إلهام أحمد: لم تستفد النساء من الانتفاضات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نتيجة غياب التنظيم
تؤمن الرئيسة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية في شمال وشرق سوريا إلهام أحمد، بأن التنظيم النسوي قادر على خلق التغيير والدفع نحو تحقيق المزيد من المساواة والحرية.
زهور المشرقي
تونس ـ أكدت الرئيسة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية في شمال وشرق سوريا إلهام أحمد، أن تحركات النساء ضمن مسار الانتفاضات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كانت تنقصها التنظيم للاستفادة من الحالات التي لم تغير واقع النساء بل زادت من تهميشهن.
أوضحت الرئيسة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية في شمال وشرق سوريا إلهام أحمد، التي شاركت في المؤتمر النسوي الإقليمي "تجارب الحركات النسائية في الخروج من أزمات المنطقة" الذي عقد مطلع الأسبوع الجاري في العاصمة اللبنانية بيروت؛ في لقاء مع وكالتنا أن النساء لم تستثمرن الانتفاضات التي عاشتها المنطقة من شمال أفريقيا إلى الشرق الأوسط برغم أنهن شاركن فيها لإحداث تغيير في الحالة الاجتماعية الموجودة في تلك البلدان.
وأشارت إلى أن النساء شاركن بعفوية في مسار الانتفاضة وذلك لم يترك حالة تنظيمية لدى القاعدة الشعبية لديهن، ما نتج عنه بعد سقوط الأنظمة عدم تغير في وضعهن وحتى بعض القوانين التي كانت لصالحهن في بلدانهن سجلت تراجعاً، خاصة بعد قيام بعض الحركات الدينية بفرض سطوتها على المطالب الجماهيرية.
وأكدت على أنه كان من الضروري أن تكون المشاركة منظمة أي أن تشارك النساء في عملية التغيير بحالة تنظيمية نسوية خاصة ضمن أطر مدروسة، مشددةً على أهمية التنظيم النسوي للتشارك في الأفكار وتوحيد الآراء خدمةً لمصلحتهن والمجتمع ككل في عملية التغيير الديمقراطي سواءً في الدستور أو غيره.
وعن تجربة الثورة النسوية في شمال وشرق سوريا التي تعتبر جزءً من الجغرافيا السورية، والتي حققت مكاسب للنساء فيما يتعلق بتشكيل تنظيمات خاصة بهن إضافة إلى نظام الإدارة الذاتية والرئاسة المشتركة الذي أشركهن في كافة مراكز صنع القرار وإدارة البلاد، فضلاً عن تشكيل حالة اقتصادية مستقلة خاصة بالتنظيم النسوي وكذلك حالة دفاعية لاعتبار أن الاقتصاد والدفاع أعمدة أساسية للتنظيم الكونفدرالي.
وأضافت "إذا كانت المرأة تسعى لحماية نفسها وتطوير المجتمع من الضروري أن يكون هناك نوع من الاستقلال الاقتصادي تؤمن الظروف المعيشية لها دون الاعتماد على الرجل والبحث عن معيل لها بشكل مستمر، هذا العامل مهم جداً، فمجرد أن تفكر في معيل لها فهذا يعني أنها ستظل في تبعية دائمة له، لكن في الحالة الاقتصادية المستقلة تفرض الاعتماد على الذاتية وإدارة المجتمع والأسرة".
وعن الجانب الدفاعي أوضحت "تتعرض المرأة لكل أشكال العنف داخل الأسرة وخارجها وهو ما يحتاج إلى وجود قوى دفاعية والتي تشمل القانوني والحقوقي"، مضيفةَ "من الضروري أن تتعرف المرأة على حقوقها لتدافع عن نفسها، إضافة إلى كيفية تغييرها من الحالة القانونية التي تسهم في استعبادها واستبعادها عن المجتمع، إلى جانب الدفاع عن الثقافة الأنثوية والحالة الدفاعية العسكرية حيث أن مشاركتها في الأخيرة حالة جديدة شهدتها مناطق شمال وشرق سوريا، فهي دافعت عن نفسها في مواجهة المجموعات الإرهابية كداعش على غرار ما قامت به الإيزيديات اللواتي قاومن ودافعن عن نساء المنطقة بالكامل، ففي كوباني مثلاً التي تعرضت للهجوم لم تتعرض نساءها للاغتصاب بسبب وجود تلك الوحدات النسائية، في المقابل تعرضت نساء شنكال لكل أشكال العنف الجنسي وتحولن إلى سبايا للمجموعات الإرهابية نتيجة عدم وجود تلك الوحدات، ما يؤكد أن تنظيم آلية دفاعية لدى الحركات النسائية مهم جداً لإنهاء العنف في المجتمع وحماية المرأة من كل الهجمات سواءً كانت سياسية أو اقتصادية واجتماعية أو جسدية".
وعن مزايا الحكم الذاتي للنساء، قالت الرئيسة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد، أن التجربة بقدر أهميتها لازالت جديدة تعطي الصلاحيات للمجتمع حتى يدير نفسه بعيداً عن السلطة المركزية وهي حالة لا تؤدي إلى التقسيم بل إلى التمسك المجتمعي بكل الثقافات الموجودة المتعايشة في تلك المنطقة.
وأكدت على أن نظام الحكم الذاتي يعطي حق الوصول إلى قوانين تحمي المرأة وحقوقها وتحقيق المساواة بين الجنسين "في هذه الجغرافيا استطعنا وضع قوانين أحوال مدنية مختلفة عن القوانين الموجودة في الدستور السوري ونفذناها، ولازلنا في طور العمل من أجل تنفيذها بالكامل، اللامركزية تخلق مجالاً لمبادرات متعددة وإمكانيات للتغيير نحو المستقبل الأفضل والأكثر تطوراً، بقدر ما كان المجتمع مبادر وساعٍ للحرية والديمقراطية فهذا يعني أنه ستكون هناك قوانين تفتح المجال أمام مبادرات مختلفة لذلك فاللامركزية نظام مهم جداً ويحقق الاستقرار".
واعتبرت أنه من الضروري أن تكون الانتفاضة منظمة لتعطي نتائجها، مشيرةً إلى ما حدث في مختلف البلدان العربية التي عاشت ثورات ولم تحقق الاستقرار بسبب سوء التنظيم وغياب وضع خطط واستراتيجيات تنظم التحركات.
وأفادت الرئيسة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد في ختام حديثها بأن مساعي الديمقراطية والحرية ليست شعارات فقط وإنما صورة لنظام واضح وهو ما حدث في شمال وشرق سوريا وقد حققت المنطقة أشواطاً فريدة في هذه الظروف الصعبة ولازالت التحديات موجودة برغم أن التجربة تتعرض لتهديدات جادة إقليمية ودولية وداخلية، لكن مع تماسك المجتمع وتبني كل المكونات منها النساء لهذه التجربة سيؤدي إلى استمراريتها والتطور بشكل مستمر.