ألف امرأة بصوت واحد: Jin jiyan azadî

اجتمعت النساء من مختلف المكونات والأديان في المؤتمر العام التاسع لمؤتمر ستار، فهدفن واحد وهو حماية لغتهن وثقافتهن، وهذا كان واضح من شعار الذي هتفت به ألف امرأة بصوت واحد ""Jin jiyan azadî.

بيريتان زنار

الحسكة  ـ توجهت نساء من مختلف المناطق إلى قاعة المؤتمر بأزيائهن الفلكلورية، وبترديد شعار Jin jiyan azadî.

منطقة التي أقيم فيها المؤتمر كانت محمية بتدابير أمنية كبيرة. وهذا يعود لأنه في الملتقى الأول لثورة المرأة على مستوى الشرق الأوسط الذي عقد في 22 تموز/يوليو، وبعد انتهاء اليوم الأول من المؤتمر، ونتيجة الهجوم الجوي الذي شنته الدولة التركية فقدت كل من جيان تولهلدان وروج خابور وبارين بوطان حياتهم. وعلى الرغم من كل هذه الهجمات، فأن تجمع آلاف النساء في المؤتمر التاسع لمؤتمر ستار كان بمثابة غصة كبيرة في قلوب الغزاة.

كما قاومت النساء موجة البرد أيضاً. فعلى الرغم من البرد قامت النساء بملابسهن الفلكلورية الكردية والعربية والأرمنية والإيزيدية والسريانية والشيشانية وجميع المكونات الأخرى في المنطقة بتلوين قاعة المؤتمر. كان واضحاً أن تجمع آلاف النساء وتنظيمهن ونضالهن كان مصدر دفء لهن.

 

قاعة المؤتمر كانت تمنح القوة

بعد دخولنا إلى قاعة المؤتمر كمجموعة جماهيرية. تم تحضير منصة المؤتمر بأيدي وعمل النساء. في خلفية المنصة، كان هناك ملصق كبير مكتوب باللغتين الكردية والعربية "المؤتمر العام التاسع لمؤتمر ستار"، وشعار المؤتمر "بروح نضال ثورة النساء، ستنصر انتفاضة Jin jiyan azadî. على الجانب الأيسر من الكتابة صور الكردية جينا أميني التي قُتلت على يد "شرطة الأخلاق'' التابعة للنظام الإيراني في 16 أيلول/سبتمبر، وزينب جلاليان، والقيادات النسائية والرياديات اللواتي أصبحن رمزاً لانتفاضة Jin jiyan azadî في شرق كردستان وإيران. على الجانب الأيسر من ملصق شعار المؤتمر، علقت صورة كبيرة لقائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان، وعلى الجانب الأيمن من الملصق، كتب شعار Jin jiyan azadî  بالكوفيات الكردية الخضراء والحمراء والصفراء والتي تعرف كرمز لوحدات حماية المرأة أيضاً على لافتة من القماش الأبيض.

كان هناك بابين للدخول والخروج من القاعة، وعلق على أحد الأبواب صورة كبيرة لبيريتان هيفي، المعروفة باسم كولناز كاراتاش التي اختارت في عام 1992 خط المقاومة ضد الخيانة في الهجمات المشتركة للدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني PDK وألقت بنفسها من فوق صخرة، وعلى الباب الآخر عُلِّقت صورة الشهيدة سارة تولهلدان (دلدار أوربر) والشهيدة روكن زلال (إميل فرميز حسين) اللتان نفذتا في 26 أيلول/سبتمبر 2022 عملية فدائية في مرسين. أما على محيط القاعة بأكملها علقت أيضاً صور ساكينة جانسيز، وكلارا زتكين، وأفين كوي الملقبة بأمينة كارا، وقادة النضال من أجل حرية المرأة.

 

النساء متواجدات في القاعة بهوية واحدة

قبل بدء المؤتمر، جلست النساء في مقاعدهن وهن يرددن الهتافات المستمرة وشعار Jin jiyan azadî، لم تكن قاعة المؤتمر كافية لعدد النساء. فإلى جانب أعضاء ومندوبي مؤتمر ستار من إقليم الجزيرة والفرات وحلب والشهباء، حضرت ممثلات عن مؤتمر ستار في لبنان، والمجلس النسائي لشمال وشرق سوريا، ومجلس المرأة السورية، ومجلس سورية الديمقراطية (MSD)، وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، وجمعية نساء زنوبيا، والإدارة الذاتية، وهيئة المرأة، وحزب سوريا المستقبل، والعديد من المكونات مثل السريان والأرمن والمسيحيين والعرب والكرد الإيزيديين والسياسيات أيضاً.

