الإيرانيون يتحدون السلطات في الذكرى الأربعين لجينا أميني

لا تزال الاحتجاجات التي دخلت أسبوعها السادس في إيران مستمرة مع حلول اليوم الأربعين على وفاة جينا أميني، رغم اشتداد القمع.

مركز الأخبار ـ في تحد للإجراءات الأمنية المكثفة، تجمع إيرانيون في بلدة سقز التي دفنت فيها الشابة جينا أميني "مهسا" بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاتها.

اجتمع الآلاف من الإيرانيين في بلدة سقز أمس الأربعاء 26 تشرين الأول/أكتوبر، لإحياء اليوم الأربعين لوفاة جينا أميني، بالرغم من تأكيد ناشطون في مجال حقوق الإنسان سابقاً أن أجهزة الأمن حذرت عائلة جينا أميني من إقامة أي مراسم في ذكرى الأربعين، وطلبت منها أن تصدر بياناً تطلب فيه من الناس عدم زيارة قبرها وإلا "عليهم أن يقلقوا على حياة ابنهم".

وأطلقت قوات الأمن الإيرانية النار والغاز المسيل للدموع على متظاهرين في سقز، مسقط رأس جينا أميني، بعد تجمعهم لإحياء ذكرى الأربعين لوفاتها.

وردد مئات المتظاهرون الذين تجمعوا في مقبرة آيجي "Jin Jiyan Azadî" و"الموت للديكتاتور" و"هذا العام هو عام الدم... السيد علي سيسقط" في إشارة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، بحسب مقاطع فيديو بثت على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويؤكد الشباب الإيراني من خلال استمراره في الاحتجاج على عزمهم في المضي قدماً في انتزاع حقوقهم، وتأكيداً على أنه سئم من القمع الذي يعاني منه، في ظل فرض قوانين صارمة لا تمت لهذا الجيل بصلة.

وانتشرت صورة من قلب التظاهرة التي تحدت القوات الأمنية في إيران كالنار في الهشيم، حيث تقف امرأة يافعة فوق سيارة وهي بلا حجاب سادلة شعرها رافعة علامة النصر، في تحدٍ للإجراءات الأمنية المشددة والحملة التي شنتها السلطات ضد تلك التظاهرات التي قادتها النساء.

وأعلنت السلطة القضائية في البلاد توجيه الاتهام إلى 300 موقوف على صلة بالتحركات، ما رفع عدد المتهمين إلى أكثر من 1000.

 

تظاهرات ليلية في العديد من المدن

عادت المسيرات الاحتجاجية في أنحاء إيران مع مضي 40 يوماً على وفاة جينا أميني ونزل الإيرانيون إلى الشوارع في مدن عدة، مثل أصفهان وشيراز ومشهد وتبريز بالإضافة إلى قزوين، بما في ذلك عشرات المناطق بالعاصمة طهران في تحدٍ لإجراءات أمنية مشددة. وأضربت العديد من مدن سنه وسقز وديوانداره، مريفان وكامياران، شرق كردستان.

كما خرجت تظاهرات ليلية كبيرة في مدينة جوانرود جنوب غربي إيران، وكذلك في جُرجان في شمال شرق البلاد، وفي تبريز عاصمة أذربيجان الشرقية، وكذلك في مدينة بابل شمالي إيران، ردد خلالها المتظاهرون هتاف "الموت للديكتاتور"، وشهدت مدينة كرج بالقرب من العاصمة الإيرانية طهران احتجاجات ردد خلالها المتظاهرون هتاف "الموت للديكتاتور"، بينما اندلعت احتجاجات ليلية في عدة مناطق بالعاصمة طهران، كما تجددت الاحتجاجات في بندر عباس جنوب إيران.

واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والذخائر الحية والهراوات لتفريق محتجين في مناطق عدة وسط طهران. واستهدفت غالبية الشعارات المرشد الإيراني علي خامنئي. وأطلق النار على المحتجين في كرمانشاه غربي إيران، بينما دارت اشتباكات بين الأمن والمحتجين في شارع شاهين شمالي طهران، فيما تم حرق سيارة للأمن في سنه.

وأطلقت الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لتفريق تجمعات للأطباء في منطقة أمير آباد وسط العاصمة، وأشارت تقارير إلى اعتقالات في صفوف الأطباء لاحتجاجهم على وجود القوات الأمنية في المستشفيات، التي يتلقى فيها المتظاهرون العلاج.

وانضم مزيد من طلاب الجامعات إلى الاحتجاجات العامة وأظهرت تسجيلات فيديو طالبات ترددن شعار "في أربعين مهسا... انحنى ظهر النظام" في سكن الطالبات بجامعة أصفهان، وفي وقت لاحق أظهرت تسجيلات فيديو من جامعة أصفهان حشداً كبيراً لطالبات ترددن شعار "الحرية... الحرية... الحرية"، وأقدمت طالبات على خلع الحجاب والتلويح بأوشحة الرأس في الهواء.