الأوضاع الإنسانية في السودان تزداد سوءاً يوماً بعد يوم

عدم التزام طرفي النزاع في السودان بالهدن الدولية يجعل وصول المساعدات إلى المدنيين أمراً بالغ الصعوبة إن لم يكن مستحيلاً.

ميساء القاضي

الخرطوم ـ تشهد السودان تردي في الأوضاع الصحية والخدمية والإنسانية على خلفية النزاع الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ولم يتم التوصل لإعلان وقف إطلاق النار بعد.

بعد التوصل إلى اتفاق لوقف القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان، عاد تبادل إطلاق النار بينهما، مما أسفر عن مقتل 18 شخصاً وإصابة العشرات من المدنيين بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور من بينهم أطفال ونساء ونزوح عدد كبير من سكان الأحياء الواقعة تحت القصف.

لكن الصراع على السلطة يتركز في العاصمة الخرطوم التي من المتوقع أنها تضم حالياً أكثر من خمسة ملايين شخص عالقين داخل منازلهم بعد نزوح مئات الآلاف منها، يعانون ظروف إنسانية صعبة تتمثل بشح الغذاء والمياه الصالحة للشرب والدواء.

من جانب آخر المحادثات التي تجري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بوساطة الولايات المتحدة والسعودية في مدينتها جدة لم تثمر حتى اليوم عن إعلان لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين ومرور المساعدات.

حيث أسفر النزاع الدائر في السودان عن مقتل نحو ألف شخص معظمهم في الخرطوم وإقليم دارفور الغربي المضطرب منذ فترة طويلة، ونزح أكثر من 840 ألف شخص داخل السودان وفر أكثر من 220 ألفاً إلى دول الجوار.

وأكدت الأمم المتحدة الأربعاء 17 أيار/مايو أن أكثر من نصف سكان السودان البالغ عددهم 46 مليوناً بحاجة إلى المساعدة الإنسانية والحماية في الأوضاع المتردية للبلاد على خلفية النزاع الدائر، بينما قالت اليونيسيف إن 368 ألف طفل أجبروا على ترك منازلهم.

وما زال وصول المساعدات إلى مطار بورتسودان شرقي السودان مستمراً، لكن هذه المساعدات التي وصلت تواجهها تحديات عدة حتى تصل للذين يحتاجونها، فاستمرار القتال ونهب مقار وممتلكات تتبع لوكالات أممية بالإضافة إلى مقتل عدد من موظفي الأمم المتحدة في أول أيام النزاع تجعل وصولها للمتضررين في مناطق القتال أمراً بالغ الصعوبة إن لم يكن مستحيلاً في ظل عدم التزام طرفي النزاع بالهدن.