ما لفت انتباهنا هنا هو على الرغم من تنوع الثقافات واللغات، تجمعت النساء بهوية واحدة، وعبرن عن وجودهن وحددن تطلعاتهن بشعار واحد. اجتمعت هنا النساء من جميع القوميات والمكونات والأديان، وحضرن المؤتمر التاسع لمنظمتهن مؤتمر ستار، بهدف واحد هو حماية لغتهن وثقافتهن. كان هذا واضحاً من شعارهم: Jin jiyan azadî.

 

تم استذكار رواد نضال المرأة

مع بداية المؤتمر، وبعد الوقوف دقيقة صمت إجلالاً واحتراماً لأرواح للمناضلين من أجل حرية المرأة في شخص ساكينة جانسيز التي فتحت طريق النضال من أجل الحرية أمام المرأة الكردية وتركت إرثاً عظيماً لجميع النساء، تم استذكار كل من أفين كوي "أمينة كارا"، وزينب صاروخان، وناكيهان أكارسال، وكلى سلمو، وزهرة بركل، وهفرين خلف وجميع قادة النضال من أجل الحرية. وتمت تحية انتفاضة " "Jin jiyan azadî التي بدأت في شرق كردستان وإيران، واستذكار جميع شهداء في شرق كردستان وإيران في شخص المرأة الكردية جينا أميني. كما وجهت تحية إلى قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان باعتباره مؤسس النضال من أجل الحرية ومبتكر فلسفة Jin jiyan azadî، وفي الكلمات وجهت دعوات لتعزيز النضال ضد العزلة.

 

أُهدي المؤتمر لانتفاضة شرق كردستان وإيران

وفي الكلمة الافتتاحية للمؤتمر هنأت ريحان لوقو جميع النساء المقاومات اللواتي تقاتلن ضد جميع أنواع اعتداءات الاحتلال في جميع أنحاء كردستان بانعقاد المؤتمر، واستذكرت جميع قيادات النضال من أجل الحرية، وقالت إن شعار Jin jiyan azadî هذا أصبح عالمياً وبأنهن سيضمن ثورة المرأة بهذا الشعار. وأوضحت ريحان لوقو أنهم يهدون المؤتمر لانتفاضة Jin jiyan azadî في شرق كردستان وإيران، وقالت إنهم مصرين على كسر العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان وتحقيق حريته الجسدية.

بعد الكلمة الافتتاحية، تمت قراءة توجيهات القائد عبد الله أوجلان حول ثورة المرأة، وتقييماته حول Jin jiyan azadî والحياة المجتمعية والاقتصاد الجماعي. ولأن المنظور كان باللغة الكردية، حاولت النساء العربيات الاستماع إلى المنظور بأجهزة تترجم الخطابات.

 

"نحن نقوى بمؤتمر ستار"

ثم ذهبت إلى قاعة المؤتمر ولكي أتعرف على النساء اللواتي يحضرن المؤتمر عن قرب، وللتعرف على آرائهن حول المؤتمر ولأشهد حماسهن للمؤتمر، جلست حيث رأيت كرسياً فارغاً. أردت بشكل خاص الاستماع إلى النساء العربيات. وبلغتي العربية الضعيفة التي لا تتعدى بضع جمل، واللغة الكردية الضعيفة للنساء اللواتي تحدثت إليهم، دخلنا في مناقشات، وعلى الرغم من أن اللغة كانت مشكلة في بعض الجوانب، لكننا فهمنا بعضنا البعض. زهرة شيخو امرأة عربية تعيش في قرية تل طويل في الحسكة. عندما سألتها كيف ترين المؤتمر، كان الإثارة والحماس التي تشعر بها يشع من عينيها، قالت لي "نحن أقوياء بمؤتمر ستار". قارنت زهرة شيخو بين وضع المرأة قبل ثورة المرأة وبعد ثورة المرأة قائلة "الآن يمكننا القول إننا موجودون ونحن هنا. إن تجمع الآلاف من النساء هنا وترديدهن لشعار Jin jiyan azadî  بصوت واحد هو تعريف لحقيقة أننا معاً نحن كل النساء".

الشابة هفرين خلف التي شاركت في المؤتمر من المكون العربي هي عضو في مجلس المرأة السورية، ردت على سؤالنا حول آرائها حول وجهات نظر القائد عبد الله أوجلان، وقالت إنهم اكتسبوا وجودهم وهويتهم بفضل أفكار وفلسفة القائد أوجلان. كما عبرت لورين خلف عن القوة التي حصلت عليها من هذا المؤتمر "الأشياء التي القائد آبو في وجهات نظره هي حقيقة وواقع مجتمعنا، ويجب علينا نحن النساء أن نناضل من أجل تحقيق حرية المرأة".

