الدورة السابعة للصالون الإعلامي للسرطان تؤكد على ضرورة تكثيف إجراءات التوعية

عرض الصالون الإعلامي للسرطان الخصائص الوبائية للسرطان في الجزائر، بالإضافة إلى عوامل الخطر، بناء على نتائج الشبكة الوطنية لسجلات السرطان لعام 2020 المنشورة في 2023، مع التأكيد على ضرورة إعلام وتثقيف ورفع مستوى الوعي حول أنواعه المختلفة.

نجوى راهم

الجزائر ـ اختتمت الدورة السابعة للصالون الوطني الإعلامي للسرطان، أمس الاثنين 5 شباط/فبراير، التي انطلقت في الثالث من الشهر ذاته بقصر المعارض بالجزائر العاصمة تحت شعار "من أجل مستقبل خالٍ من السرطان، علينا أن نتحرك الآن"، وتهدف إلى إشراك وسائل الإعلام في نقل المعلومات الطبية الدقيقة للمرضى وأسرهم.

قالت نائبة مدير الصالون الوطني الإعلامي للسرطان جميلة نادر يهدف هذا المعرض إلى توفير معلومات حول البروتوكولات ووسائل الوصول إلى الوقاية والفحص والعلاج، مع توفير معلومات حول وجود رعاية صحية تلبي المعايير حيثما يوجد مركز لمكافحة السرطان في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى كونه منتدى للمتخصصين في مجال الصحة، ويشكل هذا المعرض فرصة مثالية لزيادة الوعي حول الوقاية من خلال الترويج لنمط حياة صحي والكشف المبكر.

كما تم عرض الخصائص الوبائية للسرطان في الجزائر، بالإضافة إلى عوامل الخطر، بناء على نتائج الشبكة الوطنية لسجلات السرطان لعام 2020 المنشورة في 2023، مع التأكيد على ضرورة إعلام وتثقيف ورفع مستوى الوعي حول أنواع السرطان المختلفة، وخاصة السرطانات الشائعة ولتحقيق هذه الغاية، تم عقد العديد من المؤتمرات والمناقشات خلال هذا العرض، بالإضافة إلى مؤتمرات الفيديو، للسماح للزوار الذين لا يستطيعون الحضور شخصياً بالحصول على المعلومات.

وفيما يتعلق بانتشار السرطان في البلاد وبحسب تقرير سجل الأورام بالجزائر العاصمة الصادر العام الماضي، تم تسجيل 7615 حالة إصابة جديدة بالسرطان، بولاية الجزائر العاصمة خلال عام 2020، وهو رقم أقل مقارنة بعام 2019، حيث تم تسجيل 8623 حالة.

وأشار التقرير إلى أن "هذا الانخفاض، الذي ربما يكون ناجماً عن جائحة كورونا ويقدر بنحو 11.7%"، أما بالنسبة للنساء، فإن سرطان الثدي هو الأكثر شيوعاً، يليه سرطان القولون والمستقيم والغدة الدرقية وعنق الرحم.

أما سرطان الرئة لدى النساء من بين أكثر 10 أنواع سرطانية انتشاراً خلال السنوات العشر الماضية ولذلك أظهر تحليل الأرقام أن سرطان الثدي لا يزال يمثل ثلث حالات السرطان لدى النساء، كما أن سرطان البروستات مستمر في الارتفاع، على الرغم من انخفاضه الطفيف في عام 2020.

 

دور الجمعيات في التوعية

وشاركت جمعية "الآمال" في هذا الصالون من أجل شرح وتبسيط الاجراءات التي يجب أن تسلكها المصابة بسرطان الثدي حيث ترى رئيسة الجمعية وطبيبة بمشفى "تيبازة" مريم بورجا أن المشاركة في هذه الدورة هي فرصة للتعريف بنشاطات الجمعية وأهدافها وآفاقها ومشاركة تجربة الجمعية في الميدان.

وتؤكد الجمعية على ضرورة الكشف المبكر على سرطان الثدي وذلك من خلال "الحملات التي نقوم بها على مستوى ولاية تيبازة"، مضيفةً أن عضوات الجمعية تتنقلن حتى إلى المنازل مع فرقة طبية متنوعة ومتخصصة من أجل توعية النساء والفتيات بالكشف المبكر.

من جانبها قالت إحدى عضوات الجمعية فتيحة بلعيد إن أهم الأهداف التي تعمل من أجلها الجمعية هي التوعية والاهتمام الاجتماعي والنفسي للمريض والمتابعة الدورية له، وحول دورها بالجمعية تلعب دور الوسيط وهو توجيه المريض داخل وخارج المشفى، بالإضافة إلى إشراف طاقم طبي على جلسات الفحص والتحاليل وفحوصات الأشعة التشخيصية المقدمة للمشاركين من أجل الكشف المبكر عن احتمال الإصابة بالسرطان.

وقدمت فتيحة بلعيد مجموعة من الاحصائيات لعام 2023 والتي قدرت بـ 49 حالة جديدة مصابة بمرض سرطان الثدي.

 

خلايا للإصغاء والمرافقة

وقالت الأخصائية النفسية مونية دراحي إن الهدف من هذه الأيام توعية المواطنين/ات بضرورة الكشف المبكر من أجل العيش دون سرطان مستقبلاً، مضيفةً أن مشاركة خلية الاصغاء في هذا الحدث لها دور مهم جداً من أجل مساعدة المرضى من خلال التكفل النفسي ومرافقتهم، حيث تتكون هذه الخلية من مجموعة من الأفراد والمساعدين الاجتماعيين والاخصائيين النفسانيين وأطباء لتسهيل المواعيد للمرضى خاصة وكما أن الكثير من المرضى يصعب عليهم حجز مواعيد طبية أو علاجية.

وترى أن على كل خلايا الاصغاء التواصل مع عائلة المريض سواء الوالدين أو أحد الأفراد في العائلة، مرجعة ذلك إلى تأثير الظروف والعوامل السلبية على جهاز المناعة فكلما كان الأثر إيجابي كان التأثير أفضل.

وتعمل الخلية أيضاً بخاصية العلاج الجماعي لما لها من فوائد ونتائج إيجابية خاصة أن المصاب بالسرطان كلما استمع لقصص أشخاص يعانون من نفس مرضه كلما كانت عامل وحافز لأن يكون ملتزم بالعلاج، بالإضافة إلى إمكانية إعطاءه قوة وأمل في الشفاء أكثر.

 

 

أما الأخصائية النفسية نادية سعداوي، فقالت إن التكفل بمرضى السرطان هو نفساني مائة بالمائة وذلك من خلال شرح المرض مع مجموعة من المختصين/ات، مؤكدة أن دور المختص النفسي هو المرافقة في كل حالات المرض من يوم الإعلان عن الإصابة لغاية الوصول إلى مرحلة العلاج الكيميائي من أجل تبسيط مراحل العلاج والآثار الناجمة عنه.

وترى نادية سعداوي أن الكثير من مرضى السرطان تكون لديهم انطباعات وأفكار خاطئة حول الإصابة بالسرطان وهذا ما يدهور صحة المريض في أغلب الأحيان، كما أن الأعراض التي يخلفها العلاج الكيميائي كالقيء والغثيان هي أعراض تؤثر سلباً على المصاب.