الفاشر بين الحصار والمجاعة... المدنيون يواجهون الموت البطيء
رغم السماح بدخول مساعدات محدودة، يواجه المدنيون في الفاشر خطر المجاعة ونقصاً حاداً في المياه والرعاية الطبية، وسط اتهامات باستخدام الحصار والتجويع كسلاح حرب.
مركز الأخبار ـ تتصاعد الاتهامات لقوات الدعم السريع باستخدام الحصار والتجويع والتعتيم الإعلامي كسلاح حرب ضد المدنيين، حيث انهارت الخدمات الأساسية بالكامل في مدينة الفاشر الواقعة بإقليم دارفور غرب السودان، بعد سيطرتها عليها.
أفادت وسائل الإعلام، بأن قوات الدعم السريع قد سمحت للمرة الأولى منذ سيطرتها على مدينة الفاشر في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بدخول مساعدات إنسانية محدودة ومتفرقة إلى المدينة أمس السبت 13 كانون الأول/ديسمبر.
ووصفت وسائل الإعلام هذه الخطوة بـ "استثناء نادر" لا يغير من واقع الحصار الخانق والتعتيم المفروض على الأوضاع الإنسانية هناك.
وتمكنت منظمة "مالم دارفور للسلام والتنمية" وهي منظمة إنسانية محلية من الدخول للفاشر، وقدمت مساعدات غذائية لنحو 1200 أسرة في مراكز الإيواء على دفعتين، مؤكدةً أن السكان يواجهون نقصاً حاداً في المياه والخدمات الطبية، خاصة الجرحى وكبار السن والمرضى الذين يحتاجون إلى رعاية عاجلة.
فيما أعلن برنامج الأغذية العالمي خفض حصص الإغاثة في السودان ابتداءً من كانون الثاني/يناير المقبل، بسبب نقص التمويل، محذراً من أن الموارد الحالية لا تكفي سوى لأربعة أشهر، حتى بعد تقليص الحصص إلى مستويات وصفها بأنها "الحد الأدنى المطلق للبقاء".
وقبل سقوط الفاشر عانت المدينة حصاراً وقصفاً متواصلين من قبل قوات الدعم السريع على مدى عام ونصف، مما أدى إلى انهيار شبه كامل في الخدمات الأساسية، وبعد سيطرة قوات الدعم السريع في 26 تشرين الأول/أكتوبر على الفاشر، توالت الشهادات عن مجزرة واسعة، مدعومة بمقاطع فيديو وتقارير أممية تتحدث عن عمليات قتل جماعي، وعنف جنسي، واعتقالات تعسفية.
والجدير بالذكر أن الحرب الأهلية في السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية عالمياً، تسببت في نزوح نحو 12 مليون شخص ومقتل ما يصل إلى 400 ألف.