 

القيم المشتركة للنساء خلال نضال 10 سنوات

في الواقع الشيء الحقيقي الذي أظهره هذا المؤتمر هو أنه خلال مرحلة ثورة المرأة التي استمرت 10 سنوات والتي بدأت في روج آفا كردستان احتضنت شمال وشرق سوريا بالكامل مع ثقافاتها ولغاتها وقومياتها ومكوناتها الأخرى، وأعطت قيماً مشتركة للمرأة كرائدات الثورة.  لذلك في السنوات العشر الماضية، اتخذت المرأة مكانة وشاركت في الخطوط الأمامية في جميع مجالات الثورة، من الحماية إلى الاقتصاد، ومن السياسة إلى التنظيم وإلى الهجمات ضد احتلال الدولة التركية. النساء اللواتي لم يعرفن قبل الثورة أكثر من حيهن بسبب الوعي السائد للنظام الأبوي، كسرن وابتداءً من منازلهن غيرن القوالب النمطية بفضل النضال المشترك للنساء، ومن خلال إحياء نظام الأمة الديمقراطية الذي طرحه القائد عبد الله أوجلان، حققت المرأة الوحدة التي لم تستطع أي قوة تحقيقها حتى الآن. لقد اجتمعت النساء تحت شعار واحد وهو Jin jiyan azadî ، وتبادلن وتشاركن أمنياتهم وتطلعاتهن ونضالاتهن، وبقدر ما عانوه من آلام بسبب الغزو والاحتلال، تقاسمن ضحكاتهن على أساس الحرية.

في الواقع لقد وجدت من قوة وحماس النساء في قاعة المؤتمر، أن حب المرأة والترديد بصوت عال لشعارات Jin jiyan" "azadî و "يحيا القائد آبو" الذي كان يردد من أجل القائد عبد الله أوجلان من قبل جميع المكونات النسائية يستمد مصدره من حقيقة أن المرأة تجد نفسها وهويتها في أفكار وفلسفة القائد أوجلان. أو باختصار، قد تم إحياء طريق نضال المرأة وتحريرها لأول مرة في تاريخ 5000 عام بفلسفة القائد عبد الله أوجلان. لذلك، باستثناء المكونات التي اجتمعت في المؤتمر، كانت الرسائل التي جاءت من بلوشستان ولبنان وشرق كردستان وإقليم الباسك والصحراء الغربية وبريطانيا وأفغانستان وأمريكا اللاتينية والأرجنتين مصدر قوة كبيرة.

 

تم اتخاذ قرارات مهمة في المؤتمر

في المناقشات التي جرت في المؤتمر، تم اتخاذ قرارات مهمة حول تقوية وتعزيز عمل مؤتمر ستار. كان من أهم القرارات التي تم اتخاذها في المؤتمر فيما يتعلق بمؤتمر ستار إنشاء اللجنة القيادية من أجل القائد عبد الله أوجلان ولجنة التعايش الحر. عند اقتراح تشكيل اللجنة القيادية رحبت النساء بالقرار بالهتاف والتصفيق.

 

لم تنقص حماسة النساء حتى اللحظة الأخيرة

من الصباح إلى المساء، استمدت النساء حماسهن من المؤتمر ورددن الشعارات دون انقطاع. وفي نهاية المؤتمر رقصت النساء مع ترديد الهتافات والشعارات. بعد انتهاء المؤتمر، ودعت النساء بعضهن البعض مع اخذ الحيطة والحذر من أجل السلامة والأمان وتولدت لدينا جميعاً رغبة كبيرة في تنفيذ قرارات المؤتمر، وركبت النساء حافلاتهن وعدن إلى الأماكن والمناطق التي جاؤوا منها.

بشكل عام، في اليوم الذي عقد فيه المؤتمر، وعلى الرغم من كل هذه الظروف التي تهاجم فيها الدولة التركية المنطقة بالطائرات كل يوم، أصبح موقف وتصميم النساء مصدر قوة ومعنويات بالنسبة لي أيضاً. هناك، ومرة أخرى رأيت أننا نحن النساء معاً، نحن أقوياء معاً، وشجاعة وجرأة النساء تمنح القوة. حتى عندما كانت النساء يركبن حافلاتهن أيضاً منحننا الحماس.