الانتفاضة الإيرانية... إضرابات ومظاهرات وتجمعات مستمرة رغم القمع

مع استعداد طلاب الجامعات الإيرانية لإحياء ذكرى احتجاجات 2019 التي تصادف الخامس عشر من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، ودخول الانتفاضة اسبوعها الثامن، ازداد قمع السلطات ضدهم.

مركز الأخبار ـ دخلت الانتفاضة الشعبية في إيران أسبوعها الثامن، أمس السبت 5 تشرين الثاني/نوفمبر، في ظل ازدياد نشاط الاحتجاجات الطلابية وإضرابات المتاجر والأسواق في طهران وعدة مدن أخرى، على الرغم من القمع والاعتقالات الواسعة النطاق.

يواصل الإيرانيون تظاهراتهم في العديد من المدن الإيرانية وفي مراسم تأبين ضحايا الانتفاضة الشعبية ضد النظام الإيراني، كما أضرب التجار في مدينة سقز مرة أخرى، وانطلقت احتجاجات في جامعات مختلفة بالبلاد بالتزامن مع نشر دعوات وبيانات من قبل الطلاب للاعتصام في مختلف الجامعات.

 

احتجاجات طلاب الجامعات والتلاميذ

شهدت الجامعات الإيرانية، احتجاجات وتجمعات واعتصامات من قبل الطلاب، من بينها جامعة علم وصنعت، وشريف، وأمير كبير، وطهران، وعلامة، وكيلان، وكرمانشاه، وآزاد سنندج، وآزاد مشهد، وطهران شمال، وعلوم وتحقيقات، وغيرها.

وأعلن طلاب من مختلف الجامعات في إيران، بما في ذلك طهران، ويزد، وبهشتي، في بيان أنهم اعتباراً من أمس السبت 5 تشرين الثاني/نوفمبر، سيضربون ويرفضون حضور الفصول الدراسية حتى إطلاق سراح زملائهم المعتقلين، وإنهاء الوضع الأمني في الجامعات. إلا أن القوات الأمنية المتخفية بملابس مدنية هاجمت طلاب جامعة أمير كبير الذين تجمعوا احتجاجاً على احتجاز الطلاب وإيقافهم عن الدراسة.

كما أعلن طلاب كليات الآداب، والإدارة والمحاسبة، وعلوم الرياضيات، في جامعة بهشتي، أنهم سيستمرون في الإضراب وعدم دخول الفصول، كما اعتصم عدد من طلاب فرع برديس الشمالي التابع لجامعة طهران، أمام كلية اللغات الأجنبية.

وكان طلاب جامعة آزاد طهران، وحدة العلوم والبحث، قد تجمعوا مرددين هتافات منها "الحرية الحرية"، و"Jin Jiyan Azadî" و"يموت الطالب ولا يقبل الذل"، كما هتف الطلاب في جامعة كيلان أيضاً "الحرية، الحرية"، و"إذا تم إيقاف الطلاب، سيتم إغلاق الجامعة".

وتجمع طلاب جامعة علامه طباطبائي مرددين هتافات مثل "عارنا، عارنا، رئيسنا الجاهل"، و"شهر نوفمبر، نهاية الديكتاتورية".

واعتصم طلاب جامعة شريف أمام المكتبة المركزية للجامعة احتجاجاً على الحظر المفروض على بعض الطلاب بالإضافة إلى عمليات تفتيش الطلاب، وهتفوا "ما لم يلف رجل الدين في الكفن، فلن يكون هذا البلد وطناً".

وفي جامعة آزاد سنندج، تجمع الطلاب مرددين "الحرية حقنا، وجينا هي رمزنا"، و"لا وشاح، ولا ظلم، حرية ومساواة"، كما اعتصم طلاب كلية الهندسة الكيميائية بجامعة علم وصنعت، وتجمع الطلاب في جامعة آزاد مشهد ورددوا هتاف "أنت الفاجر، أنت العاهر، أنا المرأة الحرة".

وبالإضافة إلى الطلاب، فإن التلاميذ في عدد من المدن، بما في ذلك مشهد، وكرج، وطهران، وشهريار، ومريفان، رددوا هتافات: "الموت للديكتاتور"، و"Jin Jiyan Azadî"، بعد خروجهم من المدارس، وأفادت وسائل الإعلام بأن إدارات التربية والتعليم ترسل رجال الأمن إلى المدارس لإجبار التلاميذ على أداء نشيد "مرحباً أيها القائد".

