الذاكرة والفرمان الـ 74 ـ 5
"كانت الأم أرزان قد رأت في منامها أن الفرمان سيحدث ضد الإيزيديين، لذلك لم تترك أرضها أثناء هجوم داعش الذي أطلق النار عليها أمام منزلها وأحرقوا جثتها بعد أيام من الهجوم".
روجين حبابي
شنكال ـ في الثالث من آب/أغسطس 2014، شنت داعش فرماناً على الإيزيديين، فقُتل خلاله الآلاف من النساء والأطفال، وتعرض الإيزيديين لهذا الفرمان بطريقة وحشية وكانت الأم أرزان إحدى النساء الإيزيديات اللواتي تنبأن بقدوم داعش.
كانت الأم أرزان ترى قدوم داعش في أحلامها، لكنها لم تترك أرضها. لقد كانت كبيرة في السن وتعيش بمفردها في منزل، وكانت شيرين شنكالي تعرف الأم أرزان عن كثب، فتحدثت لوكالتنا عنها وكيف كانت تعيش، وكيف قتلها داعش بطريقة وحشية وأضرم النار في جسدها في عام 2014.
وتحدثت شيرين شنكالي عضو مجلس المرأة في قرية "دوكر" عن الأم أرزان "كانت الأم أرزان تعيش بمفردها في منزل يقع بين قريتي دوكر ودوهلا معتمدة على صدقات الناس الذين كانوا يساعدونها بقدر إمكانياتهم، ومع أنه كان لها أهل وأقارب، إلا أنها لم تكن تذهب إليهم. إذا كان لدى أي شخص مطلب، كان يأتي ويسأل الأم أرزان. لقد كانت مثل مهاجرة، وكانت تتنبأ بالمستقبل وتفسره. في معظم الأحيان، قبل زراعة حقولهم، كان المزارعون يذهبون إليها ويسألونها، كيف سيكون المطر هذا العام؟".
وعن ذكرى الأم أرزان حول كيفية رؤيتها للمستقبل، لفتت إلى أنه "كان هناك تنكتين من القمح لدى الأم أرزان وقد قامت بإعطاء هاتين التنكتين لأحد المزارعين وقالت له (ازرع لي هاتين التنكتين من القمح هذا العام) فقال المزارع (خذي قمحك) لكنها لم تقبل ذلك، وفي ذلك العام هطلت أمطار غزيرة وكان محصول القمح جيداً جداً".
وبينت شيرين شنكالي سبب عدم هروب الأم أرزان في فرمان عام 2014 "كانت الأم أرزان قد رأت في منامها أن الفرمان سيحدث ضد الإيزيديين. في وقت حدوث الفرمان في الثالث من آب 2014، كان منزلها يقع على الطريق بين قريتي دوكر ودوهلا. أنقذ العديد من الإيزيديين أنفسهم وطلبوا من الأم أرزان أن تذهب معهم، لكنها قالت (لن أترك أرضي) لأنها رأت في حلمها أن خلاصها هو الموت وتدمير مجتمعها لذلك لم تترك أرضها. أطلق داعش النار على الأم أرزان أمام منزلها وأحرقوا جثتها".