إلهام عمر: انتفاضة نساء السويداء إحدى شرارات الثورة
أكدت عضوة تنسيقية المرأة في مجلس سوريا الديمقراطي إلهام عمر بأنها على يقين أن انتفاضة النساء في السويداء التي تمثل كل نساء سورية ورغباتهن من المستحيل أن تفشل، لأنه بالتضامن والوحدة ستتحقق النساء ما تطمحن إليه.
سوركل شيخو
قامشلو ـ اعتقلت حكومة دمشق عضوة تنسيقية المرأة في مجلس سوريا الديمقراطي، إلهام عمر ومولودة إيبو في دمشق، في 21 أيلول/سبتمبر من عام 2021 وتم إطلاق سراحهما في 27 آب/أغسطس من العام الجاري بعد محاولات عديدة.
تقول عضوة تنسيقية المرأة في مجلس سوريا الديمقراطي إلهام عمر أن مهمتهم الأساسية في مجلس سوريا الديمقراطي هو بناء وتعزيز العلاقات بين النساء "إن بناء العلاقات مع النساء السوريات من جميع الأديان والطوائف والجنسيات كانت مهمتنا الأساسية أن نتمكن من مشاركة تجربة نساء شمال وشرق سوريا معهن وتطبيقها، ونتمكن من تعريف المرأة السوريا بهويتها ومكانتها وأن يكون لدينا قانون في الدستور السوري يحمي حقوق النساء وعلى هذا الأساس ذهبنا إلى السويداء والتقينا بنساء درزيات وشاركناهن إنجازات مشروع المرأة والثورة وأجرينا نقاشات غنية معهن، وبعد عودتنا إلى دمشق، تم اعتقالنا من قبل فرع الأمن السياسي التابع لحكومة دمشق".
وأشارت إلى أنه تم اعتقالها بعدة حجج منها أن حكومة دمشق تخشى أن تنتشر تجربة الثورة والمشروع الديمقراطي الذي تتطور في شمال وشرق سوريا وفي عموم البلاد، وأن ينتفض الشعب ضد الحكومة الحالية ويطالبوا بحقوقهم، "تم اعتقالنا بحجة أننا ذهبنا إلى السويداء لتنظيم أحزاب ضد الحكومة، امتد التحقيق من خمس دقائق إلى قرابة عامين، وتعرضنا لضغوط جسدية ونفسية"، الكلمات الأولى التي كانت تقال لنا "أنتم كأكراد متى ستفهمون أنكم تعيشون في دولة وتحت سيادة، لن ينجح مشروعكم وستعودون إلى حضن الحكومة، إنهم يحتقرون القوميات والأديان والطوائف الأخرى وحسب اعتقادهم "نقوم باستخدام النساء ذريعة لزيارتنا ونحاول تقسيم خريطة سوريا".
وأضافت أنه كانت في السجن الانفرادي في قسم مكافحة الإرهاب لمدة 8 أشهر وتعرضت خلالها للتعذيب "لقد فصلوا بيني وبين صديقتي مولودة إيبو منذ الساعة الأولى من الاعتقال، وفي الأشهر الثمانية الأولى تم احتجازنا في السجن الانفرادي قسم مكافحة الارهاب، ومن ثم تم سجننا في قسم الامن الجنائي لمدة سنة وخمسة أشهر، كنا في السجن الانفرادي في بداية اعتقالنا بقينا مع نساء داعش، وكان التعامل مع نساء داعش يختلف عن التعامل معنا غالباً كانوا يعذبوننا نفسياً، أثناء فترة السجن لم نكن نعرف بالأسماء بل بالأرقام، ومنعنا كسجناء من التواصل والتحدث مع عائلاتنا، كما أننا حرمنا من كافة حقوقنا القانونية والقوانين الدولية وخلال عامين أقمنا في زنزانة انفرادية، في مكان لا شمس فيه ولا نهار ولا هواء ولهذا السبب بدأت الأمراض تظهر علي وتصيب أعضاء جسدي كان الدواء يعطى حسب رغبة أطبائهم، وفي الشتاء كنا نعيش في ذلك البرد بدون ملابس وجوارب، وكان طعامهم سيئا للغاية".
واشارت إلى أن "الطعام الذي كان يقدم لنا كان يعكس الأزمة الاقتصادية التي أثرت على مناطق حكومة دمشق، وفي التحقيق، كان واضحاً جداً مدى اضطرابهم كانوا يواجهون أزمة اقتصادية، سياسية، واجتماعية، لقد أرادوا استخدامنا كورقة ضغط لاستخدامها ضد مجلس سوريا الديمقراطي وتحقيق ما يطمحون إليه وعلى الرغم من كل تلك الضغوط الجسدية والنفسية، لم أشعر بأي ندم قط، وكانت آمالي قوية دائماً لقد تعاملت مع السجن كساحة تدريب حيث يمكنني التفكير أكثر في نفسي وإعادة تجميع طاقتي للمستقبل لقد منح اعتقالنا القوة لمواصلة مشاركة تجربة الثورة ومشروعنا الديمقراطي في عموم المنطقة، لأننا الجذور الأساسية في الحياة ولن نستسلم حتى تتمتع عموم نساء سوريا بنفس تجربة نساء شمال وشرق سوريا".
ولفتت إلى أن الانتفاضة التي تقودها النساء في السويداء الآن "سمعت من حراس بوابة السجن أن أهالي السويداء انتفضوا ضد الحكومة، لكن بعد أن خرجنا وتابعت الأخبار أدركت أن لا شيء يذهب سدى، والخطوة التي خطتها النساء خطوة مقدسة وعظيمة ضد سياسة التجويع التي تمارسها حكومة دمشق، تمردت النساء وطالبن بحقوقهن وعدالتهن بالطريقة التي يرونها صحيحة، لأن نساء السويداء نساء عالمات ومدركات فمن الضروري أن تستمررن في مسيرتهن حتى النهاية وتقوية أنفسهن أكثر، يمكن تعريف انتفاضة المرأة في السويداء بعد انتفاضة عام 2011 التي أرادت العديد من الدول إفشالها وتجريدها من جوهرها وسحبها إلى جهات مختلفة".
وفي ختام حديثها قالت إلهام عمر "انتفاضة نساء السويداء تمثل كل نساء سورية ورغباتهن، لأن كل شعاراتهن تدل على ذلك، مثل هذا الانتفاضة من المستحيل أن تفشل ومن المؤكد أنها ستتعرض للعنف والاضطهاد، لكنها ستطال المحافظات الأخرى في وقت لا تسمح الأنظمة الحاكمة لانتفاضات المرأة أن تصل إلى أهدافها وستحاول قمعها بالضغط والتعذيب والاعتقال، في زمن عصابات داعش تركوا النساء تواجهن مصيرهن أمام القتل والتعذيب والرجم كي لا تنتفضن، لافتةً إلى أن "حكومة دمشق وكل القوى المناهضة للمرأة وفي مقدمتها الدولة التركية، تنفذ هذه السياسة ضد النساء القياديات وبحسب النظام والحكومة والدول التي أرادت دائماً تقسيمنا وتعريف المشروع الديمقراطي كتقسيم لسورية، فإن التضامن والوحدة ستتحقق من خلال الاحتجاج النسائي سواء أرادت حكومة دمشق ذلك أم لا، وسوف تنتشر روح المرأة الباحثة عن الحرية في جميع أنحاء سوريا لأن إنجازات المرأة اليوم ستكون موطناً لكل نساء سورية والعالم لتتمكن كل امرأة من تنظيم نفسها تحت ظلها".