'الذهنية الذكورية واحدة لكنها تخفي نفسها بأشكال متعددة'

مع اقتراب اليوم العالمي للمرأة ألقيت محاضرة من قبل مركز أبحاث الجنولوجيا حول ارتباط هذا اليوم بعلم المرأة "الجنولوجيا"، بحضور نساء من سوريا وتونس ولبنان وعدد من الجمعيات في البقاع اللبناني

مركز الأخبار ـ "الجنولوجيا علم يختص بالنساء وتاريخهن، ويحتضن نضالهن ومقاومتهن على مدى العصور، ويحتضن كافة النساء في العالم وجميع الحركات النسائية التي تدعو إلى الديمقراطية والحرية" هذا ما أكدت عليه المحاضرة التي أقيمت في البقاع اللبناني تزامناً مع اقتراب اليوم العالمي للمرأة.
ألقت المحاضرة كل من عضو مركز أبحاث الجنولوجيا زهيدة معمو، ومحاسن مد الله عضو مركز أبحاث الجنولوجيا في لبنان.
تم التأكيد في المحاضرة التي ألقيت اليوم الجمعة الأول من آذار/مارس على أن شعار "المرأة حياة حرةJin jiyan azadî" بات اليوم رمزاً من رموز المقاومة والتخلص من العبودية "هذا الصدى يعبر عن مدى حاجة النساء لفهم معنى الحياة وعيشه بالشكل الحقيقي والحاجة الماسة للحرية وللبحث عن ذات المرأة وكينونتها فهذا الصدى يشكل القوة والإرادة الحرة وصنع الحياة بحد ذاتها بعيداً عن كل القوالب المصنعة التي كبلت النساء وقيدتهن". 
وتم لفت الانتباه إلى أن جميع النساء تم استهدافهن "لم تستثنى أي أمرأه من هذه الأغلال، فالمرأة الكردية والغربية والعربية وغيرهن شربن من ذات الكاس، فالذهنية واحدة لكنها تخفي نفسها بأشكال متعددة، فالثامن من آذار يوماً لاستمرار مقاومة النساء اللاتي حرقن وقتلن على يد النظام الأبوي الذي سعى لإسكات صوت النساء وسلبهن حقوقهن المشروعة ولكن ما حصل كان مبهراً للغاية لأن صدى أصواتهن وصل إلى كل امرأة، وهبت النساء وساندن الطريق الذي سرن عليه".
كذلك تم التشديد على أن النساء الكرديات حفظن ميراث المناضلات الأوائل ووقفن في وجه النظام الأبوي والسلطة القائمة لأن "هناك حاجة للنساء بتجارب بعضهن وفهمهن المتبادل والبقاء في نفس الوجهة، وتجاوز بعضهن والتقدم أيضاً".
وأنه للقضاء على التهميش والإقصاء "يجب أن نتمكن من جعل قوتنا مشتركة ضد فكر وتكوين العصر الأبوي لكي نحقق نضالاً ناجحاً ومتعدد الجوانب، ونأخذ الانتقادات التي نوجهها لوجود النظريات المعرفية الفامينية المجزأة، بأنها ليست نتاج حدث يجعل فكرة ما مثل أخرى، بل على العكس من ذلك، فالجنولوجيا كعلم الحياة تأخذ التنوع والتعدد في الكون والحياة أساساً لهاً، لكننا ندرك جيداً أن هذه الميزة الجميلة لا تكفي لوحدها لكي ننجح ضد العالم الكبير للعصر الأبوي، لا تكفي ولن تكفي".
واختتمت المحاضرة بالتأكيد على أنه "ينبغي أن تفهم المرأة بعمق هذه المقولة التي تقول 'كل سلطة ودولة هي عقل جامد' فلنمنع عقولنا من التجمد والتحول إلى سلطة، لتكن عقولنا متدفقة/ وتنساب إمكانياتنا، وما تجمع معنا فليخضع للحركة مجدداً، وإن لم نستطع وقف موت النساء وننهي كافة أشكال العنف اليومي التي تواجههن، وما لم نقف في وجه الحرب والجوع والفقر الذي يضرب النساء كل يوم ويقودهن نحو مستنقع الفاحشة، وألا نكون مناضلين فمن الأفضل ألا تكون هذه الكليات والإنتاجات والآداب والنظريات المعرفية موجودة فإن لم تكن موجودة على الأقل سنقول بأننا جهلة، ولا نفهم وسنشرح عدم كفاحنا بهذه الطريقة، لكن مشاهدة هذا الكم من التراجيديا، في خضم معمعة هذا القدر من المعارف هو شيء آخر".