"البيت الآمن" يهدف لتحسين قدرات المرأة على التعامل مع الأزمات
يعمل البيت الآمن في مدينة أورمية بشرق كردستان على توفير الدعم الكامل للنساء اللواتي تعرضن للعنف من خلال عقد ورش عمل ودورات وتعليمهن مهارات العمل حتى تتمكن من تحقيق استقلالهن الذاتي والاقتصادي.
بهار عباسي
أرومية ـ أن الهدف من إنشاء البيوت الآمنة هو دعم وتمكين النساء والأطفال المعرضين للعنف وتوفير مكان آمن لهم، وتحسين قدرات المرأة على التعامل مع الأزمات الشخصية والقضايا المتعلقة بها.
تلجأ معظم النساء إلى المراكز أو البيوت الآمنة بسبب العنف الجسدي والعقلي والنفسي والخيانة الزوجية وإدمان الزوج والفقر الاقتصادي الذي تتعرضن له، بالإضافة إلى الفتيات اللواتي تتعرض للعنف من قبل أسرهن، كشفت إحصائيات العام الماضي عن تعرض أكثر من 100 امرأة للعنف بسبب الضغوط الاجتماعية وفقدن حياتهن بشكل مريب.
وحول هذا الموضوع تقول مؤسسة دار المرأة الآمنة والناشطة النسوية فاطمة باباخاني عن مؤسسة "مهر شمس أفريد" يعمل هذا المعهد في مدينة أورمية شرق كردستان كمنظمة غير حكومية لها عدة مجموعات فرعية، لا يقتصر نشاطه على مدينة واحدة، بل يقدم خدماته للنساء والأطفال في جميع أنحاء إيران، من خلال عقد ورش عمل ودورات عبر الإنترنت والتشاور وجهاً لوجه.
وأوضحت أن البيت الآمن التابع لمؤسسة "مهر شمس أفريد" هو أحد المراكز التي تم إنشاؤها تحت إشراف المعهد ويضم عشرات النساء والأطفال من ضحايا العنف الأسري كل عام، "أحد أنشطتنا هو تمكين المرأة، نقوم بتعليم المعنفات مهارات العمل لتمكينهن اقتصادياً، وبحسب المستوى التعليمي ونوع الاهتمام سيبدؤون لاحقاً العمل في بيئات آمنة ويكونون تحت إشراف المؤسسة حتى نتمكن من التحقق من دخلهم وبيئتهم حتى لا يتعرضوا للعنف هناك".
وعن إطلاق معرض الحرف اليدوية لنساء البيت الآمن أضافت "نقوم بإنشاء معارض حتى تتمكن النساء المشمولات بالمؤسسة من الحصول على مكان مجاني لعرض منتجاتهن، والبضائع التي يتم بيعها تودع مباشرة في حسابهن دون وسطاء، ولاقى المعرض ترحيباً واسعاً، حيث يأتي الفنانون والأساتذة والأكاديميون والكتاب والمحامون إلى هنا من مدن أخرى ويدعمون العمل الإنتاجي لهؤلاء النساء".
وأشارت إلى أن النظافة وطريقة تقديم المنتجات مهمة جداً حيث يتم تقديمها بجودة كافية وعالية بعد تدريب النساء في المعهد، كما ويتم بيع بعضها عبر الإنترنت "نحاول إقامة معرض كل شهر لقد أنشأنا هذه المجموعة طوعاً ونحاول نشر أفكارنا حتى تتمكن المرأة من تحقيق المزيد من الاستقلال الاقتصادي وتكون أقل تعرضاً للعنف".
وقالت "لقد زودتنا نساء كثيرات من ماكو، تبريز، مهاباد، بوكان، بمنتجاتهن وقمنا ببيعها في السوق ويتم دعم عملهن، حيث أقيم أخر معرض ولمدة يوم واحد السبت الماضي تم بيع ستة منتجات، هناك ونظراً لعدم وجود مساحة كافية لم يتم عرض المزيد من المنتجات".
وفي ختام حديثها أكدت فاطمة باباخاني أنه في المعرض القادم "سنعمل على تقدم المزيد من المنتجات من مختلف النساء، وسيتم تخصيص أرباح المعرض إلى الشؤون القانونية"، لافتةُ إلى أن "البيت الآمن يوفر الدعم والمأوى للنساء والفتيات اللواتي تتعرضن للعنف المنزلي وتعشن في منزل آمن بأمر قضائي، لا يستطيع أحد الاقتراب منهن، ويمكنهم إبقاء أطفالهن معهن بعض الوقت، كان لدينا حالة في المنزل حيث أنجبت واحدة من النساء طفلاً وتكلف البيت الآمن بكافة المصاريف، بالإضافة إلى ذلك بدأت معظم النساء في الدراسة ونحن نقدم لهن الدعم اللازم ونوفر لهن دروساً خاصة والخياطة وصناعة الشموع، حتى تتمكن من تحقيق الاستقلال الذاتي والمالي من خلال التعليم".