافة الشعب الكردي مع ثقافات أخرى كما في سوريا والعراق وإيران وتركيا لكننا كنا وما زلنا صامدين أمام محاولات الإبادة، فمنذ حضارة مزوبوتاميا وحتى الأن حافظنا على ثقافتنا عن طريق الفن وسنبقى كما كنا عبر التاريخ".

وأشارت إلى ما يمارسه الاحتلال التركي في عفرين والمناطق المحتلة "ليس بمقدور الاحتلال التركي القضاء على ثقافتنا مهما هجرتنا ومهما حاربنا بالأسلحة والمدافع لأننا كشعب وكنساء نستمد قوتنا وإرادتنا من فلسفة القائد عبد الله أوجلان ومن تاريخنا ككرد، فرغم أننا هجرنا إلا أننا نظمنا أنفسنا في مدينة الشهباء، ونؤكد على أننا في انتفاضة ومقاومة مستمرة ضد كل أشكال الحروب التي نتعرض لها".

 

 

المعرض مزيج من الفنون والفلكلور  

وفي اليوم الأول من الكونفرانس نظمت حركة الهلال الذهبي معرض للفن التشكيلي والأعمال اليدوية والأزياء الفلكلورية والذي جمع أعمال من مدن منبج والطبقة والرقة، ومثل مزيجاً من ثقافات المنطقة.

وقالت إيمان عبود وهي عضو حركة الهلال الذهبي في الرقة ومدربة أعمال يدوية أن التحضير للمعرض بدأ منذ نحو شهر من خلال تشكيل كومينات لإنجاز الأعمال اليدوية التي تمثل ثقافة المنطقة من نسج الصوف، ورسم اللوحات والخرز، والخياطة، مشيرةً إلى أن جميع الأعمال من إبداع النساء.

وبينت أن الهلال الذهبي يعمل من أجل إحياء التراث بالعمل المشترك بين جميع المكونات، وبالتحديد فيما يخص ثقافة المرأة، موضحةً أن "جميع الأعمال تحاكي ثقافة المرأة وهذا ما يميز المعرض".

فيما قالت الفنانة التشكيلية مرح حطاب التي شاركت بعدد أعمال "أرسم اللوحات التي تحاكي قضايا المرأة، وهذه المرة شاركت بطريقة مميزة وهي الرسم على الحجارة".

وشاركت مرح حطاب بثلاث لوحات، والعديد من الرسومات على الحجارة "كل حجر ارسم عليه يحمل رسالة، لقد رسمت الأطفال الذين غرقوا في بيروت، والمقاتلين وهم يحملون رفيقهم الشهيد على أكتافهم، ورسمت راقصات الباليه، وغيرها الكثير".

وأشارت إلى أن "هذه المرة الرابعة التي أشارك فيها بالمعارض والأولى لي في عرض الرسومات على الأحجار"، موضحةً أن "الأحجار ليست ليتعثر بها الإنسان بل يمكن أن نصنع منها لوحات ونبث فيها الحياة بالإبداع والاهتمام".

أما بسمة عنتر مدربة الرسم والموسيقى في حركة هلال الذهبي من مدينة الحسكة بينت أن "جميع الأعمال التي عرضت مميزة سواء كانت اللوحات أو الأعمال اليدوية أو الصوف، أو الأزياء الفلكلورية"، موضحةً أن "المعرض فرصة للنساء اللواتي تفضلن العمل في المنزل، فقد مكن كل امرأة شغوفة بالعمل اليدوي من التعريف بإبداعها".

وترى أن "الاندماج دائماً جميل ورائع وهذا المعرض استطاع ان يدمج ابداع وفن وثقافة ثلاثة مناطق هي منبج والرقة والطبقة، كما أن الكونفرانس ضم نساء ومكونات جميع المناطق".