الذكرى الدامية لمجزرة حلنج... صرخة من أجل العدالة ودماء لا تنسى
في الذكرى السنوية الرابعة لمجزرة حلنج عاهد تجمع نساء زنوبيا بالمضيِّ على درب الشهيدات، حتى تحقيقِ جميعِ أهدافِ الثورة، وبناء سوريا ديمقراطيةٍ تعددية لا مركزية حرّةٍ، يكرّمُ فيها الإنسان، وتُصانُ حقوقُ المرأة، وتسودُ فيها قيمُ التعايشِ والسلام.
مركز الأخبار ـ ارتكب الاحتلال التركي ومرتزقته مجزرةً بشعةً في حلنج في 23 حزيران/يونيو2020، مجزرةٌ استهدفت فيها نساءً أحرارً أردنَ لأنفسهنّ ولِمجتمعهنّ العيش بكرامة. قيادياتٌ ومقاتلاتٌ دافَعْنَ ببسالةٍ عن أرضهنّ وشرفهنّ، نساءٌ كافَحْنَ من أجل المساواة والديمقراطية، وأمهاتٌ ربيّنَ أجيالاً على قيم الحرية والعدالة، سقطنَ ضحايا لِوحشيةٍ لا تُفرّق بين مُقاتلٍ ومدنيّ.
أصدر تجمع نساء زنوبيا في الذكرى الرابعة لمجزرة حلنج بياناً جاء فيه "في زمنٍ تعاني فيه النساء في شتى البقاعٍ من ويلاتٍ لا تنتهي، من العنف الممنهج إلى القتل البشع، ومن الظلم المُستشري إلى الحرمان والتهجير، وفي خضمّ صراعٍ مريرٍ تُستباح فيه الكرامة وتُنتهك فيه الحياة، تبرز نساءٌ في شمال وشرق سوريا لتقُدنَ ثورةً فريدةً عنوانها الحرية وجوهرها المساواة، مستنداتٍ إلى فكرٍ قياديٍّ أرسى دعاماته القائد عبد الله أوجلان، وبإرادةٍ صلبةٍ تتحدى الصعاب، تُشيد نساء شمال وشرق سوريا لبناتِ نظامٍ جديد، نظامٍ يُعلي من قيم الحرية ويُنصف المرأة ويعلي من شأنِها. فمن مؤتمر ستار إلى تجمّع نساء زنوبيا، إلى وحدات حماية المرأة (YPJ) ومروراً بـ "علم المرأة" (جينولوجيا) و"الهلال الذهبي" و"دار المرأة"، تُزهر ثمارُ النضالِ إنجازاتٍ لا تُحصى، إنجازاتٍ تُثبت قدرة المرأة على القيادة وصنع التغيير".
وأكد البيان أن "طريق الحرية دائماً مُعرّض للأشواك، وصوت العدل غالباً ما تُحاول قوى الظلام إسكاته، فالنظام الاستبدادي الذي يُضيق الخناق على المرأة ويُمارس ضدّها أبشع أشكال القمع، لن يسمح بوجود نظامٍ بديلٍ يُهدّد هيمنته. لذلك، تُستهدف قيادة ثورة المرأة وتنظيمها بشتّى الطرق، من الحروب العسكرية والقصف الهمجي إلى الحصار الاقتصادي والتشويه السياسي".
وأوضح البيان "في سياق استهداف ثورة المرأة، ارتكبت قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها مجزرةً بشعةً في حلنج في 23 حزيران/يونيو2020، مجزرةٌ استهدفت نساءً أحرارً أردنَ لأنفسهنّ ولِمجتمعهنّ العيش بكرامة. قيادياتٌ ومقاتلاتٌ دافَعْنَ ببسالةٍ عن أرضهنّ وشرفهنّ، نساءٌ كافَحْنَ من أجل المساواة والديمقراطية، وأمهاتٌ ربيّنَ أجيالاً على قيم الحرية والعدالة، سقطنَ ضحايا لِوحشيةٍ لا تُفرّق بين مُقاتلٍ ومدنيّ".
وأكد إنّ "مجزرة حلنج ليست مجرد حادثةٍ عابرةٍ في سجلّ الجرائم المُرتكبة بحقّ الشعب الكردي واستهداف القياديات المناضلات عبر الطائرات المسيرة من قبل الاحتلال التركي ما زال مستمر، وقد استشهدت رفيقاتنا بيريفان زيلان، رابرين آمد وشارستان آسمين في العام الفائت، والرئيسة المشتركة لمجلس مقاطعة قامشلو يسرى درويش، ونائبة الرئاسة المشتركة للمجلس ليمان شويش، وعضو المجلس فرات توم، فهي وصمة عارٍ على جبين الإنسانية جمعاء. وفي ذكرى هذه المجزرة الأليمة، نقف إجلالاً وتقديراً لِأرواح الضحايا البرئية، ونُجدّد العهد على مواصلة الكفاح حتى تحقيق العدالة ومحاسبة المُجرمين، وستبقى ذكرى مجزرة حلنج حيّةً في قلوبنا، وسيظلّ نضال نساء روج آفا منارةً تهدي دروبنا نحو مستقبلٍ أفضل، مستقبلٍ تسود فيه قيم الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية".
واستذكر تجمع نساء زنوبيا من خلال البيان المجزرة "نستذكر شهيداتنا اللواتي وهبنَ أرواحهنّ فداءً لترابِ هذه الأرض، وحمايةً لشعبها، وبناءً لمجتمعٍ حرٍّ وكريم، نقف اليوم وقفةَ إجلالٍ وإكبارٍ أمام تضحياتِهنّ الجسام، ونستحضرُ شجاعتَهنّ التي لا تُضاهى، وعزيمتَهنّ التي لا تلين. لقد سطرنَ بدمائِهنّ أروعَ ملاحمِ البطولةِ والفداء، وكنّ مثالاً يُحتذى به في النضالِ والتضحية. رفيقاتنا، لم تكونوا مجردَ أسماءٍ تُذكر، بل كنتم أرواحاً مُفعمةً بالإيمانِ والحب، ضحّيتم بأنفسكم في سبيلِ قيمٍ ساميةٍ، في سبيلِ الحريةِ والكرامةِ والعدالةِ الاجتماعية، لقد واجهتم ظلامَ الإرهابِ بصدورٍ عاريةٍ، وكسرتم قيودَ الجهلِ والتخلّفِ بإرادةٍ صلبةٍ، وكنتم صوتَ الحقِ في وجهِ الباطل، نُجدّدُ العهدَ والقَسَمَ على المضيِّ على دربِكنّ، دربِ النضالِ والكفاحِ حتى تحقيقِ جميعِ أهدافِ ثورتِنا، ثورةَ المرأةِ والشعب، نعدكنّ بأنّ دمائكنّ الزكيةَ لن تذهبَ سدى، وأنّ تضحياتِكنّ ستبقى منارةً تُنيرُ دروبَنا، وأنّنا سنواصلُ النضالَ حتى تحقيق سوريا ديمقراطيةٍ تعددية لا مركزية حرّةٍ، تُكرّمُ فيها كرامةُ الإنسان، وتُصانُ فيها حقوقُ المرأة، وتسودُ فيها قيمُ التعايشِ والسلام".