'الفن رسالة سامية لإيصال معاناة المرأة للمجتمع'
أكد المشاركين/ات في معرض فني تشكيلي، يقام في المغرب، أن للفن دور كبير في التوعية بثقافة المساواة بين الجنسين، وإعطاء الفنانين/ات الشبان/ات، فرصة المشاركة في عملية تغيير التشريعات التي تحمل تمييزاً ضد المرأة.
حنان حارت
المغرب ـ تحت شعار "حماية الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للنساء والفتيات، ركيزة لمناهضة التمييز والعنف القائم على النوع الاجتماعي"، تستمر في العاصمة المغربية الرباط، فعاليات المعرض الفني التي انطلقت في الأول من كانون الأول/ديسمبر وتستمر إلى غاية السابع منه.
يأتي تنظيم المعرض بمناسبة الحملة الأممية الـ 16 يوماً من الفعاليات لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتخليداً للذكرى 75 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
واحتضن مسرح محمد الخامس في الرباط، أمس الأحد 3 كانون الأول/ديسمبر فعاليات المعرض بشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان والمركز الدولي للدبلوماسية.
وعرضت أعمال فنية لفنانين/ات، تتمحور حول الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للنساء والفتيات، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، ومدونة الأسرة، وحماية الحقوق خلال الكوارث الطبيعية، وشملت هذه الأعمال مختلف الأجناس الفنية كالفن التشكيلي والرسوم الكاريكاتورية.
وعلى هامش المعرض قالت الفنانة التشكيلية باسمة خرخاش المشاركة في المعرض بلوحة واحدة "مشاركتي في المعرض تهدف إلى إبراز أهمية مكانة المرأة المغربية ومشاركتها في النضال ومناهضة العنف ضد النساء والفتيات"، مشيرةً إلى أن هذا الحدث مهم بالنسبة لهن كشبان/ات للتعبير عما يقع من عنف وتمييز بحق النساء وضرورة رفع صوتهن من أجل مناهضة هذا العنف.
وعن اللوحة التي شاركت بها في هذا المعرض أوضحت "جسدت من خلال اللوحة المرأة بكل تجلياتها، ومعاناتها والعنف الذي تتعرض له، وحاولت إبراز مدى حاجة المرأة للحرية والدفاع عن حقوقها".
وعن إيصال الرسائل المتعلقة بقضايا النساء ومناهضة العنف عن طريق اعتماد ألوان معينة بينت "من خلال الألوان يمكن إيصال الرسائل، وكل لون يتم توظيفه في اللوحة له دلالة ورسالة معينة"، لافتةً إلى أن الفن له رسالة سامية ويحمل قيماً متعددة.
ومن جانبها قالت مسؤولة برامج النوع وحقوق الإنسان بصندوق الأمم المتحدة بالمغرب آمال الإدريسي أن "المعرض هو تتويج لمسار وإبداعات مجموعة من الفنانين/ات، من أجل إعطائهم/هن فرصة المشاركة في التغيير التشريعي في المغرب سواء تعلق الأمر بمدونة الأسرة أو القانون الجنائي".
وعن المواضيع التي تناولها المعرض الفني أشارت إلى أنه "عن طريق الفن واللوحات المعروضة أعطينا المشاركين/ات فرصة للتعبير من خلال موقعهم/هن كفنانين/ات للمساهمة في تغيير مجموعة من مضامين مدونة الأسرة التي تحمل تمييزاً كتزويج القاصرات والإشكالات المتعلقة بالحضانة والبنوة والنسب وبالولاية الشرعية".
وأوضحت أن هذه المحطة تأتي بالتزامن مع مرور 75 عاماً على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وإعطاء صوت للالتزامات العالمية في سبيل إعمال 30 بنداً لهذا الإعلان العالمي.
وقالت رئيسة المركز الدولي للدبلوماسية ومديرة المعرض كريمة غانم "بالتزامن مع انطلاق المعرض قام المركز بإطلاق حملة رقمية لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي تحت هاشتاغ (صوتي مسموع ـ حقي محفوظ)، بهدف توعية الرأي العام حول مقترحات المركز المتعلقة بمدونة الأسرة والتي تم تقديمها يوم 15 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي للهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة".
ولفتت إلى إن المعرض الفني جاء في إطار العديد من المسارات التي قام بها المركز، من بينها مشروع صوت الفتاة الشابة في إصلاح مدونة الأسرة المغربية والقانون الجنائي.
وأضافت حول توظيف الفن من أجل مناهضة العنف ضد النساء "أن إعمال الفن الهادف ومحور الثقافة هما ركيزة أساسية للتوعية بثقافة المساواة بين المرأة والرجل وتعزيز الذكورة الإيجابية والدفع بالإصلاحات التشريعية من خلال إسماع صوت الفتاة في مسلسل الإصلاح لأنها هي المعنية الأولى بهذه الإصلاحات".
وأكدت أنه من خلال الورشات الفنية سواء الكاريكاتيرية أو الفن التشكيلي أو الرسم بقلم الرصاص، حاول هؤلاء الشبان/ات عبر لوحاتهم/هن الفنية تعزيز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للنساء كركيزة أساسية لمحاربة العنف ضد النساء.