الأزمة في السودان في تفاقم وأوضاع كارثية يواجهها السكان

أدى النزاع المستمر في السودان منذ ثمانية أشهر إلى مقتل وإصابة الآلاف، خاصةً بعد تعطل النظام الصحي، وعدم إمكانية الوصول إلى العمليات الجراحية العاجلة، والأدوية والخدمات المنقذة للحياة.

مركز الأخبار ـ أكدت منظمة الصحة العالمية أن النزاع الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تسبب في تفاقم الأزمة الإنسانية بعد تدميرها للبنية التحية للبلاد، ونزوح الآلاف منهم داخل وخارج البلاد.

حذرت منظمة الصحة العالمية أمس الجمعة الثامن من كانون الأول /ديسمبر، من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان مع استمرار النزاع والنزوح الجماعي وتفشي الأمراض، حيث تسببت الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر في مقتل ما لا يقل عن أكثر من 12 ألف شخص، وإصابة أكثر من 33 ألف أخرين.

وقال القائم بأعمال منظمة الصحة العالمية في السودان من مدينة بورتسودان، أن العديد من الأشخاص فقدوا حياتهم بعد تعطل النظام الصحي وعدم إمكانية الوصول إلى العمليات الجراحية العاجلة، وأدوية والخدمات المنقذة للحياة مع استهداف المستشفيات والمراكز الصحية وسرقتها بالإضافة إلى انعدام الأمن والعقبات البيروقراطية  التي تحد من وصول المساعدات الإنسانية وحركة الإمدادات في العديد من الأماكن في السودان.

وحذر من تفاقم تفشي الأمراض والأوبئة ففي غضون شهر واحد، بعد أن انتشرت الكوليرا من 3 إلى 9 ولايات جديدة بما في ذلك المدن الكبرى والمناطق التي يدور فيها النزاع مع وجود أكثر من 5.400 حالة اشتباه بالإصابة ومؤكدة و170 حالة وفاة.

وتسببت الهجمات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أيضاً في أكبر أزمة نزوح في العالم، حيث قرابة نزح 6.7 مليون شخص من منازلهم بحثاً عن الأمان داخل السودان وخارجها، مما زاد من تعرضهم للأمراض وسوء التغذية والعنف القائم على النوع الاجتماعي ومشاكل الصحة العقلية الحادة.

وأعربت منظمة الصحة عن قلقها بشأن الوضع في دارفور، حيث لا تزال المستويات المرتفعة من العنف وعدم القدرة على الوصول إلى الاحتياجات الأساسية تجبر الناس على النزوح إلى أماكن أخرى أو إلى تشاد المجاورة. وتفيد التقارير بأنه لا يمكن الوصول إلى العديد من المستشفيات، كما أن انعدام الأمن يحول دون إيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن.