الاتحاد النسائي السوداني: المجاعة هي الحرب الجديدة

طالب الاتحاد النسائي السوداني بالضغط على سلطات الأمر الواقع للاستجابة لوقف الحرب وفتح الممرات الآمنة.

السودان ـ دفع الاتحاد النسائي السوداني بمذكرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مطالباً فيها المجتمع الدولي خاصةً الأمم المتحدة ومؤسساتها بالإعلان الرسمي والفوري للمجاعة في السودان منوها إلى أن هنالك (29) مليون شخص يواجهون المجاعة بحسب منظمة الشفافية الدولية.

طالبت المذكرة التي أرسلت اليوم الاثنين 2 أيلول/سبتمبر بالضغط على سلطات الأمر الواقع للاستجابة لوقف الحرب وفتح الممرات الآمنة، وأكد الاتحاد النسائي السوداني على أهمية الإعلان لضمان تخصيص المساعدات الإنسانية بشكل شامل وعادل لجميع المناطق المتضررة وتسريع عمليات توصيل المساعدات الإنسانية وتوسيع نطاقها لتشمل كل المناطق التي تحتاج إلى الدعم العاجل.

 

فتح الممرات الآمنة

كما نادت المذكرة بضرورة فتح الممرات الآمنة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى كافة المناطق المتضررة شريطة أن تكون بعيدة عن المساومات والضغوط السياسية أو الاستغلال من أي من الأطراف أو أي جهة كانت مع توفير الحماية الكاملة للعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، والعاملات في مجال الإغاثة الانسانية بشكل خاص من كافة أشكال الانتهاكات.

وحثت على تعزيز مشاركة النساء في جميع جوانب العمل الإنساني والإغاثي لضمان تحقيق فعالية واستدامة أكبر في عمليات الإشراف والتوزيع للمساعدات الإنسانية والإغاثة على أرض الواقع، مع ضرورة إشراكهن في كافة المستويات بما في ذلك المفاوضات والتخطيط وتنفيذ البرامج الإنسانية.

وتمت الإشارة إلى أن مشاركة النساء تضمن أن تأخذ القضايا المتعلقة بالاحتياجات النوعية وجميع أشكال العنف الجنسي وسوء التغذية بعين الاعتبار وكذلك مراقبة الممرات الإنسانية حتى لا تصبح وسيلة تستغل لأغراض غير الإغاثة والعون الإنساني ودعم المدنيين.

 

دعم إنساني للجميع

وشددت المذكرة على ضرورة تقديم دعم إنساني عاجل وشامل لجميع السودانيين في معسكرات اللجوء في الدول المجاورة وأن يكون الدعم الإنساني متاحاً للجميع دون تمييز وأن يشمل توفير الغذاء، والماء، والرعاية الصحية، والتعليم والسكن الملائم باعتبارها منظومة حقوقية متكاملة.

وطالبت مذكرة الاتحاد النسائي السوداني مفوضية العون الإنساني القيام بدورها الرئيسي بتقديم الدعم الإنساني العاجل وحماية اللاجئين من التفلتات (معسكر الا لا) باثيوبيا نموذجاً. وفي ذات الاتجاه أشارت إلى أهمية ربط جلسة الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الإنسان التي ستعقد في الشهر الجاري بحقوق اللاجئين والنازحين وأن تكون هذه الجلسة فرصة لمناقشة وضع حقوق الإنسان في السودان وإيجاد حلول فعالة للأزمات الإنسانية.     

 

وضع آليات حماية ومراقبة فاعلة

وفي ذات السياق نبه الاتحاد إلى أهمية وضع آليات حماية ومراقبة فاعلة لحماية النساء والفتيات والأطفال من كافة أشكال العنف الجنسي والآثار النفسية الناجمة عن النزاع، مشدداً على ضرورة توفير حماية لجميع السودانيين العالقين في مناطق الصراع، مع ضمان توفير المساعدات الإنسانية لهم بشكل سريع وبدون عوائق. 

إضافةً لحظر ومنع استخدام جميع أنواع الأسلحة من قبل الأطراف المتصارعة وإلزامهم بجمع الأسلحة المنتشرة والعمل على إيقاف التجنيد العشوائي خاصة وسط الأطفال.

وأشارت المذكرة إلى أهمية مشاركة جميع الأطراف المعنية في عملية التفاوض، بما في ذلك المدنيين وممثلي المنظمات المدنية، لضمان تحقيق نتائج شاملة ومستدامة، مشددةً على عدم إفلات مرتكبي الانتهاكات الجسيمة والجرائم ضد الانسانية خاصةً العنف الجنسي وإجراء محاسبة ومحاكمات عادلة وفعالة للمتورطين في كافة الانتهاكات.

 

العمل المشترك

وأكد الاتحاد النسائي السوداني على أهمية هذه المذكرة، وجدد التزامه بالعمل المشترك لمواجهة أزمة المجاعة والتحديات الإنسانية التي يواجهها السودان، وضرورة حث المجتمع الدولي والإقليمي والمنظمات الإنسانية وكل القوى الوطنية المدنية الثورية على اتخاذ خطوات عاجلة وفعالة للتعامل مع هذه الأزمات.

ولفتت المذكرة إلى أهمية تضامن وتعاون واستنهاض الشعب السوداني كونه الطريق الوحيد لإنقاذ الأرواح وتحقيق السلام المستدام في السودان، مؤكداً على استمرار دعمه ومتابعته لهذه القضايا حتى تحقيق الأهداف المنشودة.      

 

معاً لمجابهة المجاعة                    

الجدير بالذكر أن حملة "معاً لمجابهة المجاعة" أطلقها الاتحاد النسائي السوداني من خلال مخرجات ندوة إسفيرية عقدها الاتحاد النسائي السوداني في ١٦ أيار/مايو الماضي بعنوان "تأثير الحرب والمجاعة في السودان"، وتم تحفيز الحضور نحو المشاركة الفاعلة في تكوين حملة لمواجهة تأثيرات الحرب والمجاعة.

وبدأت الحملة بإطلاق بوسترات إسفيرية لمواجهة المجاعة، مع الاستفادة من المعلومات القيمة التي قدمها الخبراء خلال الندوة، حيث شاركوا في إدارة الحملة وقدموا إحصائيات دقيقة.

وبعد صدور بيانات وإطلاق مناشدات للضغط من أجل إعلان حالة المجاعة في السودان، أصدر الاتحاد النسائي تقريراً صحفياً باللغات الثلاث "العربية، الإنجليزية، والفرنسية" ومن ثم تم إعداد المذكرة بالتعاون مع الموقعين على بيان حملة "معاً لمجابهة المجاعة"، بهدف إرسالها للمنظمات العالمية والإقليمية والمحلية وكل الفاعلين للنظر في المطالبات.