الانتفاضة الشعبية... السلطات الإيرانية تستدعي مواطنين من مدينة سردشت

تواصل السلطات الإيرانية استجواب واستدعاء مواطني مدينة سردشت عبر الهاتف لإثارة الرعب وتقليص مشاركتهم في الانتفاضة الشعبية.

ديلان محمدي

سردشت ـ هددت السلطات الإيرانية في مدينة سردشت شرق كردستان والبلدات المجاورة لها، العديد من الأشخاص عبر الهاتف، وهددت باعتقالهم إذا دعموا الاحتجاجات عبر شبكات افتراضية.

استجوبت السلطات العديد من المعلمين والعمال والطلاب والنساء، محذرة إياهم من دعم الانتفاضة التي تشهدها البلاد، وإلا سيتم إلقاء القبض عليهم، من بينهم المواطنين الذين يلعبون دور الصحفيين، فهم يلعبون دور رئيسي في نشر الفيديوهات والصور ونقل أحداث الانتفاضة.

وكالتنا التقت بعض الأشخاص من مختلف الفئات الذين شاركوا في الاحتجاجات الأخيرة واستدعتهم المخابرات الإيرانية.

تقول الناشطة المدنية (ج.ب) البالغة من العمر 30 عاماً، "لدي متجر في الشيخ مولانا بمدينة سردشت، تم استدعائي من قبل السلطات الإيرانية للتحقيق بعد يوم من مشاركتي في الاحتجاجات، قالوا لي أنك دعوت عبر تطبيق انستغرام إلى دعم الاحتجاجات، وهذا يعني أنك شاركت في تنظيم الاحتجاجات، لذا نعتبرك السبب الرئيسي، إذا كان لديك أي نشاط سنقوم باعتقالك. بعد الاستدعاء الهاتفي، توجهت إلى مكتب الاستعلامات ووقعت على تعهد باعتقالي إذا فعلت أي شيء".

من جانبها قالت (ن.ب) وهي معلمة في مدرسة ثانوية للبنات، أنها تعرضت للتهديد من قبل السلطات لعدم ذهابها إلى المدرسة في اليوم الذي شهدت فيه مدن شرق كردستان الإضرابات والاحتجاجات، ولم توبخ الطلاب الذين رددوا الشعارات المناهضة للنظام.

ولفتت إلى أنها وقعت على تعهد بالالتزام مرة أخرى ومعاقبة الطلاب المشاركين في الاحتجاجات، والحد من إجراء المناقشات السياسية في الأوساط العامة، مشيرةً إلى أن "التهديدات والاستدعاء والاعتقالات والضغط من أجل التعاون مع وزارة الإعلام ليست طريقة جديدة، فمنذ وصول هذه الحكومة إلى السلطة والتهديد والترهيب كان عملهم الرئيسي. بل إنها تشوه سمعة النشطاء السياسيين والناشطات والطلاب بحيث يقل عدد الأشخاص الذين يتجمعون حولهم".

فيما قال (م.ن) وهو ميكانيكي يسعى لتأمين قوت عائلته، وقد شارك في الانتفاضة التي شهدتها البلاد، أن والداه اللذان كانا ناشطان سياسيان قد قتلا وهو صغير في السن بشكل مريب، لافتاً إلى أنهم يعيشون حياة صعبة.

وأوضح أن الأجهزة الأمنية تستدعيه كل يوم لأنهم ولدوا في عائلة سياسية، "لقد تم استدعائي من خلال مكالمة هاتفية لأنني دعمت الانتفاضة من خلال منشورات على انستغرام، لقد كانوا يعرفونني جيداً وقالوا إنهم يعلمون أنني أنوي الهجرة إلى أوروبا وأنني لن أكون في أمان هناك".

وأضاف "لقد تم استجوابي حول حقيقة أنني كتبت رسائل لوكالات أنباء عبر شبكات افتراضية وتابعت بعض وسائل الإعلام خارج إيران. حُذرت من أنني يجب ألا أدعم الانتفاضة الشعبية بسبب الوظيفة السياسية ودعم الاحتجاجات. اتصلوا بالعديد من أصدقائي وحذروهم من أنه إذا لم تحذف القصة ولم آخذ هذا التهديد على محمل الجد، فسوف يعتقلونني. بالنسبة لمعارفنا وأصدقائنا، فقد اتصلت القوات الأمنية مع حوالي 500 شخص من الذين أعرفهم".