الانتفاضة الإيرانية... ارتفاع عدد القتلى إلى 321 شخصاً

سيرفع مجلس المندوبين الأوروبي قرار فرض المزيد من العقوبات على إيران، على خلفية حملة قمع الاحتجاجات التي راح ضحيتها 321 شخصاً بينهم 50 طفلاً.

مركز الأخبار ـ تشكل الانتفاضة الإيرانية أحد أكبر التحديات التي تواجه حكام البلاد، وتتواصل الاحتجاجات منذ ثماني أسابيع رغم الإجراءات الأمنية الصارمة والتحذيرات الشديدة التي تطلقها قوات الأمن.

 

مطالبات بعودة الطلاب للجامعات

رغم التهديد والاعتقال الذي يتعرض له الطلاب، شهدت معظم الجامعات في شرق كردستان وإيران اعتصامات واحتجاجات طلابية ضد النظام من جديد، حيث واصل طلاب وأساتذة الجامعات منها جامعة كردستان للعلوم الطبية وجامعة طهران وطلاب للعلوم والثقافة وجامعة شريف للهندسة، وطلاب كلية العمارة في جامعة "آزاد نجف آباد"، إضرابهم واحتجاجهم رغم القمع الشديد والتهديدات المستمرة.

وردد الطلاب شعار "من أجل الحرية" و"حياتنا بيد الظالمين" و"يجب إطلاق سراح الطلاب" و"الحرية الحرية"، مطالبين بالإفراج عن الموقوفين وعودة الطلاب إلى الجامعات، كما أكدت الجامعات والمدارس وغيرها من المراكز التعليمية على استمرار انتفاضتهم ضد النظام الإيراني.

وكتب مجلس اتحاد الطلاب في إيران عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، أنه خلال اعتصام طلاب كلية الرياضيات بجامعة "بهشتي"، دعا الطلاب إلى الإفراج عن طالب الإحصاء في هذه الكلية "بارسا شجاعي" الذي تم اعتقاله في 6 تشرين الثاني/نوفمبر.

وتم تنظيم تجمعات احتجاجية في طهران وبعض المدن الإيرانية الأخرى، من قبل الطلاب، فيما صدرت دعوات للخروج في مظاهرات بمناسبة "أربعينية" ضحايا مجزرة زاهدان التي قتل خلالها حوالي 100 شخص، بينهم نساء وأطفال، على أيدي قوات الأمن.

 

فرض مزيد من العقوبات

وسيعقد مجلس مندوبي الاتحاد الأوروبي، اليوم الأربعاء 9 تشرين الثاني/نوفمبر، اجتماعاً لبحث فرض مزيد من العقوبات على النظام الإيراني بسبب حملتها القمعية ضد المتظاهرين على خلفية مقتل جينا أميني على يد شرطة الأخلاق.

وبحسب وسائل إعلامية، فإن مجلس المندوبين الأوروبي سيرفع قراره إلى مجلس وزراء الخارجية لتمريره الاثنين المقبل. فيما أعلنت الحكومة الألمانية أن الاتحاد سيتخذ قراراً بشأن إدراج الحرس الثوري الإيراني في حزمة عقوباته الجديدة ضد طهران.

واستنكر الاتحاد الأوروبي في أكثر من مناسبة، حملة القمع التي وصفها بالممنهجة ضد المتظاهرين في إيران وتعهد بفرض عقوبات على المسؤولين عنها.

وكان الاتحاد الأوروبي قد فرض في وقت سابق، عقوبات فيما يتعلق بانتهاك حقوق الإنسان في إيران. كما أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بربوك، أن بلادها والاتحاد الأوروبي يدرسان وضع الحرس الثوري على قائمة المنظمات الإرهابية.

وبدورها نددت وزيرة خارجية كندا ميلاني جولي، أمس الثلاثاء 8 تشرين الثاني/نوفمبر، بدعوة النظام الإيراني بعض أعضاء البرلمان لإعدام محتجين معتقلين تعسفياً، مطالبة إيران بمراجعة القرار، وحماية حقهم في الاحتجاج.

بينما أوضحت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان الإيرانية "هرانا"، أن السلطات الإيرانية ألقت القبض على قرابة 15 ألف شخص شاركوا في الانتفاضة، لافتةً إلى اعتقال 429 طالباً جامعياً.

وأشارت إلى أن عدد القتلى وصل إلى 321 شخصاً من بينهم 50 طفلاً حتى يوم الاثنين 7 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، في 136 مدينة و135 جامعات شهدت احتجاجات.

وطالبت أكثر من 350 ناشطة في مجال حقوق المرأة من خلال بيان مشترك بإطلاق سراح الصحفيتين نيلوفر حميدي وإلاها محمدي. ولفت البيان إلى "سجل القضاء الإيراني في إقامة محاكمات جائرة". منتقداً "فبركة الاتهامات ضد المحتجين".

 

تضامن مع الإيرانيات في انتفاضتهن

وتعبيراً عن دعمها للنساء، شاركت الإيرانية نيلوفر مرداني في مسابقات التزلج على الجليد في تركيا، واعتلت منصة البطولة من دون الحجاب الإلزامي، وهو ما لاقى انتقاد من قبل وزارة الرياضة الإيرانية.

ومع ازدياد احتجاجات الناشطين والفنانين بما في ذلك الرياضيون، يحاول النظام الإيراني التستر على احتجاجات الشخصيات الشهيرة في كل مرة بأعذار ومبررات لا أساس لها من الصحة.

كما قامت مجموعة من النساء في ولاية كيرلا جنوب الهند، أمس الثلاثاء 8 تشرين الثاني/نوفمبر، بحرق حجابهن تضامناً مع انتفاضة الشعب الإيراني والإيرانيات، ورددن شعار "العلم والفكر الحر".

وأكدت المشاركات في التجمع اللواتي حملن لافتات عليها صور جينا أميني، تضامنهن مع الإيرانيات المحتجات ضد السلطات.