الانتفاضة الشعبية... دعم واعتقالات ومطالبات بالإفراج الفوري

بالتزامن مع إضراب المسوقين والتجار على مستوى البلاد، وعلى الرغم من التهديدات والاعتقالات، شهدت معظم الجامعات ومدن شرق كردستان وإيران إضرابات واحتجاجات واعتصامات واسعة النطاق.

مركز الأخبار ـ شهدت معظم الجامعات الإيرانية إضرابات طلابية واحتجاجات واعتصامات واسعة النطاق تلبية للدعوات التي انتشرت لدعم المعتقلين والانتفاضة الشعبية لمدة ثلاثة أيام.

تضامناً مع الانتفاضة الشعبية، ظهرت ممثلة المسرح والسينما جلاب آدينه على هامش العرض المثير للجدل "برده خانه / بيت الستائر"، بدون الحجاب الإجباري.

 

 

وأظهرت الفيديوهات المنشورة، كيف يغني الجمهور النشيد النسائي أثناء أداء برنامج "برده خانه"، وهو ما اضطر المذيعة إلى إيقاف العرض.

وفي ظل اعتقال الفنانين في إيران خلال الأيام الماضية، لاقى برنامج "برده خانه" انتقادات كثيرة، معتبرين أن أداء العرض بمثابة فتح طريق لاعتقال الفنانين والداعمين للانتفاضة، حيث قامت العديد من الفنانات والممثلات بإزالة الحجاب الإلزامي دعماً للانتفاضة الشعبية، وبحسب التقارير فقد تم اعتقال أكثر من 40 ممثلاً منذ بداية الانتفاضة الشعبية.

كما اعتقلت السلطات الإيرانية في الخامس من كانون الأول/ديسمبر، عضو فريق تسلق الجليد النسائي الإيراني سارة رشيدي وهي خريجة دكتوراه في العلوم السياسية؛ من قبل قوات الأمن واقتيدت إلى مكان مجهول، ولا توجد معلومات عن حالة وأسباب اعتقالها.

 

 

استمرار الإضراب الجامعي

رغم التهديدات والاعتقالات التعسفية استمرت معظم الجامعات في الاحتجاج والاعتصام والإضراب، من بينها جامعة آزاد تبريز، كلية آزاد الهندسية بشيراز، جامعة طهران آزاد، كلية الهندسة الكهربائية بجامعة خاجة ناصر، جامعة سلمان الفارسي في كازرون، جامعة العلامة طبطبائي، جامعة بو علي سينا​​، كلية الآداب بجامعة طهران، كلية التربية، جامعة سبهر في أصفهان، جامعة ملاير، جامعة كردستان، جامعة نوشيرفان بابول، الكلية التقنية وكلية العلوم بجامعة طهران، جامعة شهيد بهشتي، جامعة شريف، أكاديمية كرماشان للفنون الجميلة.

في معظم الجامعات ردد الطلاب شعار "وعودهم سراب والجواب ثورة، يجب إطلاق سراح الطلاب السجناء، jin jiyan azadî"، وتم توزيع كتيبات.

وشهدت تلك الاحتجاجات اعتقال وقمع، وهو ما دفع بالطلاب إلى رشق الدماء في الفصول الدراسية وكتابة كلمة الاحتجاج على الجدران وعزف نشيد الحرية، وانتشرت أنباء عن تعرض عدداً من مسؤولي الجامعات للتهديد من قبل قوى الأمن.

وطالب مجلس نقابة المعلمين أمس الثلاثاء 6 كانون الأول/ديسمبر، بالإفراج الفوري عن الطالبة بريا فرامازي البالغة من العمر 16 عاماً، وبحسب ما تم تداوله فقد نقلت بريا فرامازي إلى سجن شيراز دون علم عائلتها، مستنكراً اعتقال طلاب المدارس والمعلمين.

 

 

العفو الدولية تطالب بعدم السماح لإيران بالتستر على انتهاكاتها

وعقب نشر أنباء حل السلطات الإيرانية شرطة الأخلاق، نشرت منظمة العفو الدولية بياناً طالبت فيه المجتمع الدولي بألا "ينخدع المجتمع الدولي بادعاءات مشكوك فيها بحل شرطة الأخلاق وهو ما يتعلق بحقيقة استمرار العنف ضد النساء والفتيات الذي تنطوي عليه قوانين الحجاب الإلزامي، وعدم السماح للنظام الإيراني بالتستر على أعمالها".

وكان قد أعلن المدعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري، إلغاء شرطة الأخلاق من قبل السلطات المختصة، قائلاً إن "شرطة الأخلاق ليس لها علاقة بالقضاء وألغاها من أنشأها"، لافتاً إلى أن "القضاء سيواصل ضبط التصرفات السلوكية على مستوى المجتمع". ما يشير إلى استمرار فرض الرقابة على جسد المرأة بموجب قوانين الحجاب الإلزامي. وذكرت وسائل إعلام حكومية في اليوم التالي أنه "لم تؤكد أي سلطة رسمية في إيران حل شرطة الأخلاق".

وأوضحت المنظمة أن "بيان المدعي العام كان مبهماً بشكل متعمد، ولم يذكر البنية القانونية والسياسية التي تبقي ممارسة فرض الحجاب الإلزامي قائمة ضد النساء والفتيات. إن القول بأن "شرطة الأخلاق" لا علاقة لها بالقضاء يشوه حقيقة موافقة القضاء على مدى عقود على تجريم النساء والفتيات بموجب فرض قوانين الحجاب الإلزامي المسيئة والتمييزية".

وقالت مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية هبة مرايف "في مواجهة الغضب في إيران وعلى الصعيد العالمي إزاء هذا الشكل المتطرف من التمييز والعنف القائمين على النوع الاجتماعي، فإن السلطات الإيرانية تقوم ببساطة بنقل المسؤولية بين أركانها في محاولة للتهرب من المسؤولية".