الاتحاد الوطني للمرأة التونسية يحتفل بالذكرى 69 لتأسيسه

بمناسبة إحياء الذكرى 69 لتأسيسه (26 كانون الثاني/يناير 1955)، نظم الاتحاد الوطني للمرأة التونسية بالتعاون مع مؤسسة الأرشيف معرضاً وثائقياً تحت شعار "69 عاماً من النضال من أجل حقوق النساء".

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ تحتضن مؤسسة الأرشيف معرضاً وثائقياً لنضالات النساء التونسيات بإدارة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية المنظمة النسائية الأكثر تمثيلية للتونسيات والأكثر تواجداً في جميع الجهات وخاصة الأرياف خدمة لقضايا النساء ومعالجة الملفات الاجتماعية من تنظيم عائلي إلى محاربة الأمية والفقر والمساهمة في تدريب الفتيات وإرساء تنمية عادلة.

حضرت ممثلات الاتحاد وبعض الناشطات الشاهدات على البدايات، المعرض الذي نظم أمس الجمعة 26 كانون الثاني/يناير، واستعرضن المحطات التاريخية التي مرت بها الاتحاديات وخاصة المساهمة في دحر الاستعمار وبناء الدولة الحديثة.

وأشرن إلى التحديات التي واجهتهن خلال مسيرتهن وخاصة مواجهة السلطة التي كانت قامعة ومعرقلة لعملهن وكذلك التصدي للذهنية الذكورية التي منعت الكثيرات من الانخراط في عمل الناشطات واللواتي واجهنها بالتعليم حتى أصبحت المرأة التونسية رائدة في مجال الحقوق والحريات.

وقالت رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية راضية الجربي لوكالتنا "بمناسبة مرور 69 عاماً على تأسيس الاتحاد نظمنا معرضاً يوثق أهم المحطات التي عاشتها التونسيات وبنات الاتحاد الأوائل وأيضاً حقبة تاريخية هي فترة الثلاثينات التي تتضمن نضال التونسيات في العديد من المجالات منها حق تقرير المصير، ومساهمتهن في الحركة الوطنية، واعتقال العديد من النساء اللواتي أصبحن فيما بعد قياديات في الاتحاد سواء في الإدارة المركزية على غرار أسماء بلخوجة، أو في النيابات الجهوية".

وأوضحت أنهن اعتصمن من أجل اطلاق سراحهن وهذا دليل على أنهن كن على وعي كبير ولم يكن أي شيء يحول دون استمرارهن في قضاياهن، وخلصت إلى القول بأن المسألة لم تكن امرأة ورجل بقدر ما كانت مسألة عميقة وهي المسألة الوطنية.

 

 

تحركات ونضالات

من جانبها قالت مكلفة الأنشطة التربوية والثقافية بمؤسسة الأرشيف حفصة سعيدي إن المعرض الوثائقي يتضمن العديد من الأرصدة التي توثق نضالات المرأة التونسية.

وأضافت أن المؤسسة استلمت هذه الوثائق من الاتحاد الوطني للمرأة التونسية في إطار التعاون مع المؤسسات والمنظمات للحفاظ على الأرشيف العام والخاص وأرادت من خلال ذكرى تأسيسه أن تقدمه في شكل معرض وثائقي كهدية ومساهمة في التعريف بنضالات المرأة التونسية على مر التاريخ.

وأشارت إلى أنه عندما ترى هذا الكم الهائل من الوثائق لنضالات التونسيات تشعر بالاعتزاز والفخر، وذكرت أن الاتحاد حصل على التأشيرة بعد نضال سنوات امتدت من عام 1938 إلى سنة 1950 واطلقت عليه السلطة الفرنسية اسم الاتحاد النسائي وتمت ترجمته بالاتحاد النسائي الإسلامي بينما كان يضم جميع النساء من مختلف التوجهات حيث كانت المرأة منفتحة على أفكار الغير وكان هناك جمعية تساند تحركاتهم على غرار جمعية "مواساة".

 

 

بدورها قالت عضو اللجنة المركزية بالاتحاد فاطمة بكير إن "نساء الاتحاد صعدن الجبال وجُبن الأرياف لتطبيق برنامج التنظيم العائلي وأسس الشبيبة النسائية وقمن بالتثقيف الصحي وشاركن في الحركة الوطنية".

وحول الصعوبات التي واجهها الاتحاد في بداية تأسيسه، لفتت إلى أنه "لم يكن سهلاً الانضمام إلى الاتحاد والنشاط صلبه لأن الكثير من الرجال يمنعون زوجاتهم من حضور الاجتماعات والتنقل بين الجهات بسبب تغلغل الذهنية الذكورية في تلك الفترة وأيضاً الإدارة كانت تمنع التغيب عن العمل لحضور الاجتماعات فكنا نلتقي خلال فترة الاستراحة وتناول الغداء لنناقش العديد من المسائل".

وبينت فاطمة بكير أن المرأة تهتم بالأسرة والأولاد وتعتبرهم أولوية ولكن عن نفسها تقول "زوجي كان يدفعني إلى النضال ولكن كنت أشعر ببعض الضغط خوفاً على الأبناء وبعد نجاحهم وتلقيهم تربية حسنة شعرت بنوع من الارتياح ونسيت التعب واستمريت بعملي في الاتحاد".