ويشير مقطع فيديو إلى أن تلاميذ مدرسة للبنات في طهران هتفن "الموت للديكتاتور"، رداَ على مسؤولي المدرسة الذين طالبوا بترديد هتاف "الموت لأميركا".

ومن بين مطالب طلاب الجامعات "إطلاق سراح الطلاب الموقوفين دون قيد أو شرط، وصدور قرار بمنع ملاحقتهم"، و"إلغاء قرار إيقاف الطلاب عن الدراسة ومنعهم من دخول الجامعة"، و"إخراج كافة القوات الأمنية والمتخفين بالزي المدني من الجامعات".

كما يطالب الطلاب "بمنع تدخل الأجهزة الأمنية في وضع الطلاب الموقوفين على قائمة غير المرغوب فيهم"، و"إقالة المتورطين في الأحداث الأخيرة بمن فيهم مسؤولو الجامعة والأمن الجامعي"، و"الاعتذار الرسمي من جميع الطلاب بسبب الأحداث الأخيرة"، و"إنهاء القوانين الرجعية المهيمنة على الجامعة مثل الفصل بين الطلاب والطالبات في المطعم الجامعي، وتدخل الأمن الجامعي في ملابس الطلاب".

وطالب مجموعة من أساتذة وأعضاء هيئة التدريس بجامعة مازندران، من خلال توجيه رسالة لسلطات الجامعة، بالامتناع عن إصدار أي أوامر تأديبية بحق الطلاب، وجاء في الرسالة "كمعلمين في هذه الجامعة، نفضل زرع بذور الثقة والتعاطف في نفوس طلابنا بدلاً من التصرف كجنود والتهديد بإزالة الدروس والتشدد في الحضور".

 

السلطات تهدد المحتجين وعدد القتلى يرتفع إلى 304

وثقت مقاطع فيديو من الاحتجاجات العارمة في مدينة خاش بشرق كردستان، إطلاق نار كثيف من قبل قوات الأمن باتجاه المتظاهرين في شوارع المدينة، فيما طالب رؤساء السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية في إيران، بالإسراع في النظر بملفات المشاركين في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.

هذا وأعلن مدير منظمة حقوق الإنسان الإيرانية محمود أميري مقدم، أن عدد ضحايا الاحتجاجات في البلاد بلغ حوالي 304 شخصاً، بينهم 14 قاصراً و24 امرأة منذ بداية الاحتجاجات التي انطلقت في أيلول/سبتمبر الماضي.

 

إيران ثالث أكبر دولة سجناً للصحفيين

ونقلت شبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية، عن صحافيين إيرانيين قولهم إنهم تلقوا تهديدات بالقتل من سلطات بلادهم بسبب تغطية الاحتجاجات الأخيرة.

ولفت الصحافيون الذين لم تكشف الشبكة عن أسمائهم، إلى أنهم يخشون أن تتعرض مصادرهم للخطر بسبب تعقب السلطات الإيرانية لأنشطتهم عبر الإنترنت.

وكانت منظمة "مراسلون بلا حدود" نددت أواخر الشهر الماضي بمحاولات الحكومة الإيرانية إسكات وسائل الإعلام الأجنبية بعد فرض عقوبات على عدد منها والتي تنتمي لدول مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا، مشيرةً إلى أن إيران أصبحت ثالث أكبر دولة من حيث عدد الصحافيين المعتقلين على مستوى العالم.

 

استمرار احتجاجات الإيرانيين المقيمين بالخارج

ولدعم انتفاضة الشعب الإيراني نظم المواطنون الإيرانيون المقيمون في الخارج مسيرات احتجاجية، وتجمعات أمام السفارة الإيرانية في العديد من الدول.

واستناداً إلى الصور المنشورة، فالإيرانيون الذين يعيشون في أوكلاند وويلينجتون بنيوزيلندا، والمقيمون في النمسا، والكرد الذين يعيشون في النرويج، ينظمون مسيرات احتجاجية ويحملون صورة جينا أميني، وهم يرددون شعارات مناهضة للسلطات الإيرانية.

وطالب المتظاهرون المجتمع الدولي بإدانة السلطات الإيرانية وقطع العلاقات معها، لتسببها بمقتل الأطفال ودعم الشعب الإيراني في تحقيق الحرية.