الضفة الغربية... مطالبات بحماية النساء والأطفال خلال النزاعات المسلحة

أكدت ناشطات نسويات أن الفلسطينيات تتعرضن لانتهاكات غير مباشرة، منها التفتيش على الحواجز وانتهاك لخصوصيتهن وحرمانهن من العيش بالشكل الطبيعي.

رفيف اسليم

غزة ـ تصاعدت في الآونة الأخيرة الهجمات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية، وازدادت الانتهاكات من اعتداءات على الحواجز واقتحامات متكررة للمنازل وحرقها وإجبار الأهالي على إخلائها بالكامل، وصولاً لحالات القتل المتعمدة التي كان آخرها مقتل طفلة لا تتجاوز الـ 15عاماً من عمرها.

شهد قطاع غزة خلال اليومين الماضيين العديد من الوقفات التضامنية التي تندد بالجرائم التي ما زالت السلطات الإسرائيلية ترتكبها في مخيم جنين، وسط صرخات النساء والأطفال واستغاثتاهم، والتي راح ضحيتها عشرات القتلى والإصابات.

تقول الناشطة النسوية دعاء الباز، أن النساء والأطفال في الضفة الغربية وخاصة في مخيمات اللجوء تعانين انتهاكات عدة كالتفتيش على الحواجز وتنقلهن المحفوف بالمخاطر ما بين الاعتقال والإصابة سواء بالرصاص المطاطي أو الدخان والغازات السامة التي يتم توجيهها عليهن بشكل مباشر.

وأوضحت بأن مشهد تشيع الطفلة سديل التي فقدت حياتها في الواحد والعشرين من أيار/مايو الماضي ما زال عالقاً في ذاكرتها وكأنه حدث بالأمس كونه تم حمل النعش وتشييعها محمولة على أكتاف صديقاتها في المدرسة، مطالبةً بضرورة حماية الأطفال والنساء وعدم توجيه الاتهامات ضدهن لزجهن في السجون الإسرائيلية أو إنهاء حقهن في الحياة.

وفي ختام حديثها قالت دعاء الباز أن المرأة الفلسطينية مثال للصبر والصمود، مشددةً على ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولية توفير الحماية للنساء والأطفال وخلق حياة لائقة وطبيعية لهم.

 

 

وبدورها قالت المحامية رنا هديب أن انتهاكات إسرائيل بحق الفلسطينيات تنقسم لقسمين منها ما هو مباشر كالقتل والإعدام الميداني على الحواجز، والاعتقال الذي حرم 31 أسيرة محتجزة في السجون الإسرائيلية من عيش حياة طبيعية وسط عائلاتهن لتواجهن ظروف معيشية وصحية قاسية.

أما الانتهاكات الغير مباشرة فهي بشكل يومي على الحواجز وانتهاك خصوصية النساء، كما أوضحت رنا هديب، بالإضافة إلى اعتقال معيل الأسرة لتبقى مسؤولية الأسرة بالكامل على عاتق المرأة، التي يحرمها جدار الفصل العنصري من الوصول للموارد الطبيعية كالمياه والكهرباء، وكذلك حرمانهن من حرية التنقل.

ولفتت إلى أنه من بين الانتهاكات التي تتعرض لها النساء على الحواجز إلصاق التهم الباطلة بهن لاعتقالهن وقتل أكبر عدد ممكن منهن، وهو ما يمنع بعض الفتيات من الذهاب إلى المدرسة لاستكمال تعليمهن، فالأهالي يخافون من إرسال بناتهم للمدارس التي يفصل بينهم ربما عدة حواجز، حيث لا يدري أي عنف ينتظرهن خلال العبور.

ويضاف إلى سلسلة الاعتداءات السابقة اعتداءات المستوطنين على المنازل والأهالي في الطرقات والذي يغذيها خطاب الكراهية على حد قول رنا هديب، مشيرةً إلى أنه تم تسجيل عدد من محاولات حرق البيوت والمركبات بداخلها نساء وأطفال البعض منها استطاع الجيران والمحيطين إنقاذهم، ما أدى لفقدان الكثير منهم حياتهم قبل أن يسمع عنهم أحد.

وأشارت إلى أن حدة العنف ارتفعت في الآونة الأخيرة، وذلك بحسب تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الذي رصد ما يقارب 700 انتهاك مباشر وغير مباشر، لافتةً إلى أنه قد نجم عن تلك الانتهاكات خلال الستة أشهر الماضية 176 ضحية غالبيتهم من الأطفال والنساء، لم تحرك إسرائيل ساكناً في الشكاوى المقدمة لمنع مستوطنيه أو لوقف التحريض تجاههم.

وأكدت على أن إسرائيل ضربت الاتفاقيات الدولية التي تحمي النساء والأطفال خلال النزاعات المسلحة عرض الحائط وتستمر في اقتراف المزيد من الجرائم في ظل التزام المجتمع الدولي الصمت، مشددةً على ضرورة توثيق المؤسسات الحقوقية تلك الجرائم تمهيداً لتقديمها إلى محكمة الجنايات الدولية كي يتم فتح تحقيق خاص لفرض آليات وإجراءات تحمي النساء والأطفال.

وطالبت بضرورة حماية الأطفال على وجه الخصوص فقد سجل في الضفة الغربية فقط مقتل 30 طفل/ة منذ بداية العام الحالي، آخرها كانت الطفلة سديل غسان نغنغية التي توفيت متأثرة بجراحها في منطقة الرأس خلال الهجمات الإسرائيلية على مدينة جنين ومخيمها، بحسب ما أعلنت عنه المصادر الطبية الفلسطينية، لافتةً إلى أن الإصابات الناتجة عن اقتحام مدينة جنين مؤخراً خلفت مقتل 11 فلسطينيي وإصابة أكثر من 50 بينهم 10 في حالة خطرة.