الأمم المتحدة تحذر من تفاقم مستويات الجوع حول العالم

جراء النزاعات التي تحصل في أجزاء كثيرة من العالم نزح مئات الآلاف حيث هناك الآلاف يواجهون مجاعة بتفاقم مستويات الجوع.

مركز الأخبار ـ حذرت الأمم المتحدة من تفاقم مستويات الجوع في أجزاء كثيرة من العالم خاصةً في المناطق التي تشهد نزاعات وحروب، مشيرةً إلى أن الجماعات المسلحة تفرض حواجز على الطرق مما أدى إلى منع إيصال المساعدات الإنسانية.

بعد التقرير الذي أصدرته منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" وبرنامج الأغذية العالمية، حذرت منظمة الأمم المتحدة أمس الخميس 31 تشرين الاول/أكتوبر، من تفاقم مستويات الجوع، خلال الأشهر السبعة القادمة في أجزاء من العالم، خاصةً في قطاع غزة، والسودان، وجنوب السودان، ومالي وهايتي.

وأكد التقرير أن هناك حاجة ماسة إلى العمل الإنساني للحد من المجاعة والموت في العالم، في ظل غياب الجهود الإنسانية الفورية والعمل الدولي المتضامن لمعالجة القيود الخطيرة، التي تهدف إلى الأمن وتهدئة الصراع، لافتاً إلى أنه من المرجح أن تتفاقم المجاعة والخسائر في الأرواح بتلك المناطق من العالم.

وأوضح أن الصراعات والعنف المسلح تسببا في معظم حالات انعدام الأمن الغذائي الحاد في جميع المناطق التي جرت دراستها في التقرير نصف السنوي، مضيفاً أن العوامل المناخية الحادة تشكل عاملاً حاسماً في مناطق أخرى، في حين أن عدم المساواة الاقتصادية، وارتفاع مستويات الديون في كثير من البلدان النامية، يقوّضان قدرة الحكومات على الاستجابة، وفقاً للتقرير المشترك الذي يدرس الفترة من تشرين الثاني/نوفمبر عام 2024 إلى أيار/مايو عام 2025.

وكشف التقرير، الذي يعتمد على أبحاث أجراها خبراء في وكالتين تابعتين للأمم المتحدة مقرهما روما، إن هناك حاجة ماسة إلى العمل الإنساني لكبح المجاعة والموت في قطاع غزة والسودان وجنوب السودان وهايتي ومالي، محذراً من أن غياب الجهود الإنسانية الفورية، والعمل الدولي المتضافر لمعالجة القيود الخطيرة، التي تهدف إلى تهدئة الصراع وانعدام الأمن، من المرجح أن تتفاقم المجاعة والخسائر في الأرواح في تلك المناطق.

وأشار إلى أن نيجيريا وتشاد واليمن وموزمبيق وبورما وسوريا ولبنان في وضع مقلق جداً، لافتاً إلى أن التقرير سلط الضوء فقط على الحالات الأكثر خطورة، وليس على جميع البلدان أو الأقاليم التي تعاني بدورها مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفق مُعدي التقرير.

ونوه التقرير إلى أن عام 2024 يعد الثاني على التوالي الذي يشهد تراجعاً في تمويل المساعدات الإنسانية، وأن 12 برنامج مساعدات في قطاع الأمن الغذائي واجه تراجعاً في التمويلات تزيد عن 75 في المائة في دول مثل إثيوبيا واليمن وسوريا وبورما.

وأثار التصعيد الأخير بقطاع غزة في الأعمال العدائية مخاوف من احتمال تحقق سيناريو "الكارثة" المتمثل في المجاعة، وفق التقرير.

وبحسب وسائل الإعلام فإن مئات الآلاف من النازحين سيظلون يواجهون المجاعة بسبب النزاع، وأن في جنوب السودان، من المتوقع أن يتضاعف عدد الأشخاص الذين واجهوا المجاعة والموت، في الأشهر الأربعة بين نيسان/أبريل، وتموز/ويوليو 2024، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، مشيراً إلى أن هذه الأرقام قد تتصاعد ابتداء من أيار/مايو 2025، مع الفترة التي تلي وتسبق موسمي الحصاد.

وأوضح التقرير أن، تضرَّر أكثر من مليون شخص من الفيضانات الشديدة، هذا الشهر، في جنوب السودان، حيث تعاني العنف والركود الاقتصادي، ملفتاً إلى أنه على نحو مشابه يهدد العنف المسلح في هايتي، مقترناً بالأزمة الاقتصادية المستمرة والأعاصير، بتفاقم مستويات الجوع.

كما يهدد تصاعد الصراع في مالي، حيث سحبت الأمم المتحدة بعثة حفظ السلام التابعة لها في عام 2023، بتفاقم المستويات الحرِجة بالفعل مع قيام الجماعات المسلّحة بفرض حواجز على الطرق، ومنع إيصال المساعدات الإنسانية.

الآثار المباشرة وغير مباشرة

ووفقاً للتقرير، فإن الآثار المباشرة وغير المباشرة للصراع على انعدام الأمن الغذائي كبيرة، وتتجاوز بكثير القضاء على الماشية والمحاصيل، مشيراً إلى أن النزاع أجبر الناس على الفرار من منازلهم، مما أدى إلى تأثر طرق العيش والدخل، والحد من الوصول إلى الأسواق، وعدم انتظام إنتاج واستهلاك الغذاء، لافتاً إلى أنه في بعض المناطق التي تُعد مثيرة للقلق، فإن الظروف الجوية القاسية الناجمة عن احتمال عودة ظاهرة "إل نينو" هذا الشتاء، وهي ظاهرة مناخية طبيعية يمكن أن تؤدي إلى هطول أمطار غزيرة أو تفاقم الجفاف وموجات الحرارة، التي قد تسبب تفاقم الأزمات الغذائية.

وأشار إلى أنه سيواجه نحو 41 بالمئة من السكان المناطق، أي ما يعادل 876 ألف شخص، مستويات طارئة من المجاعة، ما يمثل المستوى الرابع من التصنيف التراتبي في الفترة ما بين تشرين الثاني/نوفمبر إلى نهاية نيسان/أبريل القادم، بينما سيواجه ما يقارب من 16 بالمئة، أي 345 ألف شخص، مستويات كارثية، منوهاً إلى أنه منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بلغ عدد النازحين 1,9 مليون شخص، أي ما يعادل 91 بالمئة من سكان غزة، أما في السودان فسيظل مئات الآلاف من النازحين بسبب النزاع يواجهون المجاعة.